Al Jazirah NewsPaper Monday  27/10/2008 G Issue 13178
الأثنين 28 شوال 1429   العدد  13178
مرة أخرى.. الخمر تقود إلى جريمة بشعة
شرطة الرياض تكشف لغز الرأس المخلوع وتطيح بالجناة في وقت قياسي

الجزيرة - عبدالرحمن السريع

استيقظ سكان أحد أحياء وسط العاصمة الرياض على رأس آدمي مخلوع ملفوفا بكيس نفايات ومرمي بحاوية للمهملات.

جاء ذلك عندما لاحظ أحد عمال النظافة كيسا بلاستيكيا ملقىً بالقرب من حاوية للنفايات، وعندما فتحه وجد به ملابس نسائية شبه جديدة وعندما رفعها نزل من الكيس دم بكثافة؛ فهرع لإبلاغ الشرطة عن الحادثة. الأجهزة الأمنية انتقلت لمسرح الحادث مصطحبة خبراء الأدلة الجنائية وفرق من وحدات البحث والتحري لمعاينة الموقع والتحقق من الدم ولمن يعود ورفع البقع الدموية ومضاهاتها؛ لأنها أدركت أنها أمام قضية خطيرة وكبيرة. وكانت المفاجأة عندما تم استخراج رأس آدمي مخلوع وملفوف بكيس بلاستيك ومرمي داخل حاوية النفايات.. وعندما صدقت ظنون فرق البحث والتحقيق أنهم أمام قضية مجهولة المعالم.... فقط رأس آدمي مجهول الهوية مخلوع ومرمي داخل حاوية النفايات... وملابس نسائية شبه جديدة..؟؟ بدأت الأجهزة الأمنية رحلة طويلة لفك لغز الرأس المخلوع... ولمن يعود وما علاقته بالملابس النسائية المرمية بالقرب من حاوية النفايات.

شرطة منطقة الرياض رأت تكليف شعبة التحريات والبحث الجنائي بمتابعة هذه القضية وفك لغز الرأس المخلوع التي بدأت بتتبع خيوط الجريمة بداية من كشف هوية المجني عليه ثم التعرف على علاقاته الشخصية.. ومن ثم يمكن الوصول لخيوط الجريمة التي قد تؤدي لكشف غموضها إجراءات البحث والتحري الميدانية ونتيجة للرصد والمتابعة اليومية. وبتوفيق من الله قادت لتحديد هوية المجني عليه وتحديد مقر سكنه وبتفتيشه لوحظ تنظيفه بعناية تامة ورائحة المنظفات تنبعث من غرفه... إلا أن المجرم لابد أن يترك خلفه أثراً، حيث اكتشف خبراء الأدلة الجنائية وجود بقع دموية بسيطة في أحد الغرف غُفل عن تنظيفها... فتم رفعها بعناية فائقة ومضاهاتها بالدماء التي عثر عليها بالكيس البلاستيكي وبدماء القتيل واتضح أنها تعود لهذا الأخير... من هنا ترجح وبشكل أكيد أن جريمة القتل وقعت داخل هذه الشقة... وأنها أمام جريمة حيكت خيوطها بإتقان كبير... ووجدت شعبة التحريات نفسها في سباق مع الزمن لتتبع الجاني والقبض عليه لأن منفذ الجريمة لا بد أنه وضع في اعتباره تدبر أمر هروبه واختفائه عن الأنظار قبل انكشاف أمره.

ومرة أخرى تعود مهنية وحرفية العمل البحثي لتقود بفضل الله وتوفيقه لكشف غموض القضية، حيث تم كشف هوية الجناة وإماطة اللثام عن هويتهم.. وكشف غموض القضية بالكامل... بعد القبض على أحد المتورطين في ارتكابها ومواجهته بما توافر من أدلة وقرائن تم جمعها خلال فترة البحث والتحري... وما لبث أن أقر واعترف بالتورط في ارتكابها وراح يشرح للجهات المعنية كيفية تورطه في القضية، حيث ذكر أنه اجتمع بالضحية في مساء يوم الحادثة برفقة اثنين آخرين من زملائه وأحضروا معهم (المسكر) إضافة إلى (عاملتين آسيويتين) هربتا من كفيلهما وبدأوا ليلهم بمعاقرة الخمر والاختلاء غير الشرعي بالعاملتين الإندونيسيتين... وما لبث أن دب الخلاف بينهم، ثم قام أحدهم بضرب المجني عليه بقارورة المسكر ووجه له عدة طعنات بحد القارورة المكسورة في أنحاء متفرقة من جسده.. وعندما تأكد لهم وفاته قاموا بفصل رأسه عن عنقه وقطعوا جسده لثلاثة أجزاء رموا كل جزء بحاوية نفايات ورأسه في حاوية أخرى... كما أضاف أن زملاءه هربوا لمحافظة جدة ولجأوا لإدارة متابعة ومراقبة الوافدين للسفر لبلادهم عن طريقها على أنهم مقيمون في البلاد بطريقة غير نظامية.... وتم التنسيق الفوري مع المسؤولين بشرطة جدة لإيقاف عملية سفرهم وضبطهم والقبض عليهم قبل تمكنهم من السفر. وبفضل من الله تم القبض عليهم جميعاً.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد