Al Jazirah NewsPaper Wednesday  05/11/2008 G Issue 13187
الاربعاء 07 ذو القعدة 1429   العدد  13187
علاقات استراتيجية ثابتة

العلاقات السعودية الأمريكية علاقات استراتيجية، فلقد بدأت قوية واستمرت كذلك. وبغض النظر عمن يشغل البيت الأبيض ومؤسسات أمريكا السياسية الأخرى فإن هذه العلاقات مبنية على أسس متينة، وقائمة على مفهوم مؤسساتي لا يتأثر بتغير الحكام. ويشهد الرؤساء الأمريكيون بأهمية المملكة كدولة كبيرة في العالم، ويشهدون أيضاً لها باهتمامها باستقرار العالم سياسياً واقتصادياً؛ ولذلك فإن كل من يصل إلى البيت الأبيض يضع في أولويات سياسته الخارجية تعزيز علاقات أمريكا بالمملكة، بل ويعتبر ذلك من أبرز إنجازاته التاريخية. هذه العلاقات التي أسس لها اللقاء التاريخي بين الملك عبد العزيز - رحمه الله - والرئيس الأمريكي الراحل روزفلت على البارجة كونسي عام 1945م، تطورت عبر الزيارات المختلفة بين قيادة البلدين على مدار عقود. وجرى خلال تلك الزيارات توقيع اتفاقيات شملت مختلف المجالات.

وما من شك في أن العلاقات بين البلدين تأثرت سلباً في بعض المراحل، إلا أن الأمور تعود إلى نصابها بفعل روابط الصداقة والثقة المتبادلة بين البلدين، فعلى سبيل المثال كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 مؤثرة سلباً في العلاقة بين المملكة وأمريكا، بسبب سياسة المحافظين الجدد القاصرة، مدعومين بإعلام صهيوني متعاطف مع إسرائيل، ولكن الأحداث أثبتت أن المملكة ليس فقط ضحية من ضحايا الإرهاب، ولكنها أيضاً رقم مهم في مكافحة هذه الظاهرة الدولية الخطيرة.

وليس هذا فحسب، وخارج حدود العلاقات بين البلدين، فإن المملكة ظلت في مقدمة المنادين والمبادرين لحل صراعات المنطقة والعالم، والمبشرين بحوار حضاري بين الشعوب، إيماناً منها بأن الحوار مع الآخرين خير سبيل من أجل التفاهم والتعايش. وفي هذا الإطار سيزور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال الأيام القادمة الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في مؤتمر حول حوار الأديان، استمراراً لحرصه الدائم على تحقيق التفاهم بين الحضارات والشعوب، فضلاً عن مشاركته في قمة العشرين حول الأزمة المالية العالمية.

كما يعلم الجميع أن المملكة أطلقت مبادرات عدة لحل كثير من الصراعات في الشرق الأوسط، ولعل أبرزها مبادرة الملك عبد الله لتحقيق السلام في الشرق الأوسط التي تبنتها الدول العربية كافة في مؤتمر القمة في بيروت. كذلك حرصت المملكة دائماً على الحفاظ على أسعار النفط في حدود المعقول والمقبول من قِبل المستوردين والمصدرين؛ لحماية الأسواق العالمية من التقلبات الاقتصادية الكبيرة، ولم تنظر إلى النفط من منظور احتكاري همه زيادة الأسعار دون كابح، ودون اهتمام بمصالح المشترين.

هذه المبادئ التي تسير عليها المملكة منحتها كلمة دولية مسموعة؛ الأمر الذي جعل مختلف دول العالم تحرص على توثيق علاقاتها بها، وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة التي انتخبت قبل ساعات رئيسها الجديد!










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد