Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/10/2008 G Issue 13181
الخميس 02 ذو القعدة 1429   العدد  13181
افتتاح معرض (كُنْ داعياً) نيابة عن أمير حائل وبحضور آل الشيخ
الأمير عبدالعزيز بن سعد: البصيرة سلاح مهم للداعي.. ولا أحد موكل بتكفير أو تذنيب أحد

حائل - عبدالعزيز العيادة ومتعب الضمادي

نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز نائب أمير منطقة حائل مساء أمس الأول الثلاثاء حفل افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمعرض وسائل الدعوة إلى الله (كن داعياً) الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في مركز الروشن للمعارض بمدينة حائل اعتباراً من اليوم وحتى الثامن من شهر ذي القعدة القادم 1429هـ.

وقد بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم قرأها الشيخ ياسر بن علي السويطي، ثم ألقى المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة حائل رئيس اللجنة الفرعية للمعرض الشيخ عبد الله بن صالح الحماد كلمة رحب في بدايتها بجميع الحضور الذين يشهدون هذا الحدث الدعوي المهم الذي يحمل شعاراً له دلالته ومعناه (كن داعياً) في نسخته العاشرة.

وقال: إن لكل أمة رسالة، ولكل دولة رؤية، ورسالتنا التي نتشرف بحملها إلى العالم الدعوة إلى دين الله الصحيح، ورؤيتنا في هذا الوطن المبارك التي يعلنها ولاة أمرنا في كل محفل، وعند كل مناسبة إنه لا عز للبشرية، ولا مجد للأمة، ولا أمن للوطن، ولا نصر على الأعداء إلا بالتزام منهج الإسلام الوسط: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} ومنهجنا في تبليغ رسالتنا وإيصال صوتنا.

وواصل قائلاً: الحوار والمطارحة، والدعوة والمناقشة بالحكمة والموعظة الحسنة يقودنا في هذا النهج اليوم علماء إجلاء وقادة عظماء، فها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحمل على عاتقه مهمة الدعوة والبيان ويطرح مشروعه العالمي المعروف (الحوار بين الأديان) برؤية إسلامية واعية، وحنكة ودراية ثاقبة ومدركة لتغيرات الزمن، وحركة التاريخ يطرحها فينصب العالم بأسره وتقرر هيئة الأمم المتحدة رسمياً عقد جلسة خاصة على مستوى قادة وزعماء العالم الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة في منتصف الشهر المقبل لمناقشة ومطارحة ومدارسة هذه المبادرة.

وأشار الشيخ عبد الله الحماد إلى أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر أساءت للإسلام وشوهت في أذهان البعض وأحرجت المسلمين عامة، وأهل هذه البلاد خاصة وزاد الأمر سوء العمليات الإرهابية أفسدت في هذه البلاد وفي غيرها، مبيناً أن وزارة الشؤون الإسلامية شاركت بالوقاية والحماية والتوعية أولاً، ثم العلاج والمواجهة جنباً إلى جنب مع مقام وزارة الداخلية والوزارات الأخرى ذات العلاقة المباشرة في هذا الموضوع الخطير والمهم.

ثم أضاف قائلاً: إننا نحن منسوبي وزارة الشؤون الإسلامية نثمن لرجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية جهوده وحثه لنا على بذل المزيد ونشكر له ثقته بنا وتذكيره لكل خطيب بأهمية دوره، وعظم مسؤوليته ومع اعترافنا بالتقصير فلقد بذل الفرع بذل جهوداً كبيرة في حث منسوبيه ومتابعتهم، بل محاسبة من يثبت تقصيره في القيام بمسؤوليته المناطة به إزاء الوقاية والتوعية بخطر هذه الفئة الضالة وعظم نعمة الأمن ووجوب المشاركة الإيجابية لاستقرار وأمن بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية وان مشاركة رجال الأمن البواسل في المواجهة والمناصحة واجب شرعي في عنق كل داعية وخطيب، بل هي واجب على الجميع.

ولفت رئيس اللجنة الدعوية للمعرض إلى أن من ضمن المنظومة المباركة من الأعمال النيرة التي تقوم بها وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد معارض (كن داعياً) التي يهدف إلى تعريف الجميع بوسائل الدعوة المختلفة، كما يبرز جهود المملكة في مجال الدعوة إلى الله ومنذ أن صدرت الموافقة على إقامة هذا المعرض بحائل وإدارة الفرع تعمل جاهدة ليل نهار وعلى قدم وساق في سبيل إنجاح هذه الاحتفالية الدعوية متخذين توجيهات سمو أمير المنطقة، وسمو نائبه، ومعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ نبراساً نتأسى به، ومناراً نسير على ضوئه.

وبيّن أن فعاليات المعرض متنوعة، فإضافة إلى المحاضرات الرئيسية لكبار العلماء، شهدت وتشهد جوامع ومساجد المنطقة ومؤسساتها التعليمية وأجهزتها الحكومية قرابة (2700) عمل دعوي تشمل الدروس والمحاضرات والدورات العلمية والكلمات الوعظية مركزين في موضوعاتها على أصول العقيدة، والتوحيد، والأمن الفكري والتحذير من الغلو والتكفير، ووجوب لزوم جماعة المسلمين، والتحذير من السحرة والكهنة ودعاوى الجاهلية، إضافة إلى أن برامج حلقات النقاش، ودورات تطوير الخطباء ومهارات العاملين في فرع الوزارة والإدارات المرتبطة به التي أصبحت جزءاً من أعمالنا الدعوية المصاحبة لهذا المعرض وكذا دعوة توعية الجاليات وتوعيتهم عبر الوسائل الشرعية المتاحة كالمجالس الحوارية والمسابقات المتنوعة والبرامج المتعددة.

وقال: إنه سعياً في توسيع دائرة الدعوة ورغبة في الاستفادة أكثر من التقنية الحديثة فقد تم تنظيم مسابقة الدعوة عبر الوسائط المتعددة لتكون المسابقة الرائدة والأولى من نوعها، حيث تخاطب الجميع برسالة الإسلام من خلال الوسائط المتعددة المرئية والمتحركة والثابتة الطبيعية والمنتجة، وأملنا أن يكون موقع المسابقة نافذة تساهم في تعريف العالم بمحاسن الإسلام وسماحته.

وفي نهاية كلمته عبّر الشيخ الحماد عن شكره لسمو أمير منطقة حائل، وسمو نائبه على وقفاتهما الدائمة وجهودهما المستمرة ودعمهما المتواصل للفرع، مثمناً مساندتهما ومتابعتهما لجميع خطوات الإعداد لهذا المعرض حتى وصل إلى ما ترون، كما أعرب عن شكره لمعالي الوزير، ولجميع مسؤولي الوزارة الذي كان لوقفتهم الصادقة ودعمهم اللا محدود أثره المباشر في نجاح هذا العمل التوعوي الرائع، وأزجي الشكر كذلك لكل من رعى ودعم هذا المعرض وفعالياته، مؤملاً أن يتحقق لهذا المعرض والفعاليات المصاحبة له الثمرة الذي تصبو لها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة الإرشاد التي جعلت نصب عينيها من إقامة مثل هذه الأنشطة الوصول إلى الجميع في جميع مناطق المملكة العربية السعودية ولن يتحقق ذلك إلا بتوفيق من الله أولاً ثم بالتشجيع والدعم والحضور والمشاركة طوال أيام المعرض والفعاليات المصاحبة له.

ثم ألقى عضو هيئة التدريس بجامعة حائل الدكتور عثمان بن صالح العامر كلمة المشاركين في المعرض أكد فيها أننا نحن في هذا الوطن المعطاء المملكة العربية السعودية وبقطاعاته التنموية الثلاث الحكومي، والخاص، والأهلي دعاة لله على منهج السلف الصالح هذا بماله، والآخر بجاهه، والثالث بقلمه، والرابع بلسانه، والخامس بجهده، والسادس بدعائه رجالاً ونساءً صفاً واحداً كأسنان المشط ومن لم يستطع خيلاً ولا ركاب فبقلبه ومشاركته الوجدانية.

بعد ذلك ألقى وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير رئيس اللجنة المنظمة للمعرض الشيخ أحمد بن عبد الله الصبان كلمة أشار في بدايتها إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد دأبت على تنظيم هذا المعرض بطريقة متخصصة محترفة ينافس كبريات المعارض، ونهدف من خلاله للتعريف بما تقوم به أجهزة الدولة الرسمية ومؤسساتها الأهلية في مجال الدعوة إلى الله منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه البررة (الملك سعود، والملك فيصل والملك خالد، والملك فهد - رحمهم الله جميعاً - ) وحتى هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله-.

وأوضح أن هذا المعرض تنقل بين مناطق المملكة العربية السعودية، فأقيم الأول في الدمام، والثاني في جدة، والثالث في الرياض، والرابع في القصيم، والخامس في المدينة المنورة، والسادس في أبها، والسابع في الجوف، والثامن في الطائف، والتاسع في جازان، حيث زارها أكثر من مليون ونصف زائر وزائرة من المواطنين والمقيمين، وبلغت المواد الدعوية التي عرضت ووزعت فيها أكثر من تسعة ملايين وسيلة دعوية، ودخل في الإسلام العشرات من غير المسلمين المقيمين في المملكة العربية السعودية على اختلاف جنسياتهم،، مشيراً إلى أن المشاركين في هذا المعرض العاشر في حائل (60) جهة حكومية وخيرية وأهلية، تعرض آلاف الوسائل الدعوية في أجنحتها.

وأكّد رئيس اللجنة المنظمة للمعرض أنه تتجلى في هذا المساء أروع صور التعاون بين أجهزة الدولة الرسمية ومؤسساتها الأهلية تحت سقف واحد تنثر خبراتها وابتكاراتها في مجال وسائل الدعوة إلى الله تعالى بما يتناسب مع معطيات العصر، وترسخ بهذه الوسائل منهج الوسطية والاعتدال في فهم الإسلام وتطبيقه وتنبذ كل وسيلة من وسائل الغلو والتطرف، وقال: ويسرني في هذه المناسبة أن أرفع أسمى آيات الشكر - بعد شكر الله تعالى - لمقام خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين ولصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن، ولسمو نائبه، ولمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على دعمهم ومؤازرته للدعوة إلى الله تعالى عموماً، ودعم ومساندة هذا المعرض خصوصاً، واستمراره، معلناً أن المعرض الحادي عشر ستنظمه الوزارة - إن شاء الله - في منطقة نجران.

واختتم الشيخ الصبان كلمته معبراً عن شكره للجهات المشاركة في هذا المعرض، والجهات الراعية والداعمة، ووسائل الإعلام التي غطت الحدث، وكافة الجهات الحكومية والأهلية التي أسهمت بفاعلية في إنجاح هذا المعرض فلهم منا جميعاً الشكر والتقدير ونسأل الله أن يكتب لهم الأجر، كما عبّر فضيلته عن شكره لأعضاء اللجنة المنظمة واللجان المتفرعة عنها الذين بذلوا قصارى جهدهم في إخراج المعرض في هذه الصور الرائعة، سائلاً الله تعالى أن يحفظ على بلادنا أمنها واستقرارها ورغد عيشها، وأن يرد كيد الكائدين وتربص المتربصين.

ثم ألقى معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ كلمة استهلها قائلاً: إني أحمد الله جل وعلا حمدا كثيرا متواترا على هذه النعمة وهي انطلاق هذه الدولة من دعوة فيما مضى وتأسيسها اليوم على دعوة صالحة، ولذا نص على الدعوة إلى الله في مضامين الدولة في النظام الأساسي للحكم، فدولتنا دولة دعوة إلى الله تعالى؛ لأنها دولة الشريعة الإسلامية، والشريعة أمرت بالخير والدعوة إليه، فله الحمد كثيراً أن هيا ذلك، وله الحمد كثيرا أن ثبتنا على ذلك.

واستطرد قائلاً: ثم إني لأشكر صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز راعي هذا المعرض على الحقيقة من أول يوم بدأت الفكرة وابتدأت الترتيبات فيه فكان متابعا للكليات وللتفصيلات، وكان بحق موجها في كل ما من سبيل إنجاز وإنجاح هذا المعرض، وهذا فرع عن اهتمام قيادتنا المباركة بهذه الوزارة أولا ثم بأنشطتها وأعمالها التي تهدف إلى الخير ثانيا.

وواصل معاليه قائلاً: إن شريعة الإسلام، ودين الله - عزّ وجلّ - لما بُعث به نبينا محمد - صلى الله عليه - وسلم أمر فيه بالدعوة إليه فقال: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ}، وقال: {ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، وخص نبيه ومن اتبعه بالدعوة فقال: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، وكل مؤمن يشرف بأن يكون نبعا للحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في الدين، وفي هذه المهمة بخصوصها، ولهذا تنافس الصحابة - رضوان الله عليهم - في بث هداية القرآن وبث الدعوة في العالم شرقه وغربه لماذا؟ لأنهم حملوا القرآن والله - جل وعلا - قال لهم بقوله لنبيه {فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} لذلك فهموا أن نشر الدعوة إلى الله من فرائض الله - جل وعلا .

وأضاف أنهم فتحوا البلاد لا بالسيف، ولا بالقتال وإنما فتحوا البلاد بفتح القلوب لهداية القرآن ولذلك تماسكت دولة الإسلام في أولها، وفيما شاء الله لأنها استمسكت بهذا الأصل الوثيق الذي يجتمع الناس عليه ولا بد للناس من ركن يجتمعون عليه، والركن لهذا الأمة وهو قدرها الذي قدر الله - جل وعلا - لها أن تستمسك بالقرآن وبهدايته، وبالشريعة الإسلامية وبتحكيمها، وبالدعوة إلى الله وبنشرها تتابع الخلفاء وتتابع الأئمة أئمة الإسلام في الدعوة إلى الله تعالى حتى قامت الدولة السعودية الأولى على يد الإمام الصالح المصلح محمد بن سعود - رحمه الله تعالى - مناصرا ً للدعوة السلفية التي نشرها الشيخ الإمام محمد بن عبدا لوهاب - رحم الله الجميع - فقامت الدولة على أساس متين من نصرة دين الله - جل وعلا - ونشر التوحيد - تحكيم السنّة، ورد البدع، والقيام بحق الله - جل وعلا - فاجتمع الناس في هذه الديار ما اجتمعوا، ثم لما قامت الدولة السعودية الثالثة على يد الإمام المصلح والملك الإمام عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود أقامها في وقت كان الناس فيه في حروب مختلفة، والناس يتلقون من هنا وهنا دساتير ومراكب فمنهم من اتجه إلى الشرق يطلب مرجعا وهداية، ومنهم من اتجه إلى الغرب يطلب مرجعا وهداية، لكنه أعلنها أن مرجعها وشعارها ورايتها (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فهكذا كان، وهكذا القدر، هكذا ارتفعت هذه البلاد اجتمعت وتآلفت قبائلها، وتآلف شمالها مع جنوبها، وتآلف شرقها مع غربها لأنهم التفوا على هداية واحدة تحت راية رجل حكيم وقائد قوي في دين الله - عزّ وجلّ - ثم تتابع أبناؤه على ذلك ينصرون دعوة الله، ويمثلون الإسلام خير تمثيل، ثم جاء هذا الزمان عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز - أيدهما الله - فأقاما ما قامت عليه هذه البلاد منذ توحيدها.

وأشار معالي وزير الشؤون الإسلامية إلى أن الظروف تتغير، والمعطيات تختلف، والأوليات تتغير، لكن الحقيقة واحدة، والطريق واحد، وقال: إن المؤمن الذي يعي الزمان، وأهله، ويعي التحديات المعاصرة يعلم أنه لا بد للدعوة من تطوير في وسائلها، من تطوير فيما تحتوي عليه من الأولويات، لا بد للدعوة من تطوير في عقول حامليها في وسائلها، في أسلوبها، في خطابها في كيفية التوصيل لأن الله - جل وعلا - قال في كتابه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ}، فالرسل اجتمعت على هداية واحدة، وعلى دين واحد والشرائع مختلفة وأيضا في الآيات أن الأساليب مختلفة لأن الناس الذين بعث إليهم كل نبي يختلفون فلهذا ان الدعوة إلى الله تتطلب في كل عصر تجديداً، وتتطلب في كل عصر محاور جديدة، وتتطلب في كل عصر ما يحبب الخالق - جل وعلا - إلى خلقه، ما يجعل الخلق يحبون خالقهم، ويطيعونه، ومن قصر في أسلوبه يجعل الناس يحبون خالقهم - جل وعلا - ويدينون له ويجعلونه - جل وعلا - هو المطاع، وهو الذي يذل له، وهو الذي يعبد حق العبادة إذا قصر الدعاة في ذلك فإن التقصير منهم والدين كامل لا شك في ذلك.

وقال معاليه: لذلك جاءت هذه المعارض، معارض وسائل الدعوة إلى الله وهذا المعرض (كن داعيا) في دورته العاشرة، في منطقة حائل، وفي مدينة حائل، في هذه المنطقة التي هي منطقة الرجال، منطقة التاريخ منطقة العلم، منطقة الأدب، منطقة الكرم بحق، وحقيقة فذلك احتفت وقتها بهذا المعرض لما نشهد من هذا الحضور الكبير، وهذا التفاعل من جميع الجهات من أمير المنطقة ونائبه إلى جميع المسؤولين في الدوائر، إلى جميع الناس تفاعلاً مع ذلك لأنهم أهل كرم ووفاء، وحب لقيادتهم، وحب لدينهم، وحب للدعوة، وحب لنشر الاعتدال، ولنشر الوسطية الذي هو من أهم أهداف هذا المعرض هذه المعارض حضرها أكثر من مليون ونصف في الدورات التسع ونطمح - إن شاء الله - أن يكون هذا المعرض محققاً لعدد من الناس يزورنه رجالا ونساءً مما يجعل هذا المعرض يحقق أهدافه.

وأبان معاليه أن من الأهداف التي تحققت في المعارض السابقة أن هذا المعرض يبين وسائل الدعوة إلى الله المختلفة، لأن من الناس من ينظر إلى أن وسائل الدعوة ربما تكون على صورة تقليدية، وربما تكون على صورة مما كان الناس يألفونه لكن المعرض هذا يهيئ ويرشد لوسائل جديدة تتنوع، فخطاب الرجل العاقل يختلف عن خطاب الشباب، وخطاب الرجال يختلف عن النساء، وخطاب الأسرة يختلف عن خطاب العامة، وهكذا فإن تنوع الوسائل بتنوع الأشخاص ومستوياتهم إن هذا من مقاصد هذه المعارض.

وشدد معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ على أن هذه المعارض حققت نشراً للوسطية والاعتدال فإن من يزور هذه المعارض يدرك الجهود الكبيرة والأعمال العظيمة، لهذه البلاد بجميع أجهزتها الرسمية والأهلية والخيرية التي تعمل في سبيل واحد وهو نشر هداية الله - جل وعلا - ولذلك لا مكان عندنا اليوم للمزايدة علينا في نشر الإسلام، لا مكان عندنا اليوم في من يقول اننا مقصرون في نشر الهداية، لكن لا بد أن نعمل ما نستطيع قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، وأن نتعاون على ذلك كبارا وصغارا، مؤسسات رسمية ومؤسسات أهلية لكي يكون الناس جميعاً يلتقون على نشر هداية وسطية معتدلة، وفهم للإسلام يجمع القلوب ولا يفرقها، نيسر ولا نعسر، نرد الغلو وننشر الاعتدال، نرى في الناس الخير، ولا نرى فيهم الشر، نرى أن هذه الأمة فيها عطاءات الخير، وفيها الإيجابيات في جميع القطاعات لا نرى فيها الشر، ولذلك من رأى الشر فإنما رآه بعينه، ومن رأي الخير فإنما رآه بقلبه.

وقال معاليه: إن هذه المعارض الدعوية تخدم أهدافا كثيرة، تحرك القلوب إلى انتشار الخير، والى من أراد الدعوة، وأراد نفع الإسلام، وأراد رفع راية الإسلام فهذا هو الطريق النبوي، وهذا هو الطريق السني، وهذا هو طريق العلماء، وهذا هو طريق دولة الإسلام - أيدها الله، ورفع لها منارا.

وكرر معالي الشيخ صالح آل الشيخ - في ختام كلمته - الشكر لراعي هذا الحفل لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد، ولجميع مسؤولي الجهات الرسمية في المنطقة، ولجميع أبناء هذه المنطقة، كما شكر معاليه جميع الجهات المتعاونة مع الوزارة والتي استجابت للدعوة وشاركت في هذا المعرض من المؤسسات الرسمية، والوزارات والهيئات، والمؤسسات الخيرية والأهلية.

ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد نائب أمير منطقة حائل كلمة سموه بالحفل قائلا: حقيقة لعلي أبدأ من حيث ما انتهى أخي معالي الوزير في شكر جميع القائمين، وأنا أعتقد هذا هو حقيقة مبدأ كل داعية حينما يرغب في تقديم دعواه يجب حقيقة أن يقدم شكره على الأقل للجميع بالإنصاف فشكرا لكل من ساهم حقيقة وعمل وكان العمل مضنيا فلهم منا الشكر الجزيل ونسأل الله أن يحتسب هذا العمل ضمن أعمالهم الصالحة.

وقال سموه: لقد حاولت أن أكتب لهذا المقام ما يليق به، فما وجدت أرقى وأفضل وأوضح من كلام الله عزّ وجلّ لقد قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إلى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقال: إننِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} إذا الجميع يتفق أن هذا هو مبدأ الدعوة فإذا اتفقنا على مبدأ الدعوة فإذاً ما هو المطلوب لتحقيقه، المطلوب لتحقيق هذا الهدف يرد في آية أخرى قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} إذا الله - عزّ وجلّ - اشترط البصيرة، البصيرة قبل الدعوة يجب أن يكون الداعي بصيرا، ويعلم ولديه حقيقة المخزون الكافي من قواعد الدعوة وأسلوب الدعوة، وكيفية الدعوة؟ ومثل ما تفضل أخي معالي الوزير ان الدعوة ربما تتغير من وقت إلى آخر، والجميع يعلم حينما أتى الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة المكرمة، وقال (والله يا عائشة لولا قومك حديثي إسلام لأمرت بهدم الكعبة وبنيتها من جديد)، إذا كان هناك أمر لإقامة حق معين لكن بما أن الناس حديثي إسلام فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ترك هذا الأمر مرجى إلى وقت يريده الله عزّ وجلّ وكان هذا الوقت فبالتالي الحمد لله على ما جعل.

وقال سموه إذا كيفية تحقيق هذه المبادئ أنا أعتقد أنها من أهم الخطوات حينما قال الله - عزّ وجلّ - : {ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، إذا في هذه الآية اشتراطات أربعة ألا وهي: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة هذا اشتراط إذا يجب وجود الحكمة في الدعوة، تليها الموعظة الحسنة إذا ما كل أي موعظة، يجب أن تكون هناك الموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن إذا هذا الاشتراط الثالث حينما نقر الأمرين السابقين المجادلة بالحسنى، إذا يبقى المهم بالأمر (ِانَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ).

ثم أضاف سموه قائلاً: ليس الناس موكلين أن يكفروا فلانا، أو يذنبوا فلانا، أو يجعلوا عنصرا دون عنصر، أو ربما تجمع دون تجمع، أو فئة دون فئة هذا الأمر مرجوع إلى الله عز وجل، إذاً، إذا اتفقنا على هذه النقاط الأربعة فبالتالي تكون النتيجة نأخذها حينما قال صلى الله عليه وسلم: (فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمرِ النعم) هذه المكافأة التي حقيقة ترجونها أجمعين، ونرجو الله - عزّ وجلّ - أن يجعلنا ممن ينال هذه المكافأة. ثم أوضح سموه بقوله حينما نقول الداعية أنا حقيقة أعدّ نفسي داعيا مثلما يعدُّ أي إنسان في هذه الصالة هو نفسه داعية، حينما يكون شخصا يمثل انتمائه لهذه العقيدة، بأحسن ما فيها وكلها حسن، ويطبق حدود الله - عزّ وجلّ - على نفسه ويقوم بما أمر به الله - عزّ وجلّ - ويجتنب عمّا نهاه فبالتالي أنا أعتقد سيكون هو عنوانا واضحا لكل داعية، نرجو أن يكون به خير ويؤتي منه خير، نأتي إلى حقيقة التشجيع حينما قال الله عز وجل: {وَسَارِعُواْ إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أعدت لِلْمُتَّقِينَ}، فنرجو أن ينالنا رحمة الله - عزّ وجلّ - ويكون كل أمر نقوم به هو حقيقة لوجه الله عز وجل.

وفي ختام كلمة سموه قال: لست بأكبركم سنا، ولا أكثركم علما وقد تركت المقامات لله - عزّ وجلّ - فإن أخطأت فمن نفسي - وأن أصبت فمن الله - عزّ وجلّ - وما أطلب إلا من الله - عزّ وجلّ - المغفرة ومنكم العذر وما اتكالي إلا على الله هو ولي وإليه المصير.

اثر ذلك قام سمو نائب أمير منطقة حائل بتكريم الجهات الراعية والداعمة للمعرض، وكذا الجهات المشاركة في المعرض ثم توجه سمو الأمير، ومعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ والضيوف إلى مقر المعرض، حيث تفضل سمو الأمير عبد العزيز بن سعد بقص الشريط معلنا افتتاح المعرض، ثم تجول في أجنحته المختلفة مستهلا الجولة بزيارة جناح وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.

وفي نهاية الجولة، أدلى صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبدالعزيز، ومعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ بتصريحات لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة، والمقروءة تحدثا فيها عن أهمية المعرض، ودوره في خدمة الدعوة إلى الله ونشر الدين الإسلامي عبر مختلف الوسائل الدعوية، مؤكدين أن هذا المعرض انعكاس للنهج الذي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ عهد المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- والمتمثل في الدعوة إلى الله على هدى وبصيرة من كتاب الله وسنّة رسوله - صلى الله عليه وسلم.

وقد حضر الحفل وكيل إمارة منطقة حائل الدكتور سعد بن حمود البقمي ووكيل الإمارة المساعد خلف بن علي الخلف ورئيس محاكم منطقة حائل الشيخ سلامة الجلعود وعدد من المسئولين والمشايخ وطلاب العلم وحشد كبير من المواطنين.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد