Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/10/2008 G Issue 13167
الخميس 17 شوال 1429   العدد  13167
رسالة رياضية:
إلى أحبتي في نادي الشرق الرياضي

يُعتبر نادي الشرق الرياضي بمدينة الدلم من الأندية الرياضية القديمة التي تأسست مع بدايات النهضة الرياضية في المملكة العربية السعودية، كما يُعتبر من الأندية المتميزة في محافظة الخرج ومحافظات جنوب الرياض في مختلف الأنشطة وخصوصاً النشاط الرياضي وبالأخص الكرة الطائرة.

ونظراً لاقتراب الموسم الرياضي فإنه تدعوني المسئولية ويدعوني الحب لهذا النادي العريق وأبنائه الأبطال المحبين لناديهم الشرق أن أضع هذه الرسالة الرياضية بين يدي أحبتي جميع منسوبي نادي الشرق، كما أنها رسالة لجميع الرياضيين أقول فيها:

إخوتي الرياضيين:

لم أر منبوذاً من فئات المجتمع مثل ذلك الذي يقول: أنا فقط والباقي لا شيء، وأنا الذي أستطيع وأنا... وأنا.. وفي الحقيقة أنك وحدك وأنا وحدي لا نستطيع، ولكن أنت وهم وأنا أي (نحن).. نحن نستطيع! نحن بالتعاون والتكاتف نستطيع أن نحقق الفوز للنادي.. وإن وجود صفة الأنا -أنا وبس- يترتب عليه ما يلي:

- عدم حصول النادي على نتائج ومراكز متقدمة في جميع الألعاب والأنشطة المختلفة.

- غرس روح الكراهية والبغضاء بين فئات مختلفة من منسوبي النادي ومحبيه.

- هروب العناصر الجادة والمبادرة من العمل في الأندية لأنها لم تجد الجو الذي يسوده التعاون والمحبة.

- طغيان المصالح الشخصية على مصالح النادي.

أعزائي الكرام:

الحب الصادق يجعل المستحيل حقيقة والصعب سهلاً، وللحب تكرم آلاف العيون لأجل عين، ومع الحب تتحد وتتوحد الجهود، وبالحب تواجه التحديات والصعوبات وتتحقق الانتصارات.. لذا ما أجمل أن نعيش ونعمل في نادينا بالحب، ونلعب لهذا الحب لا للدرهم والدينار (الريال)، وندخل ونخرج ونختلف ونتفق ومعنا الحب، بالحب وللحب يجتمع أبناء النادي مع محبيه القريبين والبعيدين ومحبيه القدماء والمعاصرين.

أما شعورنا بالانتماء للنادي فإنه يجعل الفرد منا يقدم المصالح العامة على المصالح الفردية والمصالح الشخصية، ويتخلى عن الراحة ويرضى بالتعب للانتماء.. لذا ما أجمل أنا نأتي إلى النادي تحقيقاً للانتماء ونلبس البرتقالي ونبذل الجهد ونحن نفخر بالانتماء.. ليس فقط انتماء لنادي الشرق وإنما أيضاً انتماء أكبر لمدينتنا الغالية (الدلم)، وبشكل أوسع انتماء لرياضتنا السعودية وبشكل أسمى انتماء للوطن الغالي.

أخي المدرب:

أما وقد أصبحت مدرباً رياضياً فإن أنظار اللاعبين تتطلع إليك، وتعقد عليك آمالاً كبيرة في أن تكون قدوة لهم في أخلاقك وتعاملك ومهاراتك الرياضية، فلا تخيب تلك الآمال.. وإليك فائدة مهمة تعلمتها في هذه الحياة وهي أن النمو والتطور يؤديان إلى مزيد من التطوير، فلا يعني كونك تعمل مدرباً أنك تمتلك جميع المهارات والمعلومات الرياضية عن اللعبة التي تقوم بالتدريب عليها أو أنك تستطيع أن تحقق ما لم يحققه الأوائل، ولكن بالاطلاع ومتابعة الجديد وحضور الدورات التدريبية ومواصلة التدريب تنمي مهاراتك ومهارات لاعبيك.. فمن الخطأ تكرار الأخطاء ومن النقص عدم إكمال النقص، ولم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام.

لاعبنا العزيز:

بقدر اهتمامك بتطوير مهاراتك الرياضية، والارتقاء بوعيك الفكري والثقافي، وظهورك بالمستوى الرياضي والأخلاقي اللائقين في التمارين والمباريات الرياضية أنت لا ترفع اسم ناديك وتحقق له الفوز فقط، بل قبل ذلك أنت ترفع اسمك في الوسط الرياضي.. ولا تزال تذكر معي أن ناديك من الأندية الرياضية التي أعدّت وخرَّجت لاعبين رياضيين متميزين على مستويات عالية في الألعاب الرياضية المختلفة، وحيث إن هذا من أهداف أندية الدرجة الثانية والثالثة فإن مجلس إدارة النادي لم ولن يقف في وجه أي لاعب أو مدرب يريد الانتقال أو التنسيق لتطوير قدراته وبناء مستقبله، لأننا على ثقة أن من بين لاعبينا وأبناء مدينتنا من يستطيع الوصول إلى مستويات رياضية عالمية يرفع بها اسم وطنه الغالي عالياً.. وقد تصل يوماً من الأيام إلى هذا المستوى.. عندها إياك والغرور فهو بداية النهاية، لأن الناس يمقتون المغرور وينفرون منه، وينظرون إليه نظرة دونية.

أخيراً: لا يزال في خاطري كلام حب ومشاعر صدق لم تستطع هذه الرسالة احتواءها، لكن أعدك -بإذن الله تعالى- بأن أكمل رسالتي في لقاءات ودية واجتماعات رياضية في مكاتب النادي وملاعبه الرياضية.. فإلى ذلك والسلام.

حمد بن عبد الله القميزي
نائب رئيس مجلس إدارة نادي الشرق مشرف التدريب التربوي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الخرج


gomaiziy@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد