تحقيق - فوزية الشدادي الحربي

تطالعنا الصحف يومياً بأخبار ارتفاع سعر المواد الغذائية وتزدحم أعمدة الجرائد بتقارير وحلول لمواجهة هذا الغلاء الذي أنهك قوى الأسر، في الجهة الأخرى هناك غلاء مسكوت عنه وهو فاحش وغير منطقي، وتعتبر المرأة هي المصنع لهذا الغلاء، ما سنتحدث عنه هو غلاء أسعار الكوافيرات ولن أتحدث عن المشاغل النسائية والتي تقدم خدماتها لعدد كبير من السيدات بأسعار تبدأ من 150 ريالا للماكياج و300 للتسريحة كأقل سعر ممكن أن تحصل علية الباحثة عن الجمال، ويصل إلى مبلغ خمسة آلاف ريال للعروس، ما سأتحدث عنه هن تاجرات الشنطة التي تتجول الواحدة منهن بحقيبة مليئة بأدوات رخيصة وسشوار غطاه الشعر الملوث وتدور من منزل لآخر بقيمة لا تقل عن ألف ريال للماكياج وألف ريال للتسريحة وهذا أرخص سعر.

استطعت تحديد حوالي 24 كوافير في مدينة الرياض والعدد أكثر من هذا بالطبع، من جنسيات مختلفة واتصلت على حوالي 12 كوافيرة لمعرفة الأسعار فكانت المفاجأة أنهن محجوزات منذ شهرين ولكم هذا الحوار:

مفاجآت وأسرار

مدام: أنا محجوزة خلال شهر كامل وعن الأسعار قالت ماكياج عادي 1000 ريال وتسريحة من 1500 - 2000 ريال يتحدد حسب طول الشعر. وعن نوع الماكياج قالت لا تسأليني لدي أحدث الماركات العالمية.

اتصلت بكوافيرة شهيرة بالرياض بصفتي عروسا واعتذرت بشدة لأنها محجوزة لمدة شهرين وعن أسعارها قالت أعمل ماكياج العروس بـ5000 وتسريحتها بين 3000- إلى 5000 آلاف وبحسبة بسيطة نستطيع أن نقول إن هذه الوافدة المخالفة تحصل إذا قلنا إنها تعمل لعروسين باليوم على 16000 ألف ريال كأقل حسبة يعنى تحصل بالشهرين على مبلغ 960000 ألف ريال.

أغرب من الخيال

من جهة أخرى تحدث معي عدد من المتعاملات مع كوافيرات الغفلة:

تحدثت لنا أم عبدالله عن زواج بنتها قالت أحضرت لها كوافيرة لبنانية أخذت على ماكياجها 4000 آلاف وتسريحتها 3000 آلاف، وزينتني بـ3000 ماكياجي وتسريحتي بـ1000 ريال (يعنى دفعت لها لحفلة امتدت أربع ساعات مبلغ 11000 ألف ريال).

أم ريم تقول أحضرت لزواج بنتي كوافيرة مشهورة دفعت لماكياج العروس 5000 ريال ولتسريحتها 5000 آلاف، وزينتني أنا وأخت العروس بمبلغ وقدره 8000 ريال وكانت ذاهبة لعروس أخرى بعد أن استلمت منى مبلغ 18000 ألف ريال.

الأستاذة منال مشرفة تربوية تقول: أنا تعودت على كوافير أدفع لها مبلغ 3000 آلاف ريال مقابل الماكياج والتسريحة وأكون قبلها عاملة حواجب ومناكير وبودكير بمبلغ 300 ريال، وعن السبب الذي يجعلها تدفع هذا المبلغ قالت: إذا سألوا عن ماكياجي يعرفون أنا جايبه مين؟

قد يجد الرجال المطالعون لهذا التحقيق أنني أبالغ لكن جميع النساء يعرفن ويسمعن من قريباتهن عن مثل هذه القصص.

تقول زينب العادلي إنها بزواج أختها حجزت كوافيرة مشهورة جدا بالرياض اتفقت معها على مبلغ 3000 شاملة التسريحة والماكياج. وتفاجأت بأدواتها متسخة ومواد التجميل من الرخيصة وسشوارها وسخ وتحمل حقائبها خادمة خلفها، وتتكلم معي بغرور شديد. ويحق لها فمنذ الساعة التاسعة صباحا إلى الثامنة مساء وهي تشحن من أموال النساء المخدوعات، بعدها تعهدت على نفسي بعدم إحضارها أو إحضار من يستغل عقلي ومالي بهذا الشكل.

كوافيرة معتزلة تفضح المشاغل

تقول سحر الكوافيرة التي تركت العمل منذ زواجها بسعودي: كنت أعمل كوافيرة بمشغل لا يتعدى راتبي فيه ألفي ريال، بعدها قررت العمل لصالحي واستفدت من زبائني الذين يعرفوني وأصبحت آخذ ضعف راتبي السابق أضعافا مضاعفة وعن أدوات الماكياج قالت كريم الأساس نشتريه بالجملة ماركة جيدة ونعبيها بعلب كريم الأساس الخاص بالماركات المشهورة حتى نقنع السيدات بقيمة أدواتنا وهذا ما تقوم به أغلب المشاغل. أما عن تعقيم الأدوات قالت لا يوجد ولا مشغل يعقم أدواته فهو يستعمل من سيدة لأخرى.

الأخطر من هذا

إذا قلنا إن أسرع طريقة لانتقال الأمراض الجلدية هي أدوات التجميل من الصالونات أو الكوافيرات الجائلات فأن الأخطر والأدهى هو دخول امرأة أجنبية إلى قعر دارك وهناك قصص كثيرة بهذا الشأن.

تقول أم الوليد اتفقت مع كوافيرة مغربية لتزيني لحفل زواج ودخلت معي لغرفة النوم وكان زوجي يدخل ويخرج علينا، وبعدها تغير زوجي تماما، وأصبح كثير الخروج من البيت وبعد سنة من هذه الحادثة قال لي إنه عزم الزواج من فتاة مغربية عرفت فيما بعد أنها قريبة الكوافيرة التي دخلت بيتي.

حصة - أ. تقول عندما دخلت على الكوافيرة التي اتفقت معها للحضور لبيتي تفاجأت بلباسها العاري المتبرج وزينتها المبالغ بها ورائحة عطورها وطريقتها الغريبة بالكلام وبعد أن اندمجت بالشغل أخرجت سيجارتها تريد التدخين فمنعتها حتى لا يراها أبنائي، بعدها أخذت عهدا على نفسي أن لا أحضر أحداً لبيتي وأذهب أنا بنفسي للمشاغل.

الأستاذة سلوى عثمان تقول اكتشفت أثناء حديثي مع الكوافيرة التي حضرت لي أنها تتقن أعمالاً أخرى وهي الشعوذة وذلك عندما تحدثت لها عن أن زوجي متزوج بأخرى قالت عندي طرق تجعل زوجك لا يرى ولا يفكر بأحد غيرك ثم بدأت تتحدث عن العطف وسقاية الزوج أشياء غريبة بعدها قاطعتها وأخبرت كافة الزميلات لأخذ الحذر منها.

مخاطر تاجرات الشنطة

أثناء استطلاعنا حول موضوع هذا التحقيق تبين لنا أشياء لم نكن نتوقعها، وسنطرحها لتكون دروسا لبعض السيدات ممن يسلمن أسرار بيوتهن للغرباء.

أم محمد سيدة في منتصف الثلاثين تقول: تعودت على كوافيرة مقيمة شهريا تحضر لبيتي وأطلب منها عدة أمور وأثناء ذلك كنت أحكي لها عن زوجي وتفهمه وكرمه معي حتى أنني أحكي عن بعض الأسرار في حياتنا وكان يبدو أنها شخصية لطيفة جدا وتبدي لي بعض النصائح ولكن فترة قصيرة واكتشفت بعدها علاقة غريبة بينها وبين زوجي حيث وجدت مصادفة رقمها في المكالمات المستلمة في جوال زوجي وبما أنها كانت تعرف نظام بيتنا ومتى يخرج زوجي ومتى يعود وجدت مكالماتها في أوقات يكون فيها خارج المنزل.

سلمى تقول أنا مقاطعة لكوافيرات المنازل بعد أن لاحظت أن الكوافيرة التي تتردد علي تحرص على بقايا الشعر وكانت تتلصص بالغرف بشكل مريب.

أم العنود تذكر أن من أكثر من ينقل أسرار البيوت هن تاجرات الشنطة المتجولات بكل بيت فتذكر أنها أخذت رقم كوافيرة من قريباتها وعندما حضرت حكت لي بالتفصيل عن كل بيت وما ذا يحصل فيه من أسرار وتحدثت عن أشياء دقيقة في توصيف أجسادهن وغيره مما جعلني أبتعد عنها وعن غيرها.

عبير السعد تقول اتجهت تاجرات الشنطة الآن لعمل جديد ومربح إضافة إلى عملهن فبحكم دخولها البيوت وتعرفها على العوائل أصبحت تقوم بعمل الخطابة، فمن ضمن المفاجآت أنه اتصل بي أكثر من شخص على جوالي الخاص يطلب الزواج لأن الكوافيرة أعطته مواصفاتي كاملة، وأظن أن هذا شيء مريب وقد يكون بابا لأمور أخرى، وأنا هنا أحذر السيدات من أخذ الحذر والحيطة والإصرار على قطع دخول مثل هؤلاء السيدات لبيوتنا للمحافظة على أسرارنا.

غضب صاحبات المشاغل

تقول سيدة الأعمال منيرة بنت حجاب صاحبة مشاغل: إنه لمن المسيء أن لا يكون هناك رقابة على مثل هذه الأمور، ويعد ترك تاجرات الشنطة بهذا الشكل أضرارا بحقوق صاحبات المشاغل اللاتي يحرصن على انتقاء أفضل أدوات التجميل وأفضل العاملات ومن تهتم بنظافة أدواتها وعليها رقابة شديدة وأسعارها معقولة جدا مقارنة بما تأخذه الكوافيرات الجائلات.

كما تقول سيدة الأعمال علياء نحن يدقق علينا من قبل البلدية ونمنح على ابسط الأشياء مخالفة وغرامات حتى اللوحات الدعائية ندفع عليها مبلغ، وندفع إيجار محل وإيجار عاملات ومع ذلك أسعارنا غير مبالغ فيها، ثم تترك سيدة بشنطة تجول فيها البيوت بدون أي رسوم وتنافسنا في رزقنا، هذا مع احترامي للجميع تسيب لا أعرف من المسئول عنه.

من جهة أخرى نبهت الأستاذة هدي الجريسي إلى أن مثل هؤلاء السيدات مخالفات للعمل فأما أن تكون مرافقة لزوجها وغير مصرح لها بالعمل أو أن تكون متسربة من مشغل ونحن بالتواطؤ معهن نساهم في زيادة أعداد المخالفات وندعمهن مادياً.

رأي البلديات بهذا الشأن

ذكر مسئول فضل عدم ذكر اسمه أن المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على السيدات التي تدفع هذه المبالغ الباهظ وتستقبل في بيتها أين كان.

فالبلديات لا تستطيع أن تقف عند كل بيت وتمنع دخولهن, لا بد أن تستشعر المواطنة مسؤوليتها في مقاطعة هؤلاء المخالفات والتبليغ عنهن ونحن نعتبرهن مساعدات ومتسترات على هذا التسيب.