Al Jazirah NewsPaper Monday  06/10/2008 G Issue 13157
الأثنين 07 شوال 1429   العدد  13157
استقرار المنطقة ومناطحات الأضداد

تصريح وزير الخارجية الفرنسي كوشنير لصحيفة هأراتس الإسرائيلية والذي قال فيه إن إسرائيل سوف تهاجم إيران قبل أن تتمكن من صنع وتطوير سلاح نووي، يوضح مدى الاحتقان الذي تعانيه المنطقة جراء قناعات التسلح واستعدادات الضربات الوقائية، التي تتقاسمها إسرائيل وإيران في فضاء المنطقة.

وفي سياق حديث الوزير الفرنسي يقول (أعتقد وبصراحة أن تصنيع سلاح نووي لن يعود على إيران بأي نفع لأن الإسرائيليين لن يسمحوا بذلك، وهنا يكمن الخطر الحقيقي، فإسرائيل لن تنتظر القنبلة والإيرانيون يعرفون ذلك والعالم بأسره يعلم ذلك أيضاً). ومع أن هذا الكلام فيه الكثير من الواقعية والصراحة على خارطة استشراف الأحداث، فإنه يوضح خطورة الوضع الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط جراء المساومات والمناورات التي تنتهجها بعض كياناته السياسية من أجل جني أكبر قدر من المصالح وأوراق الضغط لحساب مكاسبها القومية، والخاسر الأكبر في كل ذلك والضحية الأولى بلا شك هي استقرار المنطقة وتعطيل مشروعات وطموحات التعايش السلمي بها وتحركات التنمية الإنسانية التي تجنح لها شعوب المنطقة بعد أن حرمت منها لردح من الزمن جراء مثل هذا التمترس والمشاحنات التي جرت السياسة الخارجية الناتجة عنها الكثير من البلاء والمصائب على محطيها الإقليمي.

ومع التأكيد على أنه لا يحق لإسرائيل أن تنصب نفسها (كشرطي نووي) في المنطقة وهي التي ارتكبت جرم إدخال الأسلحة النووية المحرمة للمنطقة إذ إن دور الشرطي النووي لدولة مسؤولوها مهووسون بالضربات الوقائية ونظريات المجال الحيوي للأمن، يدخل المنطقة دائرة الخطر خاصة وأن ساستها يعتبرون مبرراً للكثير من عنجهياتهم ومعاركهم مع دول الجوار، بل إن واقع الداخل الإسرائيلي يحتم أحياناً على ساسة تل أبيب إختلاق الحروب تحت ذرائع الأمن الإسرائيلي. لكن ما يخشى الآن أن يتجاوز الأمر ما حصل في قصف المفاعل النووي العراقي في الثمانينيات أو قصف بعض المواقع السورية التي قالت الاستخبارات الأمريكية إنها منشأة نووية تقيمها سوريا بدعم من كوريا الشمالية. بل إن الأمر في هذه المرة سوف يعتمد على نظرية كسر الظهر، بمعنى أن الوحش الإسرائيلي إن كشر عن أنيابه فلن يكتفي بضربات وقائية خاطفة، بل على قصف مكثف يلتهم الأخضر واليابس، وهو الأمر الذي يجب أن لا تعطى إسرائيل ذريعة له، ليس فقط من أجل أمن إيران الذي يجب أن يحرص عليه العقلاء الإيرانيون، بل من أجل عدم امتداد هذه الفوضى إلى دول الجوار التي سوف تتحول إلى مجالات حيوية تثار بها نعرات القبائل المذهبية وتتفجر من داخلها مغامرات المذهب المسيس فيضيع اللبن ويختط الحابل بالنابل.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد