Al Jazirah NewsPaper Tuesday  28/10/2008 G Issue 13179
الثلاثاء 29 شوال 1429   العدد  13179
نوافذ
المتحف
أميمة الخميس

كيف نجعل من زيارة المتحف رحلة ممتعة ومدهشة للأولاد؟ كيف نجعلهم يجدون فوق الجدران وبين الممرات مغامرة اكتشاف تهز وعيهم وتضيف إلى مخزونهم المعرفي.

فإن كانت ثقافة هوليود الاستهلاكية القائمة على الإبهار والضجيج المفرغ من العمق، قد استطاعت أن تقيم لها مدينة (ديزني) للألعاب في باريس، إلاّ أنه في المقابل يوجد في مدينة باريس نفسها متحف خاص بالأطفال والناشئة ما بين عمر 3-18، مؤسَّس بطريقة أخّاذة وجميلة تطمح إلى إشعال البعد الفضولي داخل الطفل وتنمية أسئلة الدهشة وشوق المعرفة في وجدانه.

فالمتحف يوجد بين جنبات حدائق شاسعة شرق باريس يتخلّلها فرع من النهر، ويقوم على جنباتها الملاعب وأماكن التريض وساحات اللعب، أما المتحف نفسه فيخطف لبّ الكبار قبل الصغار، حيث يقابلك في مقدمة المتحف غواصة ضخمة من الحرب العالمية الثانية، يستطيع الأطفال التجول بداخلها والتعرف على أسلوب عملها، وبالداخل يتشعّب المتحف إلى أقسام الفيزياء والكيمياء والبولوجيا وعلم البصريات .... وفروع أخرى متعددة لسائر العلوم الحديثة، حيث يقدم في كل ركن أبرز النظريات العلمية الشهيرة، فعلى سبيل المثال توجد نظرية فيثاغورس في قسم الرياضيات، ويستطيع الفتى من خلال التعامل مع الأجهزة وإعادة تركيبها وتحريكها أن يلم بالنظرية وكيفية نشأتها وأبرز أركانها، ويوجد أيضاً داخل المتحف مصنع سيارات مصغّر يستطيع الأولاد أن يطلعوا على مراحل صناعة السيارة بالتدريج، وركن شاسع آخر لمراحل صناعة الطيران.

لا أستطيع أن أسترجع جميع أركان المتحف الآن، لكنني أخذت بطريقة العرض والتقديم الرامية إلى تأسيس علاقة مبكرة مع العلوم والتكنولوجيا، كما أذهلتني طريقة العرض المشوّقة المبتكرة التي تتوسّل أكثر الطرق التربوية تشويقاً وحداثة لتقولبها بإطار مبتكر ومستحث لوعي الأطفال والفتية.

وطوال مدة تجوالي كانت الحسرة والأسف يترصدان بي عند كل منعطف، فأتمنى وأحلم بل أتوق بشدة أن يكون لمدينة الرياض متحف مشابه أو مقارب، أو على الأقل نصف هذا ويتحوّل أحد معالم المدينة التي نفخر بها، فإن كانت مدينة (أبو ظبي) استطاعت أن تقيم متحفاً توأماً (للوفر) على أرضها، لما لا يكون للعاصمة السعودية متحف للعلوم والتكنولوجيا، يرفد ويدفع تجربة شعب ينهض نحو الغد .... ولغة المستقبل.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6287 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد