Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/10/2008 G Issue 13167
الخميس 17 شوال 1429   العدد  13167
الأخلاق والجماهير والتعصب الرياضي!!

إن الرياضة لها قيم سامية وفوائد كثيرة على الرياضيين سواء كانوا أفراداً أم أندية أم جماهير رياضية إذا استخدمت الاستخدام الصحيح الذي يسير وفق هذه القوانين الرياضية التي تسمو بالرياضة والرياضيين إلى الأخلاق الكريمة بعيداً عن اللعب الفوضوي أو الصخب والتعصب في التشجيع من الجماهير.

وإن الرياضة في الإسلام تربي الإنسان على الأخلاق الكريمة والقيم الفاضلة، وأن يبتعد الرياضيون بها عن التعصب والصخب ويتصفوا بالقيم الأخلاقية الرفيعة، التي تحميهم من اللعب الفوضوي في الشوارع بعيداً عن التوجيه السليم واللعب الصحيح، وهي تهذب وتقوي أواصر الألفة والمحبة بين الفرق المنافسة في المباريات والبطولات.. وأن تتقبل الهزيمة أو الفوز بكل روح رياضية. والرياضة ترويض للنفس قبل أن تكون حصداً للألقاب والكؤوس، وما جدوى أن يحقق هذا الفريق البطولة وتتدلى على صدورهم أوسمه متجردة من معاني الأخلاق الفاضلة، فالرياضة ليست وسيلة لتحقيق الغايات فقط بل الرياضة وسيلة وغاية لتهذيب النفس قبل ترويض الجسد.. فتحقيق الشهرة يحتاج إلى جهد ومثابرة ومقدرة على الصبر والإبداع وهناك الكثير من الرياضيين الذين وصلوا إلى النجومية ولكن سقطوا سريعاً وذلك بسبب عدم التزامهم بالأخلاق الرياضية.

وإن تلك الأحداث الرياضية والتعصب الجماهيري الرياضي الذي حدث في بعض المباريات مؤخراً تنافي قيمنا الإسلامية وأخلاقنا الفاضلة، وهي أحداث قليلة في ملاعبنا الرياضية تكاد تعد على الأصابع، ولكن ينبغي على الرياضيين عامة من جماهير أو لاعبين أو غيرهم احترام المبادئ السامية للرياضة عامة فهي تاج الرياضة.

وأن يلتزم بها المتسابقون والمتنافسون في مختلف الألعاب الرياضية، عند الفوز أو الهزيمة، فلا يؤثر عليهم الفوز، ولا تثيرهم الهزيمة، فالمنافسات والمباريات الرياضية تجري في جو من التفاهم والإنسجام وفي حدود الذوق والنظام والادب، لا يفخر غالب على مغلوب، ولا يحقد مغلوب على غالب، لأن المقصد كما ذكر الباحثون في مختلف العصور اعتبار المسابقات، والمنافسات، والمباريات، وسيلة تربوية وجسدية، وعقلية مصحوبة بتهذيب خلقي، وتقويم نفسي، تجعل اللاعب الرياضي ينال مرتبة سامية بين الجماهير الرياضية.

ولكن من السلبيات ما يصدر عن فئة خاصة -وإن قلت- من المجتمع الرياضي عامة من ممارسات وأفعال لا تتصل بالأخلاق الرياضية بصلة، ولا تتصل بأخلاقنا الرفيعة المتعاهد عليها منذ عرفت الرياضة في بلادنا، وبدلاً من أن نتخذ الرياضة -على كافة أشكالها- (وسيلة) للتنافس والمحبة والترفيه عن النفس، نتخذها (غاية) لإرهاق النفس وإعيائها بالأمراض المختلفة والآفات، وكثيراً ما نرد (الروح الرياضية) ملء الأفواه إلا أن الكثير من الرياضيين يرددونها ولا يطبقونها أو لا يعرفون معناها، وأبسط دليل على هذا الواقع في المباريات، انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، وتبادل الألفاظ النابية بين بعض الجماهير ونزول بعض الجماهير إلى الملعب أو استخدام أشعة الليزر، وإعاقة هذه الجماهير الحركة المرورية في المنافسات الرياضية، والكتابة على المرافق العامة والمساكن عبارات رياضية لا تليق بالرياضة.

ومتى كانت لدينا الروح الرياضية ستظل الرياضة منهجاً ومنبراً للأخلاق والقيم والمبادئ والمثل العليا، فالرياضة صفات أخلاقية يجب التحلي بها كي يقدم كل من الرياضيين والجماهير صورة حضارية تنقل التطور الرياضي في بلادنا الغالية وتعكس الأخلاق الرياضية والوعي الرياضي.

عبدالعزيز السلامة - أوثال



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد