Al Jazirah NewsPaper Saturday  25/10/2008 G Issue 13176
السبت 26 شوال 1429   العدد  13176
عبث الصهاينة بالمقدسات الإسلامية

تُلزم القوانين والأعراف الدولية والمعاهدات التي أُبرمت أثناء وبعد الحروب جيوشَ الدول المحتلة بالمحافظة على مقدسات الدول المحتلة وحماية المعابد والمساجد ودور العبادة، بل إن المعاهدات تفرض على الدول المحتلة وضع حراسات وحماية لدور العبادة ومنها المساجد، وقد التزمت جميع الدول الغازية بهذه المعاهدات وظلت محافظة على تلك المقدسات حتى تحررت تلك الدول وعادت المقدسات والمساجد إلى أهلها.

وبقدر ما تعرضت الدول والمناطق إلى الاحتلال لكثرة الحروب إلا أن القليل، والقليل جداً، من المعابد والمساجد والكنائس تعرضت للإساءة أو التدمير والهدم.

والتاريخ يشهد للقوات الإسلامية التي فتحت كل الأراضي الأوروبية من عهد الأمويين إلى الدولة العثمانية وكل آسيا وإفريقيا وطبعاً الدول العربية في صدر الإسلام، ورغم كل المساحات الشاسعة التي فتحتها القوات الإسلامية التي كانت معاقل للديانة النصرانية حيث كانت الكنائس منتشرة، ومعابد اليهود وصوامع الكهان، إلا أن المسلمين لم ينالوا من أي كنيسة أو معبد، بل حافظوا على دور العبادة تلك وحرسوها وكفلوا لقاصديها تأدية طقوسهم فيها؛ تنفيذاً لوصايا الدين الإسلامي التي كانت تحرم هدم المعابد وقطع الأشجار.. وقصة الفاروق - رضي الله عنه - عندما فتحت القدس معروفة حيث رفض الصلاة في كنيسة القيامة حتى لا يستولي عليها المسلمون، وصلى خارجها حيث يقام الآن مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

كل هذا معروف عن تاريخ المحاربين المسلمين وتاريخ الجيوش الأخرى، إلا أن الصهاينة وجيش إسرائيل خالف كل هذه السلوكيات وضرب بكل المعاهدات والمواثيق عرض الحائط؛ فقد كشفت مؤسسة إسلامية فلسطينية تنشط داخل فلسطين المحتلة أن مرشح حزب الليكود وبلدية تل أبيب (أرنون جلعادي) يعمل من أجل تحويل مسجد قرية سلمة في مدينة يافا إلى ملهى ليلي.

وأضافت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان صحفي، أنها ستتخذ جميع الإجراءات وتعتمد كل الوسائل المشروعة لمنع هذه الخطوة.

وذكرت أن مسجد قرية سلمة هو وقف ومَعْلم إسلامي مقدس، وسيبقى كذلك، وهو وغيره من الأوقاف الإسلامية ليس سلعة انتخابية، وأن أهل الداخل الفلسطيني لن يسمحوا بتكرار الاعتداء على المسجد، أو تكرار مشاهد نكبة المقدسات مرة أخرى.

وكان جلعادي الذي يشغل منصب نائب رئيس بلدية تل أبيب اقترح تحويل مسجد سلمة لملهى ليلي للشبيبة، كجزء من دعايته الانتخابية للمجلس البلدي التي ستُجرى بعد نحو ثلاثة أسابيع.

وحذرت المؤسسة الإسلامية من تداعيات الدعوة إلى تحويل المسجد إلى ملهى ليلي للشبيبة، وما يمكن أن يتبعه من ردود أفعال.

وأكدت أن أهل الداخل الفلسطيني (داخل إسرائيل) مسلمين ونصارى لن يسمحوا بأي شكل من الأشكال بالاعتداء على المقدسات والأوقاف الإسلامية والنصرانية على حد سواء.

ودعت المؤسسة فلسطينيي الداخل إلى زيارة مسجد سلمة، وتكرار هذه الزيارة للتأكيد اليوم وكل يوم على حقنا الأبدي في مساجدنا ومقابرنا ومقدساتنا وأوقافنا، كل أوقافنا.

ونحن بدورنا ننبه الجهات المسؤولة، وخاصة المهتمة بالمحافظة على التراث الإنساني، أن تتحرك لوقف عبث الصهاينة, وأن تتدخل لأن الإساءة إلى المساجد سوف تدفع مسلمي فلسطين إلى الدفاع عن مسجدهم هذا؛ ما سيوقع مصادمات واقتتالاً لا بد أن يتسبب في وقوع قتلى وضحايا.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد