Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/10/2008 G Issue 13181
الخميس 02 ذو القعدة 1429   العدد  13181
إضاءات نفسية
د. محمد بن عبد العزيز اليوسف

زاوية تهتم بكل ما يتعلق بالطب النفسي والتنمية البشرية وتطوير الذات.. نستقبل كل أسئلتكم واقتراحاتكم.

دواء الزيبريكسا ومرض السكر

* السلام عليكم عندي سؤال أحب أن آخذ رأي الدكتور فيه. أنا عندي اكتئاب يذهب ويعود من فترة إلى فترة وقبل حوالي سنة عاودتني نوبة اكتئاب متوسط وذهبت لدكتور وصف لي علاجين هما بروزاك وزيبريكسا، أنا بصراحة الدواء الثاني سمعت أنه يسبب مرض السكر. هل هذا صحيح وكم من الوقت المفروض استعمله. وشكراً.

- ما تصفه أخي الكريم في الغالب هي نوبات اكتئاب عظمى (هكذا يطلق عليها طبيا) وهي بطبيعتها عبارة عن نوبات متكررة تأتي بأعراض مختلفة في شدتها من وقت لآخر. بالنسبة للدواء الذي تسأل عنه تحديدا وهو دواء الزيبريكسا ويطلق عليه علميا اسم

Olanzapine فهو أحد الأدوية المستخدمة لعلاج

أعراض الذهان التي تأتي أحيانا مصاحبة لنوبات الاكتئاب الشديدة كالهلوسة والشكوك مثلا واضطرابات التفكير التي تأتي مصاحبة لاشتداد أعراض نوبة الاكتئاب، ولذلك ففي العادة أن هذا الدواء يكتفي به لفترة معينة فقط وعندما يتحسن المزاج باستخدام دواء الاكتئاب الأساسي وهو في حالتك البروزاك فان الأعراض الذهانية المصاحبة في العادة تختفي خلال أقل من شهر في الكثير من الحالات وبذلك يتم الاستغناء عن الدواء المصاحب وهو الزيبريكسا.

أما بالنسبة للشق الآخر لسؤالك وهو إمكانية تسببه في الإصابة بالسكر ففي الحقيقة أن الكثير من الدراسات الخاصة بذلك تؤكد أن هذا الدواء يزيد بالفعل من احتمالات الإصابة بمرض السكر خصوصا عند الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لذلك، فعندما يوجد مثلا لك قريب من الدرجة الأولى كالأب أو الأم أو أحد الاخوة مصاب بمرض السكر فربما يكون من الأفضل اختيار بديل آخر لهذا الدواء، والعوامل المسببة لذلك متعددة منها أنه يسبب زيادة واضحة في الوزن ومعلوم أن زيادة الوزن هي أحد عوامل زيادة الخطورة للإصابة بالسكر، كما أنه يفتح الشهية للأكل بشكل عام والسكريات على وجه الخصوص، بالإضافة لتأثيره المباشر الثابت من خلال البحوث والدراسات على عمليات إحراق وتكسير السكر في الجسم وبالتالي التأثير على مستواه في الدم. ومع هذا كله فان الشخص الصحيح بدنيا والذي لا يوجد لديه عوامل خطورة عالية للإصابة بالسكر كالاستعداد الوراثي يمكنه استخدام هذا الدواء بشكل آمن ولا يمكن أن يتسبب وحده دون وجود عوامل أخرى مساعدة في الإصابة بهذا المرض بإذن الله تعالى.

أسأل الله لك العافية والشفاء التام.

نوبات الهلع Panic Attacks

سعادة الدكتور محمد اليوسف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

*أعاني من حالة لم أستطع تشخيصها. بعد أكل وجبة دسمة أو أكل بعض المواد الغذائية مثل الجزر أحس بحالة نفسية صعبة جدا أحس أني سأموت، أو لما أسمع خبر وفاة شخص أحس بضعف عام أو عندما يتحدث أحد في المسجد أو في أي مكان عن الموت أحس أن أجلي وصل. أرجو مساعدتي ولكم تحياتي.

- أخي العزيز كنت أتمنى أن توضح في رسالتك أكثر بخصوص طبيعة الأحاسيس الجسدية تحديدا التي تنتابك عند الشعور بهذه الحالات التي وصفتها. مثلا الشعور بكتمة شديدة في الصدر وصعوبة في التنفس مع سرعة في نبضات القلب وخدر أو تنميل في الأطراف بالإضافة لما ذكرته من شعور بالضعف العام. إذا كانت هذه الأحاسيس تنتابك بشكل مفاجئ وبالتالي يكون الهاجس التلقائي لك عندها أنك على وشك الموت، ورغم أن هذه النوبات تختفي بعد فترة إلا أنك تجد نفسك منشغلا باحتمالية ظهورها في أي وقت خصوصا كما ورد في رسالتك عندما تسمع أي خبر له علاقة بموضوع الموت. هذا الوصف هو الوصف المعتاد لما يسمى في الطب النفسي بنوبات الذعر أو الهلع Panic Attacks وهي كنوبات تصيب نسبة تصل إلى حوالي 80% من الناس على مر حياتهم على الأقل مرة واحدة لكن ليس بالضرورة أن تتحول إلى اضطراب نفسي حقيقي إلا إذا تحولت إلى هاجس يلاحق الشخص معظم الوقت وبالتالي يؤثر على حياته وسلوكه العام، عندها يكون من الأفضل بدلا من استمرار المعاناة أن يقوم الشخص بزيارة عيادة نفسية للحديث والتنفيس عن كل الهواجس المقلقة التي يعاني منها وهذا يسهم بدرجة كبيرة في تخفيف المعاناة ودعم الإنسان لتجاوزها.

بالنسبة لارتباط النوبات أحيانا بتناول وجبات دسمة أو أنواع معينة كالجزر فالتفسير الأقرب لذلك هو ما يشعر به الشخص عند تناول وجبة دسمة أو مواد صعبة المضغ كالجزر من إحساس بامتلاء المعدة والبطن، وهذا الإحساس الجسدي يكون كافيا أحيانا لاستدعاء وتحفيز باقي أعراض النوبة كالخفقان وصعوبة التنفس وتنميل الأطراف خصوصا مع ازدياد التركيز والانتباه منك على أي أحاسيس جسدية في الوقت الراهن نتيجة قلقك وتسلط هاجس هذه النوبات عليك. عموما نصيحتي لك أخي الكريم هي أن تزور عيادة نفسية لإجراء تقييم نفسي واضح ومتكامل لحالتك وتزويدك بالنصائح والإرشادات المطلوبة علما بأن حالات اضطراب الهلع (إن صح التشخيص) قابلة بدرجة كبيرة للشفاء التام مع الوقت واتباع الإرشادات المطلوبة، وهي بعكس ما يظنه البعض لا تتطور في العادة إلى اضطرابات نفسية أخطر. تحياتي لك

إضاءة : اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً.

دكتوراه في الطب النفسي كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي- الرياض


mohd829@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد