Al Jazirah NewsPaper Saturday  25/10/2008 G Issue 13176
السبت 26 شوال 1429   العدد  13176
لما هو آت
كسر الخلخال..
د. خيرية إبراهيم السقاف

ربما لن تهدأ حركة الماء في المد والجزر فيما كتبت السعوديات من روايات تحديدا خلال السنوات القليلة الماضية بدءا برواية نساء تحت خط الاستواء لزينب حفني قبل ثلاثة عشر عاما فنساء سمر المقرن وأميرة المضحي, ووردة عبدالملك, وصبا الحرز, وطيف الحلاج وهي واحدة منهن، في السنوات الخمسة الأخيرة..، لن تهدأ هذه الحركة ليس لاقتحامهن عالم الرواية بخبرات في الفن متواضعة، بل لأن اقتحامهن هذا المعترك الضمني جاء متزاملا في الوقت مع فتوح البوابات العديدة والشاسعة على مجتمع له كياناته الخاصة في كثير مما غدا مادة محرضة لهن لاعتلاء الأسوار والقفز من فوقها، هذا القفز جاء بشيء من المجازفة من جهة، والتمرد من جهة أخرى، وهما صفتان لم تكونا على الأقل تطفيان في سلوك المرأة على الأقل حين تعبيرها عما تخبئ أو تريد بصوت مرتفع، كالذي استخدمته حين قفزها، ولم تبال بما يمكن أن يرتطم منها بأي شيء حاد أو رخو يتهشم فيه بعضها أو ينجو فيه بعضها.., كانت الروايات مرجلا لخلط كل ما في الصمت, ودلقه في الجهر.., وكان السؤال: هل الرواية بوصفها الفن الأكثر احتواء للإفضاءات الكثيفة والثرة والمتباينة طيعة لهن ما طرقنها فنا ذا قوام وقيم فنية وجمالية.؟ فنجدهن في الأغلب لم يضعن في الاعتبار مثل هذا الأمر.., وكما هي التجربة في حياة الإنسان تتعرض لتيارات المراحل فإنها لديهن قابلة للتطوير إذ لا لغة جيدة ولا ترابط فني وهناك شتات شتات حتى إنها تبدو عند بعضهن كما شريط التسجيل لصوت يلهث أن يقول قبل فراغ المساحة فيه.., والتدوين الذي حدث في هذه الرواية عندهن, لم يأت كما دون روائيون عرب وعالميون مراحل الفكاك من مفاصل المراحل في مجتمعاتهم حين انتقال, دون الوقوع في مباشرة الهتك، وتحديدا غير الواعي بقيم من الأجدر أن تكون في حضور تام لوعيهن عند السرد.. فالرواية فن، وإن ذاع لهن فيه صيت في المرحلة الراهنة الانتقالية، فلأنها المرحلة التي تهب المقدم فيها على النزوح بجرأة وسامات العبور,, دون الأخذ بالاعتبار للمقاييس الفنية والجمالية..,

بعكس تجربة رجاء عالم في رواياتها، إذ هي جدت بوعي كبير في تجربتها فجاءت على مستوى باذخ في قوامات نجاحها إذ تحقق لها أن ترتاد المناطق الوعرة فكرة وتأريخا وأسطورة وتمزجها بثقافتها المعمقة والمتجذرة والمنفتحة على روافد هي مؤونة ثرية لمتميزة مثلها لغة وفكرا.., وإن اختلفت مع مضامينها بعض الآراء لكنها تبقى خارج نطاق المقارنة معهن..، وتبقى المستحقة بجدارة لمؤشر الضوء في هذا الفن.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد