Al Jazirah NewsPaper Friday  07/11/2008 G Issue 13189
الجمعة 09 ذو القعدة 1429   العدد  13189
البعض يرى انتصاره هدنة سلام أمريكية مؤقتة.. وآخرون يرون أنه لا جديد
الانتخابات الأمريكية تلقي بظلالها على الشارع السعودي

الرياض - منيرة المشخص

انتظار، ترقب، متابعة مستمرة، تقليب التلفزيون للبحث عن أفضل قناة فضائية من الممكن أن تغطي الحدث من كافة جوانبه، لا يهم إذا كان يعرف الإنجليزية أم لا, الذي يهم أن تلك القناة لا تفوت شاردة ولا واردة إلا وتطرقت إليها، ويحاول التقاط كلمة أو جملة يترجمها بحسب معرفته باللغة.. بحسب ظنه الكثير أصبح محللاً سياسياً وقارئاً للشارع السياسي، هذا هو وبكل بساطة الشارع السعودي الذي هو بطبيعة الحال متشابه مع بقية الدول الأخرى، خاصة العربية؛ فالأغلبية تقريباً أصبح لهم اهتمام واسع بالانتخابات الأمريكية ومن سيفوز، هل هو باراك أوباما أو جون ماكين؟ هل سينتصر العرق الملون أم أن الغلبة ستكون كما هو معتاد للعرق الأبيض؟ لكنهم تنفسوا الصعداء عندما أعلنت النتائج النهائية وفاز أوباما بسدة الحكم لأول مرة منذ قيام الولايات المتحدث الأمريكية. رئيسهم الـ44 يبلغ من العمر 46 عاماً، من أصول إسلامية إفريقية، عاش جزءاً ليس بالقليل من حياته في إندونيسيا، البعض اعتبرها انتصاراً للشباب، والأهم للديمقراطية وحرية الشعوب التي طالما تغنت بها أمريكا ولم يشاهدوها أبداً، بل اعتبروها بلداً عنصرياً مهما حاولوا إظهار عكس ذلك، فرفضهم لتولي رجلاً أسود لمنصب الرئاسة هو بحد ذاته أكبر تعصب عرقي.

الجزيرة استجلت آراء بعض الذين تابعوا الانتخابات الحالية أو الذين يتابعونها منذ سنوات طويلة، وخرجت منهم بهذه الحصيلة:

تحدث إلينا بداية منصور عبد العزيز (يتولى منصباً إدارياً في إحدى الوزارات)، فقال: حقيقة انتظرت حتى الساعة الثامنة والنصف صباحاً لمعرفة من سيفوز. وأضاف منصور صراحة: لقد اعتدت على متابعة الانتخابات الأمريكية منذ زمن طويل، وإن كنت أعلم مسبقاً أنه لا جديد سيأتي من أي رئيس أمريكي حتى لو ذكر خلال حملته الانتخابية عكس ذلك. تركي السريع (موظف في أحد المستشفيات الحكومية) أوضح خلال حديثه أنه بدأ يتابع الانتخابات الحالية منذ أكثر من شهر، خاصة عندما لاحظ تقدم أوباما على منافسه ماكين. وأضاف تركي: حصول باراك على المنصب الرئاسي في أمريكا هو تطبيق وانتصار فعلي للديمقراطية التي طالما تغنت بها أمريكا منذ عقود طويلة ولم نشاهدها على أرض الواقع، وأعني به عدم عنصريتها. ويواصل تركي السريع: حقيقة نحن لا ننتظر كشعوب عربية الشيء الكثير من الرئيس الجديد, فلو عدنا إلى تاريخ كل واحد تولى الرئاسة لوجدناه يقول شيئاً ويطبق شيئاً آخر؛ لذا لن نفاجأ عندما نجد أوباما صورة طبق الأصل من بوش الابن؛ فزعماء أمريكا وبالرغم من أنهم قوة مؤثرة عالمياً لكننا نجدهم يغيرون مبادئهم وقناعاتهم بمقدار مائة وثمانين درجة عندما يصطدمون باللوبي الصهيوني المسيطر على السياسة الأمريكية. علي الشهري (مدير في أحد الأقسام الحكومية) قال: تابعت الموضوع منذ قرابة الشهر لأننا لاحظنا أن الإعلام سلط الأضواء عليه بكثرة في الآونة الأخيرة، معلناً بدء العد التنازلي لتسمية الرئيس الأمريكي. وللشهري وجهة نظر حول تأييده لأوباما قائلاً: الأغلبية تمنت فوز أوباما لأنه، وبحسب ما قيل، من أصل مسلم وإفريقي، ونحن نعلم ما وجهه ومازال يوجهه الملونون في أمريكا من اضطهاد مستمر خاصة في تولي المناصب المهمة في الدولة. وأردف علي: كذلك، ومن خلال الخطاب الذي ألقاه بعد فوزه، لا حظنا تركيزه على السياسة الداخلية لبلده، وبصراحة أعتبرها بشرى خير لأنهم سينشغلون عنا كعرب ومسلمين؛ فقد عانت دول كثيرة من أمريكا دون سبب واضح؛ فنحن ننتظر أن تنسحب القوات الأمريكية من العراق كما سمعنا من خلال خطابه عندما قال هناك آباء يشتاق إليهم أبناؤهم، يقصد بعودة الجنود الذين في الخارج إلى بلادهم. فاطمة العبد الهادي (مديرة في أحد القطاعات الخاصة) تحدثت لنا وهي تضحك قائلة: بصراحة أنا متابعة جيدة للانتخابات الأمريكية منذ فترة بعيدة، وقد حضرت إلى العمل بعد إعلان النتائج، حيث سهرت طوال الليل بانتظارها، وفرحت كثيراً وشعرت بأن معنوياتي مرتفعة عندما فاز أوباما؛ فهو إفريقي وشاب، وهذه عوامل أعتبرها مؤشراً جيداً لتغير السياسة الأمريكية مستقبلاً. دولة العشي (موظفة في أحد المستشفيات الحكومية) تحدثت لها وكانت تتابع الخطاب التاريخي، كما وصفته لأوباما، وبينت وجهة نظرها حول الانتخابات الأمريكية بشكل عام بقولها: أنا أصلاً متابعة لها منذ الثمانينيات الميلادية، وهي حديث مجالسنا كل أربعة أعوام، وهذا العام عندما ذهبت إلى العمل وجدت الموظفات غير العربيات خاصة يتبادلن التهاني لفوزه. وكان للعشي وجهة نظر حول ذلك فقالت: أعتبر فوز باراك بمثابة هدنة أمريكية مع العالم، خاصة الإسلامي؛ فهو إفريقي، ومحاولة لعمل مصالحة مع الشعوب الأخرى من جراء ما قام به بوش الابن مع الكثير من الدول، خاصة العربية والإسلامية؛ فالعالم كله مقشعر بدنه من الذي فعلته أمريكا وستستمر الهدنة أربع سنوات، ولن يعاود التجديد لأوباما، وسيأتي بعده رئيس نسخة مثيلة لبوش الابن، وسيظل أربع سنوات وبعدها ستتولى امرأة الرئاسة الأمريكية لعمل هدنة أخرى مماثلة، وهكذا دواليك. وتضيف دولة: فوز باراك أوباما بالرئاسة الأمريكية يعيد للعالم ذكر مارتن لوثر، ذلك السياسي الأسود الذي طالب بمقاومة العنصرية منذ 40 عاماً وقُتل بسببها.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد