خطت وزارة التربية والتعليم، خطوات جميلة في برنامج إنتل، والذي يقال عنه (التعليم للمستقبل) ويعتبر البرنامج تدريباً عالمياً موجهاً للمعلمين، ويطبق في أربعين دولة، وصمم لتطوير العملية التعليمية، من خلال الاستخدام والتوظيف، الفعال للتقنية في العملية التعليمية، وفق المعايير العالمية للمنظمة الدولية iste التي تهتم بتوظيف التقنية بفاعلية في العملية التعليمية، وصولاً إلى إكساب المتعلم، كفايات في جميع مجالات الخبرة (معرفي، مهاري، وجداني) وبخاصة تطوير مهارات التفكير العليا، إضافة إلى العمل الجماعي بين المعلمين، وتطوير العملية التعليمية. ويهدف برنامج إنتل، إلى تدريب المعلمين على كيفية تشجيع التعلم، القائم على المشروعات، واستخدام أجهزة الحاسوب بفعالية في العملية التعليمية، حتى يزداد مستوى تعلم المتعلم وإنجازه، ومساعدة المعلمين على توسيع آفاق إبداعهم وإبداع طلابهم، لكي تنطلق خارج حدود الصف، وله متطلبات، أهمها توفر العتاد الإلكتروني، بالإضافة إلى الإنترنت، والمساحة لا تكفي، لإعطاء فكرة متكاملة عن البرنامج، ولكن البرنامج بمر بمعوقات، لن أتناولها بالتفصيل.
(توطين برنامج إنتل في المدارس) فكرة غير معنونة بهذا العنوان، رغم أنها جزء من خطة البرنامج، وأقترح أن تكون هي الخطوة الأولى، والفاصلة في خطته، لتلافي المعوقات التدريبية، في المقابل قرأت عن (استقطاب برنامج إنتل في مشروع مدارس تطوير)، وتم تدريب المعلمين والمعلمات على دورة مبدئية، وسوف تستكمل أثناء العام الدراسي القادم، وتلك خطوة مهمة وتستحق الإشادة، ولكنها أيضاً لم تحدد بعنوان، يدلل على تطور خطة برنامج إنتل، ولا بعنوان يدلل على جودة مشروع تطوير، ولا بعنوان يدلل على ضرورة تحديد خطة مشروع إنتل، بخطة واحدة غير متغيرة، بل وفاصلة، لسبب واحد (إنتل مشروع عالمي) ويتوافق مع مدارس تطوير، ومع حاجة المدارس الأخرى.
وأقترح أن تستثمر الوزارة مشروع إنتل، لمبادرة الإشراف وفق أهداف ومهارات مشروع إنتل، بمعنى تحويل الإشراف إلى إشراف وتدريب معاً، من خلال برنامج إنتل كخطوة أولى، ومن خلال ما سبق أجد أن وزارة التربية، أمام مشروع ضخم ومهم وحركي، يمكن أن نطلق عليه (تحويل المشرف لمشرف ومدرب) لتلافي كل السلبيات السابقة في مسيرة برنامج إنتل وغيره من البرامج التدريبية، وبدلاً من مسمى مشرف يمكن أن نخطو نحو مسمى (القائد المدرب). وبدلاً من جمع بعض المعلمين من كل مدرسة، وبعض المشرفين من كل إدارة، في مقر التدريب التربوي، أرى أن ينتقل المدرب كمدرب للمشرفين، في الإدارة الواحدة، لتدريبهم معاً بلا استثناء، والانتقال لتدريب المعلمين في المدرسة الواحدة بلا استثناء، وهذه الخطة، تختصر البحث عن متدربين ومدربين أيضاً، وتختصر مشوار البحث عن الدورة، وتسهل قياس أثر التدريب، وبداية جادة وعملية، صحيح أن المعلم المتدرب في برنامج إنتل، مجبر على المشاركة، ومطالب بتقديم مشروع خلال فترة التدريب، ولكن هذا لا يكفي أبداً.
وأعتقد أن إصلاح وضع المعلمين دفعة واحدة، في المدرسة الواحدة، وإصلاح وضع المشرفين دفعة واحدة، في الإدارة الواحدة، أفضل من تدريب مجموعات متفرقة، وتدريب الزملاء في مكان محدد، حل لمشكلة التفريغ الصباحي، ويسهل تعاملهم مع التقنية، بتعاونهم وتعاضدهم مع بعضهم البعض.
(قرب الزمالة) سيختصر المشوار، فمعلم الحاسب أو محضر الحاسب، سيكون مساعداً لهم في الظروف المطلوبة، ومثله المعلم الخبير بالصياغات الصحفية، والمعلم الخبير بالرسوم والحاسب الآلي وخلافه، وهذه (قرب الزمالة) ميزة في مشروع تطوير وفريدة، ولم يسبق لها، وينقصنا التأكيد على رفع شعار (معاً للتطوير والتدريب) ومدارس تطوير مثال عملي، ومن يتميز من هؤلاء المعلمين بعد تدريبهم، يمكن أن ينتقل قائداً ومدرباً، لبقية المعلمين في المدارس الأخرى، وبهذه الخطة المختصرة، يتكامل عقد بيت الخبرة في برنامج التعليم للمستقبل، وتتضح بعض ملامح مشروع تطوير، وتحقق أمنية الوزير معالي الأستاذ الدكتور عبدالله بن صالح العبيد (إلغاء زيارة المشرف للمعلم) ولعل مشروع التطوير الماثل في تطبيق رؤية المشاركة والتوطين في التدريب والإشراف، ينقصه تحديد هذه الخطوة إعلامياً، بصياغات وشعارات متعددة ومتنوعة ودقيقة، وهذا المقال مشاركة تعبر، عن استشعار أمنيات قيادة التربية، وربطها بالواقع والدعاية لها بدون مجاملة.
والسؤال: كيف نستثمر التقنية، في ظل عدم توفر الأجهزة، لدى الطلاب والمعلمين، أو عدم توفر الإنترنت في غير مدارس تطوير؟!
والجواب أن مشروع إنتل، يمكن استثماره وفق المتاح، لأنه قادر على تخطي الصعاب، ببعض الحلول المطروحة في تدريبه، حسب اطلاعي، (لم أتشرف بدورة إنتل بعد) ولعل خطوة الإشراف التربوي، نحو نشر ثقافة التخطيط التعليمي، تتناغم مع توطين إنتل في المدارس، من جهة استثمار البرنامج بحسب المتاح، والجواب الثاني، أن خطوة استقطاب برنامج إنتل بمشروع تطوير، يؤكد على ضرورة اختيار المدرسة، التي تتوفر بها كل المتطلبات، أو تكميل المتطلبات في المدرسة المستهدفة. إن نجاح البرامج مرهون بدمج الإشراف والتدريب معاً، على أرض الواقع، وما يتم تطبيقه في الإشراف والتدريب في مشروع إنتل، يمكن أن يطبق على كافة البرامج التدريبية، وما سبق يجمعه أمنية (الإشراف بمشروع إنتل، لمجابهة تلقين تدريب المعلمين، في غير مدارس تطوير) وهي (تهيئة سريعة للمعلمين في بقية المدارس لمشروع تطوير) اختصاراً للوقت والجهد، بمعنى أن الإشراف، وكل الجهات الأخرى سيجمعها مشروع تطوير في المستقبل، والتهيئة مطلوبة للجميع، والبداية بدفعات ضرورة إستراتيجية، والمعروف أن غالب المعلمين لديه حاسب محمول، وينقصه اشتراك إنترنت لاسلكي، وعارض ضوئي، ولو توفرت هذه الأشياء للمعلم فقط، في أي مدرسة، أمكنه استثمار، بعض مهارات برنامج إنتل، والأهم الاستعداد، لتقبل مشروع تطوير مستقبلاً.