Al Jazirah NewsPaper Thursday  23/10/2008 G Issue 13174
الخميس 24 شوال 1429   العدد  13174

للرسم.. معنى
قنديل.. أعاد اللوحات.. ولكن
محمد المنيف

 

تابعت حوار أجري مع الصديق الفنان هشام قنديل مدير ايتليه جدة عبر إحدى القنوات المصرية مع ما تابعته من أخبار حول إعادته للوحتين للفنان حامد ندا كان قد اقتناهما من احد سماسرة الفنون في سوق المقتنيات بمصر أعلن في الصحف لاحقا عن سرقتهما من دار الأوبرا وكشفت التحقيقات السارق وأحيل إلى النيابة، وإذا كنا نثمن هذا الموقف كفنانين تشكيليين للزميل الخلوق الذي لا يمكن إغفال مساهماته الكبيرة في خدمة الفن التشكيلي السعودي من خلال إدارته لأحد ابرز قاعات العرض على مستوى المملكة وبما يقدمه من مساهمات على مستوى الفن العربي باستضافته للعديد من الفنانين العرب من خلال الايتليه بإشراف مباشر من الفنان طه صبان مؤسس الايتليه أو ما يقدمه من قراءات نقدية في الصحف السعودية حول الفن السعودي خاصة والفن العربي ما يجعله غيورا على هذا الفن والحفاظ عليه، إلا أن هذا الخبر مع ما نعرفه ويتابعه الكثير لمثل هذه القضايا الهامة والكبيرة التي تتعرض لها الفنون التشكيلية من سرقة أو إهمال، لا تجد أدنى اهتمام من الجهات الرسمية في مختلف دولنا العربية، ففتحت المجال لأصحاب النفوس الضعيفة أن يستغلوا الموقف ويمرروا مثل هذه الأعمال إلى الراغبين فيها والعارفين لقيمتها خصوصا إذا وصلت إليهم بأسعار مغرية عكس ما يمكن أن تباع به في حال تقييمها القيمة التي تستحقها فنيا وتاريخيا باعتبارها ثروة وطنية، أعود للقول إن هناك الكثير من هذه المواقف ولنا هنا في جريدة الجزيرة الكثير ما نشهد به على هذا الإهمال خصوصا في محيطنا المحلي فقد سبق لنا أن وقفنا على أعمال بيعت في سوق شعبي عام للبضاعة المستعملة (حراج بن قاسم) لا علاقة له بالفنون إلا أن البعض من الفنانين أو المطلعين على الساحة التشكيلية وجدوا عند مرورهم بالسوق لوحات لفنانين سعوديين رواد تباع بثمن بخس لا يعلم بائعها من أين أتت ولا يعلم قيمتها الفنية، تم نشر بعضها عبر هذه الصفحة مع ذكر أسماء مقتنيها الجدد وتحفظنا على ما نعرفه عن مصدرها حفظا لماء الوجه، إضافة إلى العديد من المواقف التي تم توثيقها لدينا تكشف مدى ما تتعرض له الاعمال الفنية من إهمال وتفريط لعدم توثيقها وحفظها مع أن الكثير منها قد دفع ثمنه للفنانين لكنه ينتهي في مستودعات مهملة أو يقع بأيدي فاقدي الضمير والمسئولية ليتم بيعه أو الاحتفاظ به.

إن الموقف الذي سجله الزميل هشام قنديل رجل الأمانة والوطنية بكل صدق لفت فيه انتباه الساحة التشكيلية ودفعها للخوف على ما يقدمه منسوبوها من التشكيليين من جهود وما يحمله كل منهم من حرص على إبداعه بأن يفاجؤوا بوجود لوحاتهم في احد محلات بيع الخردة أو (في حاويات النظافة) كما شاهده الكثير في سنوات مضت.

أخير لا نقول إلا كما قال الشاعر دايم السيف:

يا زمان العجايب وش بقي ما ظهر

إن حكينا ندمنا وان سكتنا قهر

MONIF@HOT MAIL.COM


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد