Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/10/2008 G Issue 13167
الخميس 17 شوال 1429   العدد  13167
ربان السفينة

في خضم حملات انتخابات الرئاسة الأمريكية التي يتابعها الجميع لأساليب الإثارة وسطوة وسائل الإعلام الأمريكية، تجري حملات انتخابية رئاسية وبرلمانية أخرى في أماكن عدة، وهي وإن لم تكن بمستوى أهمية انتخابات الرئاسة الأمريكية، إلا أنها ترسم مصير دول مهمة وفاعلة على المسرح الدولي، كالانتخابات التي انتهت في كندا وأوصلت المحافظين إلى الحكم بعد فوزهم بالانتخابات البرلمانية، والحملات التي تشهدها إيران استعداداً لانتخابات الرئاسة التي تجري في شهر حزيران-يونيو في العام القادم.

هذه الانتخابات ورغم الأشهر الثمانية التي تفصلنا عنها إلا أن رموز السياسة الإيرانيين والذين تتداول أسماؤهم كمرشحين منتظرين لخوض الانتخابات يعملون على تصعيد حملاتهم الانتخابية حتى وإن لم يعلنوا بعد عن ترشيحهم لتلك الانتخابات. وفي هذا السياق يبرز اسم الرئيس الإيراني الحالي أحمدي نجاد، ورئيس مجلس الشورى الإيراني السابق مهدي كروبي، والرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي الذي وإن لم يحسم أمره بعد لمسألة خوض هذه الانتخابات لاشتراطه تقوية صلاحيات الرئيس المنتخب وتخليصه من هيمنة وسلطة ولي الفقيه.

وتردد خاتمي لم يمنعه في الانخراط في شن حملة انتخابية بأسلوب احترافي وبمستوى عالٍ من التخطيط، وهو ما لاحظه المتابعون للشأن الإيراني. في التظاهرة العالمية التي نظمها خاتمي تحت مظلة ندوة (حوار الثقافات) التي عقدت في طهران والتي شارك فيها قادة وزعماء ومفكرون سياسيون غربيون كانوا يرفضوا مجرد اللقاء بالسياسيين الإيرانيين خارج إيران، ولهذا فإن نجاح محمد خاتمي في إحضار كل هذه الشخصيات من كوفي عنان إلى رؤساء حكومات إيطاليا والبرتغال والنرويج السابقين ومشاركتهم في أعمال ندوة فكرية، أثار ردود فعل قوية داخل الشارع الإيراني لا سيما أن إيران وطيلة السنوات الثلاث لم تستقبل شخصية غربية.

هذا الحضور وبمثل هذا المستوى والكثافة أعطى الرئيس خاتمي إشارة خضراء بضرورة السعي في مشواره الانتخابي، ورغم أن خاتمي حاول تجريد ندوة (حوار الثقافات) من إطارها السياسي.. قائلاً (لا أريد للسياسة أن تفسد الجلسات)، إلا أنه أكد (أننا في سفينة واحدة ويجب أن نتباحث ونتحاور لأن غرق السفينة هو موت للجميع).

الإصلاحيون مؤيدو خاتمي يرون أن الوحيد القادر على إنقاذ السفينة هو خاتمي، ويؤكدون أن الداخل الإيراني والمحيط الدولي جميعه يؤيد خاتمي، وأن انتخابه رئيساً لإيران سيحول دون غرق السفينة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد