Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/10/2008 G Issue 13181
الخميس 02 ذو القعدة 1429   العدد  13181
الفلسطينيون يؤيدون أوباما والإسرائيليون قلقون منه
خليفة بوش يرث مشاكل الشرق الأوسط

تل أبيب - د.ب.أ:

ليست كثيرة تلك المناطق في العالم التي يتمتع فيها جورج بوش -أقل الرؤساء الأمريكيين شعبية في التاريخ- بالحب كما هو الحال في إسرائيل. وسيتعين الانتظار لرؤية ما إذا كان خليفته سواء الديمقراطي باراك أوباما أو الجمهوري جون ماكين سيحتل نفس المكانة في قلوب الإسرائيليين.

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي المنصرف أيهود أولمرت بوش خلال زيارة له لإسرائيل في أيار/ مايو الماضي قائلاً: (إنه أوثق حلفائنا وشركائنا) كما أنه (قوة للإلهام). ورحب الرئيس شيمون بيريز به بوصفه صديق (عزيز) و(توراتي) لإسرائيل.

قاطع بوش الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في خضم الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد إسرائيل. وفي خطاب أرسله عام 2004 لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون وعد إسرائيل من الناحية الفعلية بأن يمكنها من الاحتفاظ بكتلها الاستيطانية الرئيسية في الضفة الغربية في إطار اتفاق للسلام يتم التوصل إليه عن طريق التفاوض مع الفلسطينيين فضلاً عن تعهد مكتوب وغير مسبوق في مقابل انسحاب شارون الأحادي من قطاع غزة.

وعلى الناحية المقابلة فقد أكدت الإدارة الأمريكية مراراً كيف أن بوش هو أول رئيس أمريكي يدعو علانية لإقامة دولة فلسطينية. بيد أن سياسته في مكافأة المعتدلين مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بينما يعزل حركة حماس الإسلامية في قطاع غزة ستصاب بإخفاق تام إذا ما فشلت إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بزعامة محمود عباس في تحقيق هدفهما المعلن في توقيع اتفاق سلام قبل مغادرة بوش البيت الأبيض. وها هو موعد نهاية المهلة لتحقيق ذلك يلوح في الأفق. ومن المرجح أن خليفته سيترك للتعامل مع حماس التي تواصل السيطرة على قطاع غزة. هذا بالإضافة إلى أن ولاية عباس الرئاسية تنتهي في 9 كانون ثان/ يناير القادم.

وفي إسرائيل تراجعت المفاوضات التي تحظى بتغطية واسعة مع عباس إلى الخلف بعد استقالة أولمرت وسط مزاعم بالفساد والإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة في العاشر من شباط - فبراير نظرا لفشل وزيرة الخارجية تسيبي ليفني - الزعيمة الجديدة لحزب كاديما الذي يتبنى اتجاهات الوسط - في تشكيل حكومة جديدة.

وفي هذه الحالة قد يجد الرئيس الأمريكي القادم نفسه يتعامل مع المتشدد بنيامين نتانياهو كرئيس للوزراء وهو الأوفر حظاً حالياً للفوز في الانتخابات الجديدة في إسرائيل. ولا تساور سكان المنطقة أية أوهام في أن صراعهم سيكون بين أهم الأولويات العاجلة للرئيس المنتخب الذي سينشغل بقضايا أخرى عاجلة ليس أقلها الأزمة الاقتصادية. ويتابع الفلسطينيون استطلاعات الرأي لكن بلا حماس. وقد أعرب أغلبهم عن لا مبالاته قائلاً إنه لا أوباما ولا ماكين سيخلق فارقاً بالنسبة لقضيتهم.ويرى كثيرون أن أي رئيس أمريكي سينحاز لإسرائيل. بيد أنه عندما يطلب منهم الاختيار مع ذلك، فإنهم يعربون عن تفضيل واضح لأوباما. ويقولون إن فوز ماكين لن يعني إلا استمرار سياسات بوش (شديدة التطرف المعادية للعرب).

ويقدر الفلسطينيون حقيقة أن أوباما اقتطع من وقته لمقابلة عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية خلال زيارته التي استغرقت 30 ساعة لإسرائيل في تموز- يوليو الماضي. في تناقض مع ماكين الذي زار إسرائيل في آذار- مارس الماضي واكتفي بمهاتفة الزعيم الفلسطيني. أما في إسرائيل فإن الاتجاهات هي أقل وضوحاً. أما الواضح فيها فهو أن ماكين لم يعد المرشح المفضل القوى. لكن يظل ثمة قلق من الإسرائيليين تجاه أوباما نظراً لما عرف عنه من افتقار للخبرة في مجال السياسة الخارجية والقلق تجاه دعوته للدخول في حوار مع إيران التي يرى بعض الإسرائيليين أنها تمثل تهديداً كبيراً.

ويحظى أوباما بتأييد اليساريين والليبراليين من الإسرائيليين. لكن استطلاعا للإذاعة الإسرائيلية أظهر أن الإسرائيليين المحافظين منقسمون وليس لديهم تفضيل واضح لماكين برغم كونه الخليفة الطبيعي لبوش صديق.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد