Al Jazirah NewsPaper Thursday  23/10/2008 G Issue 13174
الخميس 24 شوال 1429   العدد  13174
انتخابات منسية

هناك حقيقة سياسية لابد أن يستوعبها من يريد التأثير في القرار الأمريكي، وملخصها: إذا أردت أن تؤثر في السياسة الخارجية الأمريكية فلابد أن يكون صوتك مسموعا في البيت الأبيض والكونجرس على حد سواء. ومما يلاحظ أن الانتخابات التي ستوصل باراك أوباما أو جون ماكين إلى البيت الأبيض تستحوذ على القسط الأكبر من اهتمام العالم بمن فيهم العرب.

إلا أن هناك انتخابات أخرى ستجري في نفس اليوم ولكن ربما تكون منسية أو مهملة، وهي انتخابات الكونجرس!.

ففي الرابع من شهر نوفمبر القادم سيختار الأمريكيون رئيس بلادهم، ولكن سيختارون أيضا 435 عضوًا في مجلس النواب، كما سيختارون ثلث أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم مائة.

وهذان المجلسان يشكلان السلطة التشريعية في أمريكا التي تعتبر أقوى سلطة تشريعية في العالم!.

فحسب النظام الأمريكي فإن السلطة التشريعية تساهم إلى حد كبير في صنع القرار الأمريكي.

وثمة حقائق يجب أخذها بعين الاعتبار عند الحديث عن النظام الأمريكي ولاسيما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.

فالمعاهدات الدولية والمساعدات الخارجية التي يقترحها الرئيس وتعيين السفراء والمسؤولين في الشؤون الخارجية لابد أن تحظى بموافقة الكونجرس، بل وعلى الرغم من أن الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة فإن الكونجرس هو الذي يملك حق إعلان الحرب.

ولا ننسى أن الكونجرس هو الذي أنشأ وزارة الخارجية، ومجلس الأمن القومي وجميع فروع القوات المسلحة، والوكالات الأخرى ذات الصلة بالسياسة الخارجية. وهو الذي يقر الميزانية العامة المقترحة من الحكومة بما في ذلك ميزانية الدفاع.

وانطلاقا من هذه الحقائق فإن مختلف القوى السياسية والاقتصادية وغيرها من القوى -بما فيها القوى المهتمة بشؤون البيئة!- تسعى عبر جماعاتها الضاغطة (اللوبي) إلى تكوين علاقات مع أعضاء الكونجرس لعرض مصالحهم والدفاع عنها والضغط على الأعضاء بطرق شتى لاستصدار قوانين في صالحها أو منع إقرار قوانين تضرها.

ولطالما نادى المهتمون بالحقوق العربية بالاهتمام بالكونجرس الأمريكي قدر الاهتمام بالبيت الأبيض من أجل إيصال الصوت العربي إلى متخذي القرار في الدولة الأقوى عالميا، ومع ذلك يترك العرب بسبب اختلافاتهم وسوء تنظيمهم الساحة شبه خالية للمنظمات الصهيونية التي استطاعت اختراق الكونجرس والبيت الأبيض والنظام الأمريكي برمته وتطويع السياسة الأمريكية إلى حد بعيد لصالح الدولة العبرية... وإلى الله المشتكى.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد