Al Jazirah NewsPaper Thursday  23/10/2008 G Issue 13174
الخميس 24 شوال 1429   العدد  13174

السيجارة بداية الشر

 

في العدد رقم 13029 وتاريخ السبت 26 جمادى الأولى لعام 1429هـ وعلى صفحة الملحق الإعلامي بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، طالعت الملحق الذي ابتدأه معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع بكلمة بعنوان (شركات التبغ تخسر ملايين المدخنين وتسعى لتعويضهم باصطياد صغار السن)، والحقيقة لقد كان الملحق مميزاً وأعطى المقصود منه في التنبيه عن أضرار التدخين على الإنسان، وكلمة معالي الوزير كانت في محلها، ومن هنا لا بدّ أن نقف معاً وصفاً واحداً في سبيل محاصرة هذا الداء الخبيث الذي معه تضيع الصحة والمال، وتنتشر الأمراض الفتاكة مثل السرطانات الخبيثة التي لا علاج لها إذا أصابت الإنسان والالتهابات المزمنة وتدمير الجسم الإنساني بكامله .. إن التدخين هو من مساوئ الحياة الحديثة التي جلبت لنا هذا الداء وغيره مثل المخدرات والمسكرات، حتى أصبحنا نرى الكثير من الناس يضع تلك الخبيثة في فمه بدون حياء ولا خوف من الله ولا من الناس، بل وأصبحوا يضايقون غير المدخنين في أماكنهم في الأماكن العامة والأسواق والحدائق وانتشرت أماكن التدخين كالمقاهي التي تبيع السم الزعاف للكثير من الشباب مثل الشيشة الأخطر بعشرات المرات من تدخين السيجار، والمشكلة أن الداخلين إلى تلك المقاهي هم من فئة الشباب ما بين 18 و40 سنة وربما أصغر من ذلك، والأدهى والأمر أننا أصبحنا نرى البعض من الآباء من يوصي ابنه للبقالة لشراء علبة السيجارة بدون وعي بالمسئولية أمام ذلك الابن الصغير وكما يقول الشاعر:

وينشأ ناشئ الفتيان منا

على ما كان عوّده أبوه

فإذا كبر الطفل وأصبح يقلد أباه أو القريب منه نقول لماذا سلك هذا الشاب هذا الطريق، وإذا علمنا أنّ مفتاح الشر كله هو تلك الخبيثة (السيجارة) فكم من شاب كان بدايته سيجارة وانتهى به المقام إلى مدمن مخدرات وربما انتهت حياته إلى أكبر من ذلك والعياذ بالله، وكم من المآسي رأيناها وعند سؤالنا عن السبب قيل إن البداية كانت سيجاراً من صديق أو من قريب أو من أب غير مبالٍ بحياة أسرته، ونحن في زمن ضاعت فيه الأمور وتفككت فيه كثير من الأسر بسبب غياب الأب أو الخصومات وغياب القدوة الحسنة في كثير من المجتمعات بسبب التفكك الأسري وعدم الاهتمام، ولعل اليوم العالمي للامتناع عن التدخين يكون جرس إنذار لنا لكي نتدارك الأمور قبل فوات الأوان وقبل أن يقول البعض منا ليت الذي صار ما كان، وهنا لا أنسى التذكير أن الشباب المقصود به الرجال والنساء فقد رأينا فتيات وقعن في براثن التدخين سواء تدخين السيجارة أو الشيشة أو الجراك كما يعرفه الناس ومن أراد أن يرى المآسي بسبب التدخين والمخدرات فإني هنا أدعوه إلى زيارة المستشفيات وعيادات مكافحة التدخين والسجون ليرى كم نحن مستهدفون في شبابنا من قبل أعداء الإسلام، والدولة لم تقصر في الترشيد وبيان مخاطر التدخين والمخدرات وأنشأت عيادات متخصصة في العلاج من التدخين والمخدرات مثل عيادات مكافحة التدخين ومستشفيات الأمل المنتشرة في المناطق الكبرى من المملكة، وكما يقال إن السيجارة هي السلعة المنتهية الصلاحية قبل الاستعمال .. وقد ذكر العلماء أن التدخين من الخبائث وهو حرام وثمنه حرام والبيع فيه حرام.

حمى الله بلادنا وشبابنا من كل الشرور وعسى يكون هذا اليوم خير واعظ للكثير من الناس قبل فوات الأوان وقبل أن يكون الطريق لا رجعة فيه عندما يصل الأمر إلى الموت لا محالة.

فهاد بن مبارك بن فهاد آل ضحيان الدوسري

محافظة وادي الدواسر


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد