Al Jazirah NewsPaper Thursday  23/10/2008 G Issue 13174
الخميس 24 شوال 1429   العدد  13174
بالون سادر
علي الخزيم

عجيب أمر هذا الإنسان؛ تجده في بداياته الحياتية وخطواته الأولى في سيرته العملية مستكيناً متواضعاً حاني الرأس لظروف الزمان والمكان، يتعثر حيناً ويحاول الوقوف، وتستقيم أموره أحياناً إلى أن يقدر الله له مخرجاً في هذه الدنيا بوظيفة يتكسب منها ويعيل من يليه, فإذا ما كان في موقع أو منصب يمكنه من خلاله أن يمارس بعض درجات الفوقية والتعالي إلاَّ وتجده لا يستنكف عن ذلك بل لربما وجد أنها من مكملات الشخصية وإظهار الذات وأدوات انتشالها من خضوع وخنوع كان يهيمن عليها أثناء رحلة طلب الرزق والتعلم وصولاً لهذا المنصب مهما كانت درجته، حيث إن النفس التي لا تطال الهمم العالية ترى كل ما يتحقق لها من وظيفة أو منصب أو لقب علمي إنما هو شيء عظيم (فتعظم في عين الصغير الصغائر)، ويظن أنه أصبح مهاب الجانب الذي يجب أن يتوقف له الآخرون ليعبر أولاً، وأن تخلى له صدور المجالس ليتربع ويتحدث والقوم منصتون، وأن يُؤمِّن السامعون على كل آرائه وملاحظاته؛ فهو في نظر نفسه الذي يقول الصواب وقوله الفصل، وغيره رعاع يتخبطون ويتلهفون لمجلسه ومشاهدته؛ لذلك فهو يوماً تلو الآخر يزداد صلفاً في حركاته وأحاديثه، حتى إذا ما قدر الله موقفاً يكون له بمثابة الصدمة المنبهة، وكان ممن يهديه الله للصواب، أدرك أنه مجرد بشر كبقية خلق الله: {. إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى}!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6164 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد