Al Jazirah NewsPaper Monday  06/10/2008 G Issue 13157
الأثنين 07 شوال 1429   العدد  13157
نهارات أخرى
(تعال اكتب لنا باكر)
فاطمة العتيبي

** تعال..

يا جفري..

اكتب لنا..

علِّم الرجال كيف يكونون دافئين بالحب..

هجهم كيف يحملون الورد قبل أن يضعوا مفاتيحهم

في أبواب بيوتهم..

** تعال يا جفري..

(اكتب لنا باكر)

مثلما قال بدر بن عبد المحسن.. مثلما ناداك ذات وجع

وقال تعال اكتب لنا باكر..

** لن تجيء.. لن تعود..

لن تكتب..

لن نقرأ..

** اخترت الرحيل.. قتلك الصمت البارد وهجعة

القلوب خلف العادي والمكرور والمعاد آلاف المرات..

حيث لا بريق

ولا دهشة..

ولا نهر يخضل الأعشاب التي ذبلت..

** سئمت تكاليف (الحياة) أبا وجدي!!

ولم تعش ثمانين حولاً..

لكنك مللت الصراع..

مللت (الحروب القصيرة) التي تخرج منها كل مرة منتصراً سيداً متعافياً..

** مبدع مثلك..

يسأم المعارك المعادة

يمل الحروب المتشابهة..

يمل حتى من الانتصارات المتوالية..

** تعشق الحياة..

حد أنك اخترت أن تتركها وهي

تضج بالعيد وضحكات الأطفال..

وزهو النساء ونشوة الرجال..

** في الصباح حين أبلغنا الوفي (أبو بدر)

.. رحل الجفري هذا الصباح..

بكيت.. عدت لنحو ستة عشر عاماً مضت..

حيث فتحت صحيفة عكاظ لأجد خبر مرضك

دوّنتُ مخاوفي وقلقي وكتبت بحروفي المبكرة..

** هاتفت (قينان الغامدي) مرتبكة متلجلجة

بالكلمات والحروف.. والأحلام التي تتعثر بخطو البدايات..

وقلت سأكتب مع أصدقاء الجفري..

قال: أنتِ يا فاطمة؟.. أنتِ واحدة من بناته..

قلتُ وليكن.. أريد أن أنوب عنه في ظلاله.. وناوبت الجفري

في ظلاله مع جمع من أصدقائه ورفقاء دربه..

كتبنا عنه وله.. وأمضينا أقلامنا في وجه المرض!!

** حين تزوجت..

وجدت ألبوماً كبيراً يتوسط مكتبة زوجي..

كان عبد الله الجفري تاجاً جميلاً.. اجتمعنا على قراءته مع ما اجتمعنا عليه من قواسم أخرى..

** ما زحتُ عبد الله الجفري قبل عامين في هذه الزاوية

وأعلنت إنني أغار منه حيث يقتسم معي اهتمام زوجي ومتابعته وقلبه وحبه..

وكان بيننا مساجلات جميلة دخل فيها آخرون..

** كان ذلك أكبر من أحلامي.. وكانت كتبه تصل بريدنا بنسختين موقّعة باللون الأخضر باسمينا..

** غاب الجفري..

رحل صباح ثاني العيد..

كان يفترض أن نهبَّ إلى الورق..

نسكب مشاعرنا ونذرف دموعنا.. ونبكي شطراً عذباً من حياتنا..

** جلسنا واجمين..

نستعيد توازننا..

افتقدناه.. لكننا كنا نمني النفس بعودته مجدداً من رحلة علاج..

كنا متفائلين مخلصين للحلم الجميل الذي تعهده فينا وزرعه في قلوبنا..

وردة الفأل.. ذبلت فجأة..

ورحل سيد الحب والرومانسية..

وعاشق الكلمة النبيل..!

** قال لنا أطفالنا..

هل يحبكم قراءكم مثلما تحبون الجفري..

قلنا.. لا أحد يشبه عبد الله الجفري..

إنه حالة خاصة.. إنه شطر عذب في الحياة..

حصة حب وجمال مجسدة في قلم وحبر وورق..

رحمك الله يا جفري..



Fatemh2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد