تابعت ما كتب في (الجزيرة) عن استقبال الطلاب في الأسبوع الأول من الدراسة ومعقباً أقول:
مما لا يخفى على القارئ الكريم الدور الأساسي والفاعل للوالدين في تهيئة الطفل لدخول المدرسة ومدى تأثيرهما على سير حياته قبل وبعد سن المدرسة. ولست هنا في صدد الحديث عن هذا الدور وأهميته ولكن أحببت أن أطرق جانباً يكاد يغفل عنه الكثير من الناس التربويون منهم أو العامة ممن يلقي باللوم على الوالدين في مسألة التربية أو الإعداد السليم للطفل دون أن يتذكروا دور الإخوة والأخوات في هذه العملية التربوية المهمة في حياة الطفل وفي هذه المرحلة من عمره.
فالإخوة هم ذلك العالم المحيط بالطفل إحاطة السوار بالمعصم مما يكسب الطفل الكثير من السلوكيات العامة وتقبله الرجولة فينشأ الطفل وقد اكتسب العديد من المهارات والمواهب التي تكسبه الثقة وكسر الحاجز النفسي للتعلم وتقبل الوضع الجديد بشكل يسهل على الجميع التعامل معه بشكل إيجابي وسلس والعكس بالعكس.
إن دور الإخوة الأكبر سناً للطفل حديث الدخول للمدرسة كبير فهم البيئة التي يستطيع الطفل من خلالها اكتساب كافة ما يدور حوله في هذا المجتمع البسيط والذي سرعان ما يعكس شخصية هذا الطفل في التعامل وتقبله أو رفضه لهذا الواقع الجديد إذا ما علمنا أن الأبناء يشكلون مصدر الضغط أو الارتياح النفسي للوالدين.
فمتى ما توفر للطفل إخوة يأخذون بيده ويشاركونه في لعبه ورغباته ويعطونه النصيب الأوفر في الرعاية والاهتمام حينها ينشأ الطفل نشأة نفسية مستقرة ويخف عن الوالدين عبء الرعاية الكاملة ويتهيأ الطفل لدخول هذا العالم بوضع نفسي هادئ يستطيع من خلاله الانخراط في العملية التربوية بشكل صحيح ومرضٍ للجميع.
ولعلي أهمس في أذن الإخوة والأخوات همسات أهمها:
1- يجب أن نغير من طريقة التعامل مع الطفل في هذه المرحلة وفق احتياجاته ونفسيته ولو كان ذلك على حساب كسر الروتين الأسري والنزول إلى مستوى تفكيره ورغباته للحد المعقول في التعامل.
2- النظرة الفطرية العاطفية للطفل من قبل الوالدين يجب ألا تكون لها تأثيرها النفسي على الإخوة والأخوات في التعامل مع الطفل فلعل ما يمر على أخيك الآن قد مر بك قبله.
3- إحساس كل منا بدوره مع هذا الطفل وعدم الاتكالية في التعامل معه.
4- لنتذكر دور وموقف الوالدين في هذه الفترة ونأخذ منها دروساً في البر بهما ومدى ما قدموا لنا للوصول بنا إلى بر الأمان بعون الله.
مدالله عبدالعزيز الخميس
الزلفي ص.ب 1577