Al Jazirah NewsPaper Monday  27/10/2008 G Issue 13178
الأثنين 28 شوال 1429   العدد  13178
رؤية ملكية من أجل عالم مستقر

حديث خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله وزير الثقافة والإعلام ورؤساء تحرير الصحف والمجلات أمس الأول حمل عدداً من المفاهيم الإسلامية السامية وخاصة فيما يتعلق بالحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة.

وعلى الرغم من أهمية تلك المفاهيم وحاجتنا إليها، فإن ضيق المساحة هنا لا يسمح بتناولها جميعا، ونحصر حديثنا عن الحوار فلقد أكد الملك عبدالله بن عبدالعزيز في حديثه على أهمية الحوار مع الآخر، وهو قول لا يفتقر إلى الفعل، فالمليك حفظه الله حرص على تفعيل الحوار محليا وإقليميا وعالميا.

إذ إنه -رعاه الله- يؤمن تماما بأن الحوار هو الأسلوب الأمثل لتبادل الأفكار والخبرات، ولتبديد كثير من التعميمات الخاطئة عن الآخر، وخاصة ما أشيع عن الإسلام من أوصاف ظالمة بسبب سلوك بعض المتطرفين الذي يتحدثون باسم الإسلام.

فانطلقت فعاليات الحوار الوطني بين أبناء المملكة، وعقدت مؤتمرات في جميع مناطق بلادنا، لتعالج عدداً من القضايا الهامة المختلفة، وهو بمثابة التدريب العملي على ممارسة الحوار والتعامل مع الآخر بالحسنى.

ثم وسع خادم الحرمين الشريفين دائرة الحوار لتشمل الآخر ليس خارج المملكة فحسب وإنما خارج العالم الإسلامي، لينضم إليها أتباع الديانات الأخرى وذلك بعد أن استشار حفظه الله علماء الدين في المملكة كما أوضح ذلك للمشاركين في منتدى الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي في مارس الماضي.

وعلى إثر ذلك عقد مؤتمر تحضيري في مكة المكرمة في يونيو الماضي حضره الأجلاء من علماء المسلمين، وناقشوا المواضيع التي يمكن طرحها على الآخر، وأكد المليك في كلمته للمؤتمر على قاعدة إسلامية مهمة بقوله: (سنجادل بالتي هي أحسن... فما اتفقنا عليه أنزلناه مكانه الكريم في نفوسنا... وما اختلفنا حوله أحلناه إلى (لكم دينكم ولي دين).

ثم عقد في يوليو المنصرم المؤتمر العالمي للحوار في مدريد، وقد بين الملك في كلمة الافتتاح أنه جاء حاملاً رسالة من الأمة الإسلامية (تعلن أن الإسلام هو دين الاعتدال والوسطية والتسامح، رسالة تدعو إلى الحوار البناء بين أتباع الأديان).

ولم تنته أفعاله -حماه الله- عند هذا الحد، ولكنها تستمر تدفقا وعطاء بحضوره الشهر القادم بإذن الله مؤتمرا للحوار بين أتباع الديانات في أمريكا.

هذه الأنشطة المتتالية التي يقوم بها المليك في غضون أشهر قليلة من أجل تفعيل الحوار تؤكد الإيمان العميق لخادم الحرمين الشريفين بأن الحوار هو خير للبشرية ألف مرة من الاعتداء ونسأل الله تعالى أن يسدد خطى مليكنا وفق ما يحب ربنا ويرضاه.. آمين.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد