Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/10/2008 G Issue 13158
الثلاثاء 08 شوال 1429   العدد  13158
العراق وأطماع الغرباء

زيارة وزير الخارجية المصري أبو الغيط إلى بغداد والتي تعتبر من أبرز عناوين التحليلات والنقاشات الإعلامية هذه الأيام، تعيدنا من جديد إلى الحديث عن أمن العراق ومستقبله كهوية وعروبة، فمنذ القطيعة العربية مع النظام العراقي السابق بعد أحداث الخليج السابقة، أخذت الساحة العراقية تتدرج بالإفراغ من مكوناتها العربية شيئاً فشيئاً حتى تكلل ذلك بالغزو (الأنجلو - أمريكي) الذي بعثر أوراق الأمن القومي العراقي وجعل بوابته مفتوحة على مصرعيها لكل اللاعبين الإقليميين الذين يبحثون عن مواطئ الأقدام بعد غياب الموقف والوجود العربي القومي.

ولقد أثبتت الأيام أن هناك جهوداً متواترة من قبل الغرباء لأجل طمس الهوية العربية واجترار الشعب العراقي إلى متاهات الانتماءات المذهبية والإثنية عبر مغازلة هواهم الطائفي وعواطفهم المذهبية، وكانت أولى تلك الجهود الأجنبية تتمثل في بث النعرات الطائفية والعرقية وإزكاء النزعات الانفصالية بين أبناء مكونات الشعب العراقي ودعم طموحاتها، وهو الأمر الذي لا يمكن مواجهته الأمن خلال الارتماء العربي على الساحة العراقية وعدم تركها شاغرة لأطماع التحالفات الإقليمية وسماسرة المذهب المسيس الذين لا يدخرون شيئاً في تحقيق مساعيهم وأهدافهم, فعلى السياسة الخارجية العربية ممثلاً بجامعة دوله ومنظماته الإقليمية والثقافية الالتفات إلى فضاء العراق الإستراتيجي والسياسي الذي هو جزء لا يتجزأ من أمن العالم العربي ككل، ما يحتم عدم ترك مجاله السياسي والمستقبلي ميداناً للطامحين الطامعين الذين إن تمكنوا مما يخططون له ونجحت أجنداتهم فلن تنفع حينها مقولة أكلت حينما أكل الثور الأبيض.












 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد