Al Jazirah NewsPaper Thursday  09/10/2008 G Issue 13160
الخميس 10 شوال 1429   العدد  13160
العراق وإشكالية وإرهاصات التلوين العرقي

قصف الجيش التركي لشمال العراق وحديث رئيس الوزراء أردوغان باحتمال القيام بتوغل لمطاردة ناشطي حزب العمال الكردستاني في مناطق الشمال العراقي، يعيدان مخاوف وقوع العراق ضحية للنزاعات الإقليمية والإثنية. فمع تململ الجانب التركي من غارات وتحركات من تصفهم بالإرهابيين, يبدو أن الصبر قد بدأ ينفد لدى الجنرالات الترك الذين لن يتوانوا عن ضرب واجتثاث كل ما يهدد أمن بلادهم القومي ويوقعها في حرج كما حدث أخيراً عندما قتل 17 جندياً تركياً من قبل ناشطي الحزب المتمرد، وتحرك الشارع بمظاهرات تنادي برد قاسٍ ومؤلم.

مشكلة العراق أنه قد أصابه ما يمكن تسميته بالتلوين الطائفي والإثني، فبعد أن كانت الدولة العراقية حاضنة وضابطة لكل الإثنيات والمذاهب، أضحى الواقع ينضح بنزعات عرقية ومذهبية أصبحت هي الأخرى عبئاً وإشكالاً جديداً على الدولة بما تجره من إرهاصات ومشكلات نتيجة طموحاتها التي ترى أن الوقت مناسب الآن لأجل تحريك مغامراتها وجني مكاسبها السياسية والإستراتيجية. وهذا ما يعود أولاً وأخيراً بالوبال على العراق قبل أي طرف آخر، فتركيا مثلاً التي شنت قبلاً عملية توغل في الشمال والآن يتحدث ساستها عن عملية أخرى مماثلة، لا نعلم ماذا في جعبتها أيضاً غير شن العمليات والاستهداف بالقصف الموجه. ومن جانب آخر ما زال المارد الطائفي يتململ على طموحاته المذهبية التي يجذبه حنينه إلى الانقياد إلى ما وراء الحدود دائماً ملبياً مغازلات الخارج الطائفية التي تعزف له على الأوتار الحساسة وتثير فيه عاطفة التاريخ والمذهب، وغير ذلك الكثير من طموحات الانفصال والانسلاخ التي أضحت ليست قاصرة على تصرفات أتباع المذهب المسيس فقط بل تتعدى ذلك إلى جر الدول الإقليمية إلى التدخلات والاندفاع إلى قلب الواقع العراقي من خلال عدة حجج أصبح أقلها الدفاع عن أمنها القومي.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد