Al Jazirah NewsPaper Tuesday  28/10/2008 G Issue 13179
الثلاثاء 29 شوال 1429   العدد  13179
ماذا لو كان مسلماً؟!

حضرت امرأة تجمعا انتخابيا للمرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية جون ماكين، وبدا عليها الغضب وهاجمت المرشح الديمقراطي باراك أوباما، ومما أخذت عليه هو أنه مسلم!. ماكين رد عليها بأن أوباما محترم ومن عائلة محترمة!. اللافت في هذه الحادثة ليس ما قالته المرأة، ولكن ما رد به ماكين عليها!. وإن كان رد ماكين ربما بدا عفويا، إلا أنه يتضمن إيحاء بأن المسلم ليس من عائلة محترمة!.. هكذا نفهم من الرد.

هناك في أمريكا حملة كراهية متواصلة ضد الإسلام والمسلمين، مستغلة بعض الأحداث الإرهابية التي وقعت لإلصاقها بالدين الحنيف. وتهدف هذه الحملة إلى إسقاط أوباما، ولابد من مسلمي ليس أمريكا فحسب ولكن مسلمي العالم كله أن يقفوا في وجه هذه الحملة وغيرها من الحملات العدائية عبر إعطاء الصورة الصحيحة والحقيقية للإسلام.

لقد استطاعت هذه الحملة أن تنثر بذور الشك في أوساط الشعب الأمريكي حول انتماء أوباما الديني لإسقاطه، فما يزال 12% من الناخبين يعتبرون أوباما مسلما بالمقارنة مع 13% في يونيو الماضي، بحسب استطلاع للرأي أجري على 3016 شخصاً.

هذه الشكوك دفعت مارسيا ستيرمان رئيسة ناد للحزب الجمهوري في نيومكسيكو لتقديم استقالتها مبررة ذلك بقولها: (المسلمون أعداء لنا... ومحاولة انتخاب احدهم أمر لا يمكنني فهمه).! ولا ننسى تلك اللوحة الإعلانية التي علقت في وست بلينز ميزوري الشهر الماضي وتتضمن رسما كاريكاتوريا لأوباما وهو يرتدي عمامة.. كإشارة على أنه مسلم.

لقد بدا الإسلام في الانتخابات الأمريكية الحالية وكأنه تهمة أو كتلة نارية كل يقذفها بعيدا عنه، لدرجة أن القائمين على حملة أوباما الانتخابية منعوا امرأتين محجبتين من التقاط صورة معه، خشية أن يؤثر ذلك سلبا على صورته الانتخابية، ويعطي لخصومه فرصة لمهاجمته، والتشكيك في انتمائه!. ولذلك تردد كل من أوباما وماكين بالاتصال بالمجموعة المسلمة في أمريكا خشية التعرض للانتقادات.

بل ويعتبر من الشجاعة المفرطة أن تدافع عن الإسلام أو الانتماء إليه في هذه المرحلة التاريخية من حياة أمريكا. ولذلك اعتبر كولن باول العضو السابق في إدارة الرئيس الحالي جورج بوش شجاعا عندما قال: (ماذا لو كان باراك أوباما مسلما! هل هناك شيئا خطأ كون الفرد مسلما في هذا البلد؟ الإجابة لا! نحن في أمريكا. ألا يحق لطفل أو طفلة أمريكية مسلمة عمره 7 سنوات أن يحلم بأن يكون أو تكون رئيسا).

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد