قال المحامي والمسشار القانوني الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن العبد اللطيف خلق الله تعالى البشر من ذكر وأنثى، ولأن ذلك قد يلتبس لسبب أو لآخر، تم بحث المسائل المتعلقة بالخنثى في أبواب الفقه الإسلامي منذ زمن بعيد، ونظراً لتطور العلوم فقد أصبح في مقدور العلم بيان حقيقة الجنس بأساليب متنوّعة، وهذا إيضاح للحقيقة وكشف لها وليس تغييراً، وبناءً عليه صدرت الفتاوى بجواز ذلك. وأضاف قائلاً: إن اتضاح جنس الشخص على الحقيقة يؤدي إلى حصوله على جميع الحقوق الخاصة بجنسه، كما يؤدي إلى ترتب الالتزامات الخاصة بذلك أيضاً، وهذا مقرر لدى العلماء في ميراث الخنثى، ولذا فإن اتضاح الجنس منذ البداية أو الطفولة المبكرة يجنب الوقوع في كثير من المشاكل الشرعية والقانونية ويحفظ الحقوق، بينما تأخر ذلك ربما عقد الأمر، وأدى إلى صعوبة تعديل الحال.
وتابع المحامي العبد اللطيف قائلاً: تتعدد الأحكام الخاصة بالرجال وكذلك النساء في جوانب الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج، كما أن الالتزامات المالية في النفقة والمهر وغيرها تختلف بين الرجال والنساء وفي أحكام النكاح المرأة لا تزوج نفسها بخلاف الرجل إلى غير ذلك من الأحكام التي لا مجال لتفصيلها وتعدادها هنا، وهي معلومة لكثير من الناس.
وأشار الدكتور العبد اللطيف أن المصحح جنسياً خصوصاً عند تقدمه في العمر، يجد معاناة شديدة على جميع الأصعدة، إذ إن التكيّف مع الوضع الجديد المختلف كلياً عن الوضع السابق أمر صعب، وخصوصاً في مجتمعنا المحافظ على دينه وتقاليده الأصيلة، وهذه المعاناة مع نفسه ومجتمعه ومع الأجهزة الحكومية، تستدعي المساندة التي تمكّنه من أن يكون عضواً فاعلاً في المجتمع، بدل أن يكون عالة على نفسه ومن حوله، ولهذا فإن على الجهات المختصة، خصوصاً وزارة الشئون الاجتماعية دراسة هذه الحالات وما يجب تجاهها، مع الأخذ بعين الاعتبار تزايد أعدادها، وفي حال الوعي الكامل من المجتمع، فربما يكون العدد أكبر بكثير مما ظهر حالياً، ولعل إنشاء الجمعية الخيرية خطوة جيدة لإيجاد الدعم والمساندة تجاه أعضاء في مجتمعنا، هم من أبنائنا وبناتنا، يحتاجون لتقديم العون لهم.
واختتم المستشار العبد اللطيف بالقول: أنعم الله جلَّ وعلا علينا بنعم عظيمة في أنفسنا ومجتمعنا وبلدنا، ومن طبع كثير من البشر نسيان النعم التي هم فيها، والتطلع إلى ما لدى الآخرين، يقول تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} ومع أن الحياة لا تخلو من مصاعب ومصائب، لأنها دار اختبار وابتلاء، ولكننا إذا نظرنا إلى حجم النعم التي نعيش فيها حملنا ذلك على الشكر، وهو ما يؤدى إلى زيادة النعم {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}.