Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/10/2008 G Issue 13181
الخميس 02 ذو القعدة 1429   العدد  13181
صدى لون
شواهد الجمال في الشمال!!
محمد الخربوش

يتناول البعض من الزملاء ممن يعنيهم الجمال ارتفاع مستوى الذائقة الجمالية لدى المجتمع وتناميها بشكل عام، وقد كان للعبد الفقير إلى الله أن ساهم مع غيره في تناول هذه المسألة البالغة الأهمية خاصة وأنها تتناول الذوق العام وأهمية عشق الجمال وتطبيقه قولا وعملا في كل المعطيات الحياتية بما في ذلك السلوكيات وفن التعامل مع الآخر، وكنا معا نمني النفس بأن يكون ما ندعو إليه بالأمس أن يكون واقعا معاشاً اليوم وبالفعل فقد أصبحنا بفضل الله أولا ثم بفضل تنامي هذه الذائقة نجد ونلاحظ ونحس ببعض الشواهد التي تؤكد هذا المسار والذي كنا ولا نزال ندعو إليه لأننا ومن واقع اهتمامنا في هذا الجانب يعنينا المؤشرات الإيجابية التي تؤيد وتؤكد ما نتلمسه ونطرحه على أمل أن يكون واقعا محسوسا لأن تنامي الذائقة الجمالية وارتفاع منسوبها لدى أفراد المجتمع كفيل بأن نصل إلى مجتمع راق ومهذب في كل تعاملاته ومعطياته وسلوكياته وكافة الجوانب الحياتية الأخرى ومن هنا جاءت هذه الدعوات وهذه الآمال والأماني الموغلة في الجمال، تراءت لي كل هذه المعطيات وهذا الاجترار لأحاديث سابقة في هذا الجانب عندما مررت صدفة بأحد الأحياء الشمالية الراقية في الرياض (الغدير) وقد شدني ما شاهدته عندما قام صاحب أحد الفلل في هذا الحي بتوظيف الصخور والأحجار المهملة واستطاع بذوقه أن يطوعها بما يخدم زراعة الرصيف الخارجي للفيلا فقد استعان صاحبنا بعدد من الأحجار والصخور مختلفة الأحجام والأشكال وقام هو أو غيره بالرسم عليها بواسطة ألوان زاهية وجذابة موظفا فيها عنصر الزخرفة في البناء (النجدي) بكل جمالياته لتكون المحصلة النهائية أشكالاً صخرية ملونة وجذابة على طريقة حبيبنا التشكيلي الظريف الظل (نبيل نجدي) لقد جاءت هذه المعالجة الجمالية البسيطة لهذه الأحجار ونصبها بطريقة فنية أيضا ما بين الشجرات والخضرة لتعطي الانطباع الأولي بأن صاحب هذه الفيلا لديه ارتفاع في الذائقة الجمالية وما هذه المعالجة لهذه الصخور وبهذه الطريقة الفنية إلا مؤشر لعمق الحس الفني لصاحبنا.

أتمنى أن ينعكس كل ذلك على مسار حياتنا بشكل عام وأن نشاهد ونسمع ونرى ونتكلم وفق معايير جمالية تؤكد جمالية الذوق وفن التعامل أيضا.. أجدها فرصة للإشادة بكل المعطيات والمؤشرات المختلفة التي تتناول الجمال قولا وعملا.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد