Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/10/2008 G Issue 13181
الخميس 02 ذو القعدة 1429   العدد  13181

هذرلوجيا
النبطي وش فيه؟!
سليمان الفليح

 

في لقاء مطوّل وثري أجراه الزميل محمد الفيصل مع الصديق الشاعر أحمد الصالح (مسافر) والذي من المحزن جداً أن ألتقيه لفترات متباعدة رغم ما بيننا من محبة متبادلة منذ خطواتنا الأولى في عالم الشعر واتخاذنا (تحديث) القصيدة نهجاً مع القلة من شعراء المنطقة مثل سعد الحميدين وإبراهيم العواجي ومحمد المنصور في المملكة، وعلي السبتي وخالد سعود الزيد وخليفة الوقيان ومحمد الفايز في الكويت، وقاسم حداد وعلوي الهاشمي وعلي الشرقاوي وعبدالحميد القائد في البحرين، وحبيب الصايغ وظبية خميس في الإمارات، أقول إن أحمد الصالح من رواد القصيدة الحديثة المتجاوزة في المنطقة رغم زهده بالأضواء والمهرجانات والاحتفالات وعلى الرغم من تأخرنا عن ركب القصيدة الحديثة في العالم العربي لعقد من الزمن حيث توهجت القصيدة الجديدة في الستينيات الميلادية والخمسينيات وبدأت إرهاصاتها الأولى في العراق في أواخر الأربعينيات حيث تنازع على الريادة الأولى لها عبدالوهاب البياتي ونازك الملائكة ولم يتنازل أحدهما عن الآخر حتى الموت على الرغم من أن هنالك شاعراً سعودياً كان يقيم في الزبير اسمه (محمود البريكان) لربما قد بدأ قبل الاثنين ولكنه زهد بالأضواء والصراعات ولربما لم ينشر ديواناً حتى رحل في السنوات الأخيرة وبطريقة بشعة إذ قتله مجموعة من اللصوص في العراق. وعلى الرغم من ادعاء الريادة الأولى للقصيدة الحديثة التي انطلقت في أواخر الأربعينيات وتنافس العمالقة على ريادتها إلا أن الرائد الحقيقي الأول لها هو الشاعر السعودي (محمد العواد) الذي كتبها في الثلاثينيات من القرن المنصرم ولكن لأنه لم يكن في دائرة الإعلام والضوء فقد (نهبها) غيره وادعاها له وعلينا أن نُعيد كتابة تاريخ الريادة الشعرية ونُعيد له حقه (السليب) حينما توفرت لنا الوسائل التي كانت متوفرة للآخرين.

ما علينا من ذلك كله لأن السبب الحقيقي لهذا الاستهلال الاستطرادي هو السؤال الذي وجهه الزميل محمد الفيصل للصديق الشاعر (مسافر) إذ قال له: هل لديك قصائد بالشعر النبطي؟! فأجاب (مسافر): (قليلة جداً، فعلى سبيل المثال سبق أن أهدى لي الدكتور عبدالله العثيمين ديوانه (نمونه) - شعر شعبي - فأرسلت له أبيات شكر بالشعر الشعبي ولم يسبق لي أن نشرت قصائد عامية ولكن في ديواني (قصائد في زمن السفر) هنالك قصائد عامية (شعر حر) وهذا الديوان الوحيد لي الذي يحتوي على شعر عامي).

* وبالطبع هذا السؤال والجواب عليه هما ما دعواني للكتابة عن موضوع الشعر وذلك لأنني أدرك وأعرف جيداً التعالي على الشعر النبطي من قبل بعض الزملاء الذين يكتبون القصيدة الفصحى، بل النظر إليه على أنه مؤامرة على الفصحى (ا.هـ.) لاسيما من قبل من لا يثقون بإبداعهم إن كان هنالك من إبداع لديهم!! أما الذين يثقون بإبداعهم مثل صديقنا الشاعر المبدع أحمد الصالح فإن الشعر الحقيقي لديهم هو شعر سواء كتب بالفصحى أو بالعامية، لذلك كتب ديوانه الآنف الذكر، والدليل على ما أقول هو أن أحمد شوقي أمير الشعراء قد كتب الشعر الشعبي بجانب شعره الفصيح (وما خجل) ولم يتحسس من شعر الشعب. والدليل على ذلك العشرات من قصائده الشعبية التي منها:

(النيل شأشأ وفاض

على سواد الخميله

لمح كلمح البياض

من العيون الكحيله

والليل سرح في الرياض

ادهم بغرّه جميلة)

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد