قرأت ما كتب في هذه الصحيفة عن العلاقات بين البشر وهنا أود أن أقول: كم هو مؤلم للمرء أن يجد من لا يفهمه جيداً في لفظه وكلامه أو دعابته ومزاحه ويشتد الألم عندما يكون عدم الفهم أو ربما تأويل الكلام وحمله على غير مقصده من أحد الأصدقاء، فالمفترض في الصديق الصدوق والمخلص والمحب لصديقه أن يصدقه القول وأن يكون صريحاً معه وعندما يحس بشيء قد أقلقه أو ضايقه من كلام صديقه يفهمه بأنه قد تضايق وأصيب بالحرج أو يطلب منه أن يشرح له مقصده في ذلك.
أقول هذا بعد أن صدمت أنا شخصياً بأحد الأصدقاء يعتب عليَّ مؤخراً من كلمة قلتها مازحاً قبل سبع سنوات تقريباً ولم يكن لي فيها أي قصد للإساءة ولكنه هو كان ظنه سيئاً في مقصدي وقام بتأويلها وتفسيرها تفسيراً آخر وكنت ألحظ الفتور في تعامله واستغرب ذلك ولم أجد أي سبب يستدعي ذلك. وعند المصارحة اكتشفت أنه كان يعتقد بأني كنت أقصد الإساءة إليه حينها وأخبرته - والله يعلم بصدق قولي - إني قصدت الدعابة والمزاح مع صديق كنت أظن أنه سوف يقبلها من صديق يعزه ويقدره وقد عتبت عليه كثيراً لعدم إخباري في حينها بدلاً من أن يحمل في نفسه شيئاً من أجل كلمة مزاح وقد صدق من قال أكثر من معارفك وأقلل من أصدقائك.
فالصديق الصدوق الوفي عملة نادرة في هذا الزمن الصعب!
عبدالعزيز بن صالح الدباسي / بريدة - ص. ب 244