في العدد رقم 13159 وتاريخ 9-10-1429هـ تحت عنوان (هذا ما نريده من الكتّاب) بقلم الأخ حمود بن دخيل العتيبي من الرياض على صفحة العزيزة الغالية وقد تحدث الأخ عمّا يريده القارئ من الكتّاب وقد أثلج صدري ما قاله الأخ حمود من حقيقة بعض ما يكتبه الكتّاب في الأعمدة الصحفية خاصة وفي بعض الزوايا في الصحف وأصدقكم القول انه أحياناً كثيرة يشدني بعض العناوين الرنانة مما يجعلني اقرأ تلك العناوين ولكن للأسف في النهاية لا استفيد مما كتب تحت هذا العنوان المثير من كلام، بل أشعر بعد ذلك بالحسرة على الوقت الذي صرفته وأمضيته في قراءة ذلك الكلام المصفوف والذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
هناك كتّاب يكتبون من أجل الكم مقابل الكيف أو من أجل أن يرى اسمه كل يوم في الصحف حتى ولو كان كلامه أو كتاباته لا تفيد ولا تزيد مثله مثل الذي يدور في حلقة مفرغة أو كما يقول المثل: (تييتي تييتي مثل مارحتي جيتي).
وإذا تم نقده في مقال ذي صلة أقام الدنيا ولم يقعدها وتصدى لصاحب النقد بالتجريح والتجهيل.. الكتابة أمانة والأمم لا تتقدم فقط بسرد الكلام، بل بالعمل والكلام الذي يفيد والكاتب إذا لم يكن لديه ما يريد قوله في سبيل إصلاح أو تنوير أو إثبات حقائق فعلية أن يريح الناس ويستريح.
القلم مسؤوليته عظيمة والكلمة لها وقعها في قلوب الناس وعقولهم والكلمة الطيبة صدقة، أما سرد الكلام الذي لا فائدة منه فإنه التخلف بعينه وما جعل الأمة تتأخر بين الأمم إلا لكثرة الكلام الذي لا بركة فيه، انظروا إلى الدول المتقدمة صناعياً وعلمياً كيف صارت اليوم بفضل العلم النافع وبفعل العمل المثمر الذي لا تكرار فيه ولا تسويف ولا مماطلة، بل حقائق علمية ودراسات تخصصية وتجارب بحثية منطقية تساير الزمن وتنهض بالامم، فهذا عالم في الذرة وهذا مستشار في علم نافع وهذا صاحب تجارب ناجحة في مجال العمل وهكذا.. فمتى نرى الكتاب من ذوي الاختصاص يمدوننا بما يفيدنا فنحن في زمن لا سبيل لمجاراته إلا بالعلم النافع والقول الصائب والعمل المخلص وديننا دين العلم والعمل واسلامنا اسلام المحبة والسلام وأمتنا خير الأمم ورسولنا عليه الصلاة والسلام حثّنا على العلم النافع والقول الصادق، فيا أيها الكتاب كفوا عن القول الذي لا فائدة منه والقول والكتابة التي لا تزيد المسلمين إلا تفرقة وتشتتاً واعلموا أن الله تعالى يقول: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} فكل كلمة يكتبها الانسان أو يقولها محاسب عليها قال تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} وكما في الحديث الذي منه (قوله صلى الله عليه وسلم: وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) أو كما في الحديث الشريف.
أيها الكتاب حاربوا الجهل والتطرف والغلو وحاربوا التفاخر بين الناس وبين القبائل الذي سببته بعض القنوات الفضائية والمسابقات مثل مزايين الابل بين القبائل وحاربوا التصرفات المخلة بالعقيدة والأخلاق الإسلامية الصافية وادعو الناس إلى العودة إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يكونوا عباد الله اخواناً وأن يكونوا خلف قيادتهم وولي أمرهم وتذكروا معي الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}.
فهاد بن مبارك آل ضحيان الدوسري
محافظة وادي الدواسر