Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/10/2008 G Issue 13181
الخميس 02 ذو القعدة 1429   العدد  13181
للرسم.. معنى
محكمون.. أو.. متحكمون
محمد المنيف

أتلقى عبر الإيميل عتب كثير من الفنانين والفنانات الشباب على بعض الفنانين الكبار (خبرة وتجارب) خصوصاً ممن يقومون على تنظيم المعارض أو يديرون لجاناً أو إدارات تعنى بالفنون التشكيلية في كيفية تعامل هؤلاء المسئولين -إن صح التعبير- مع أولئك الشباب حينما يتقدم هؤلاء الشباب بأعمالهم بناء على إعلان مفتوح للجميع فيفاجئون برفض أعمالهم دون إبداء أي رأي أو ملاحظات. ويأتي ذلك العتب ممزوجاً بالتساؤل عن أحقية هؤلاء في رفض أعمالهم وكيف لهم أن ينصبوا أنفسهم حكاماً يتحكمون في مصير المواهب وليسوا محكمين للعمل نفسه، حيث تأتي إجاباتهم كما يقول أولئك العاتبون بأسلوب التجريح والتقليل من قيمة التجربة التي يعترف هؤلاء الشباب بأنها لا زالت في حيز البحث عن الموجه والمرشد في حال غياب المعاهد والأكاديميات المتخصصة في هذه الفنون. فهؤلاء الشباب كما يقولون إن تقديمهم لأعمالهم يتبعه انتظار لعبارة توجيه تدلهم على الطريق السليم لتطوير موهبتهم أو إشادة تدفعهم للاستمرار، لا أن يتلقوا الإقلال من شأنهم والتلميح بأنهم لا يمتلكون القدرات التي تتوافق مع أهواء أولئك (المتحكمين)، وأحياناً التشكيك بأن ما شاركوا به ليس من انتاجهم لمجرد وجود مستوى متميز لم يتوقع هؤلاء أن يقوم به الشباب.

هذا الواقع أو تلك الأساليب لا زالت تشكل جزءاً من أمراض الوسط التشكيلي علماً أن البعض من أولئك المتحكمين وليسوا المحكمين لا يملكون من ثقافة الفن أو من المستوى الفني ما يؤهلهم لمعرفة العمل الجيد من عكسه، ومع ذلك نجدهم مؤتمنين على رقاب الأعمال الفنية، فيصدرون أحكامهم بالإعدام على البريء منها ويعتقون أعمالاً لا تستحق أن تعرض وإن عرضت فستكون سبباً في تدني الذائقة. ونحن هنا أيضاً لا نعمم ولا نعتبر أن كل ما يشاهد في الساحة يستحق الإعجاب أو يدل على امتلاك صاحبه الموهبة الحقة، ولكننا نعني إبداعات وأعمالاً يحق لها أن تعرض وأن تمنح الجوائز، ومع ذلك لا يمكن أن نقبل الحكم المستبد، فالساحة فضاء مفتوح لكل من يمسك الفرشاة أو الازميل بقناعة وعشق تدفعه موهبة فطرية حقيقية. وعلينا أن نقف باحترام لكل من يضع خطاً أو مساحة لون على لوحة الرسم أو يشكل في كتلة الحجر أو الخشب عملاً جمالياً يسر النظر ويبهج الوجدان. فالفن وسيلة تعبير تعد اللغة الأهم في العالم التي لا تحتاج لمترجم فكيف بنا نضع لها الشروط والعوائق. لذا علينا أن نقول لمن أبدع أنت تمتلك الموهبة وأن نمنح من يبحث ويجرب البوصلة التي تدله على اتجاهات الطريق الصحيح ليصل إلى هدفه ويحقق أجمل النتائج. أتذكر هنا المقولة الشائعة (لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع).

MONIF@HOT MAIL.COM



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد