Al Jazirah NewsPaper Saturday  25/10/2008 G Issue 13176
السبت 26 شوال 1429   العدد  13176
ماذا يعني حق الانتخاب للأمريكيين؟

إن حق المشاركة في الانتخاب هو أحد الامتيازات الأساسية في الديمقراطية. وفي الولايات المتحدة، يحق لكل مقيم يحمل الجنسية الأمريكية ويكون عمره ثمانية عشرة سنة على الأقل، بأن يدلي بصوته في الانتخابات.

وبالنسبة للمقترعين للمرة الأولى، فإن الإدلاء بأصواتهم لأول مرة يعتبر مناسبة تذكارية بالنسبة إليهم. فهي فرصة لهم من أجل ممارسة حقهم الذي يحميه الدستور، في المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية. وفي هذه المقالة ناخبتان، إحداهما طالبة بلغت حديثاً سن الاقتراع، وأخرى نالت الجنسية الأمريكية مؤخراً، تعبِّران عن أفكارهما بمناسبة اشتراكهما بالاقتراع للمرة الأولى. جوانا فيشر طالبة جامعية في العشرين من عمرها، وهي من شارلوت، بولاية نورث كارولينا، وتقضي تسعة أشهر من السنة في الجامعة في ووترفيل، بولاية ماين. وقد قامت بالإدلاء بصوتها للمرة الأولى في العام 2005، في انتخابات ولاية ماين. ولم يكن ثمة شكّ عند فيشر في أنها ستدلي بصوتها في أول مناسبة تتهيّأ لها.

(كنت على ثقة دائمة بأنني سوف أتسجل لكي أُصبح ناخبة حالما تحصل انتخابات أكون عندها قد بلغت السن التي تؤهلني للاقتراع)، تقول فيشر.

وتضيف (أعتقد أنني نشأت في عائلة تهتم بالسياسة، وتهتم بالأمور التي تحدث من حولنا). وحتى قبل أن تبلغ فيشر سن الاقتراع، فإنها كانت قد شاركت في العملية السياسية. فخلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2004، كانت فيشر في السابعة عشرة، أي أقل بسنة واحدة فقط من عمر التأهل للمشاركة بالانتخابات. وتعويضاً عن عدم تمكنها من الاقتراع، قامت فيشر بالعمل في حملة ارسكين باولز المرشح لمنصب عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي، وقامت بتوزيع النشرات الإعلانية من بيت إلى بيت في مدينة شارلوت التي تقطنها.

كما أنها تطوعت أيضا في مدرستها لمساعدة زملائها الأكبر منها سنا ً في التسجيل لممارسة حق الاقتراع. تقول فيشر، (كان الاقتراع هو المهم حقاً بالنسبة لي، رغم كوني لم أدل بصوتي فيه، فإنني أنجزت الكثير من الأعمال. وعندما بلغت الثامنة عشرة آلت فيشر على نفسها أن تسجل للاقتراع. تقول، (إن والديَّ لم يذكرا لي حتى أنه يجب عليّ التسجيل للاقتراع). وتستطرد قائلة، (شعرت أن هذا الأمر يعني شيئاًَ منطقياً لي). وهكذا، وفي الثامن من شهر تشرين الثاني- نوفمبر 2005، تسجلت جوانا ثم أدلت بصوتها لأول مرة بعد ذلك بدقائق فقط. تقول جوانا، (كان ذلك الاقتراع مجرد عملية انتخابية محلية في ووترفيل. وكانت مخصصة لانتخاب رئيس البلدية، ومفوض المدينة. وهي أشياء محلية في الحقيقة).

ثم تضيف شارحة، تقدمت مبرزة رخصة قيادة صادرة في نورث كارولينا (من أجل التعريف). وقد اقتضى الأمر مني فقط ثلاث دقائق أدليت بعدها بصوتي. ومنذ ذلك الاقتراع الأول، كانت فيشر قد اقترعت مرة أخرى، ولكن هذه المرة في المنافسة على حاكمية الولاية في شهر تشرين الثاني- نوفمبر من العام 2006 وهي الآن تتطلع قُدماً نحو انتخابات العام 2008 الرئاسية والكونغرسية. قالت، (إنني شديدة التوق للاقتراع القادم لأنه سيكون مناسبة لمشاركتي الأولى في اقتراع الرئيس)، ثم تضيف، أنها انتخابات لأربع سنوات، وهي تبرز صورتنا القومية، لأنفسنا كما للبلدان الأخرى. أمّا مالافيكا جاغناثان، 23 عاماً، فتشعر بحماس مشابه للاشتراك في الاقتراع للمرة الأولى. وكمراسلة لمجلة (غرين باي برس غازيت) في غرين باي، بولاية ويسكونسن، كانت محبطة خلال قيامها بتغطية الانتخابات بحكم وظيفتها، في حين لم تكن هي قادرة على المشاركة فيها شخصياً. ويعود أصل جاغناثان إلى بنغالور في الهند، لكنها هاجرت إلى الولايات المتحدة في العام 1995، حيث استقرت مع عائلتها في كوليج ستايشن في ولاية تكساس. ومنذ نعومة أظفارها، كانت عائلتها شديدة التركيز على ضرورة المشاركة السياسية.

تقول مالافيكا، والدتي كانت تقول لي دائماً أنه رغم أن جوازات سفرنا تعود إلى بلاد أخرى، فلا بد لك من أن تكوني ناشطة في مشاركتك في أي مجتمع تكونين فيه. ومثلها في ذلك مثل فيشر، فإن جاغناثان كانت منخرطة في العمل السياسي قبل وقت طويل من أن تصبح مؤهلة للاقتراع. ففي المدرسة الثانوية كانت تتطوع لمصلحة الحزب الديمقراطي كما لمصلحة حزب الخضر، وكانت تقوم بتوزيع المنشورات الدعائية، وتنظم حملات تسجيل المقترعين في مدرستها.

تقول، كنت أقوم بترتيب حجيرات الاقتراع الصغيرة، لكنني لم أكن قادرة على القيام بتسجيلهم الطلبة الآخرين بنفسي لأنني أنا نفسي لم أكن مسجلة كمقترعة. ووفقاً إلى جاغناثان، فإن وضعيتها كغير مواطنة قد ألهمتها في الحقيقة لكي تصبح أكثر تعمقاً في السياسة. لقد عرفت أنني لست مؤهلة (للاقتراع)، لكنني قادرة بكل تأكيد بأن أساهم بطرق أخرى غير الاقتراع. وأضافت، تقول، (أعتقد أن ذلك هو إلى حدِّ ما سبب شدة انغماسي في السياسة).

وفي الرابع عشر من شهر كانون الأول- ديسمبر 2006، صارت جاغناثان مواطنة أمريكية.

وفي اليوم التالي لذلك قامت بزيارة قاعة غرين باي سيتي ووضعت علامة نعم في المربع المخصص لذلك على طلب التسجيل الذي يسأل السؤال التالي: (هل أنت من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية؟) ومع أن فترة حوالي الشهرين كانت لا تزال تفصلها عن موعد الانتخابات القادمة، لكن جاغناثان كانت شديدة التوق لكي تسجل نفسها فيها كناخبة.

فهي تقول: أعتقد أنني ما لبثتُ أتحدث عن الاقتراع لمدة طويلة لدرجة أن الشيء الأول الذي اعتبرت أنه كان عليَّ القيام به هو أن أسجل نفسي. وبعد شهرين شاركت جاغناثان بالتصويت في انتخابات تمهيدية محلية مع بعض الآخرين من الذين يقترعون أيضا للمرة الأولى.تقول، (كنت شديدة الانفعال. وكان المركز الذي عليّ أن اقترع فيه هو الكنيسة القريبة من محل سكني، حيث تقوم في خدمته بعض السيدات العجزة النحيلات. أخبرتهن أن هذه هي تجربتي الأولى في التصويت، فصرن هنّ أيضا متحمسات لذلك).

ريبيكّا زيفمن
كاتبة في مكتب برامج الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية الأمريكية.



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد