Al Jazirah NewsPaper Friday  07/11/2008 G Issue 13189
الجمعة 09 ذو القعدة 1429   العدد  13189
العنصرية.. قد تزداد حدة

لم تكن مكافحة العنصرية في أمريكا سهلة في يوم من الأيام، فلقد كانت شاقة وممتدة نحو قرن ونصف القرن من الزمان، إذ بدأت أولى خطواتها عام 1862م عندما أعلن الرئيس إبراهام لينكولن عن تحرير السود في الولايات الجنوبية، وتبعه بعد سنوات تعديلات في الدستور تلغي العبوية، وتؤكد مساواة الجميع أمام القانون باختلاف ألوانهم وأعراقهم، ولكن ذلك كان حبرا على ورق إلى أن نال السود حقوقهم في التصويت في خمسينيات القرن الماضي، ثم جاءت بعد نصف قرن الخطوة الكبرى بفوز رجل أسود بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية!.

ولا شك أن فوز باراك حسين أوباما بالانتخابات الرئاسية يعتبر خطوة جبارة في طريق التخلص من التمييز العنصري في أمريكا. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر!.

إذ إن عددا من الخبراء والمتابعين يبدي مخاوف من حدوث ردة فعل عنصرية عنيفة من قبل الجماعات المؤمنة بأسطورة تفوق العرق الأبيض.

حتى إن بعض العناوين الصحفية في أمريكا أشارت إلى هذه المسألة قبل انتخاب أوباما بقولها: إن احتمالية انتخابه رئيسا لأمريكا قد يفجر الأوضاع ويزيد من مشكلة العنصرية!. وبالفعل، فإن مؤشرات ردة الفعل هذه بدأت قبل انتخاب أوباما عندما أعلن في غضون أشهر عن إحباط محاولتين لاغتياله لأسباب عنصرية، ليس هو فحسب وإنما أيضاً قتل أكبر عدد ممكن من السود في مقره الانتخابي!.

ولذلك فإنه ليس الاقتصاد وليس الحرب في العراق، أو غيرها من القضايا ستكون القضية الأولى في الداخل الأمريكي، وإنما قضية العنصرية نفسها!.

إيرل هاتشينسون وهو أحد علماء الاجتماع السياسي وقد ألف مؤخرا كتابا حول العنصرية والانتخابات الرئاسية قال إنه وإن كان ثمة قبول لوصول أسود للبيت الأبيض، إلا أن الأوضاع العنصرية لم تتغير، وهناك صورة نمطية مسيطرة في الشارع الأمريكي تجاه الملونين.

بل إن أحد المهتمين وصف فوز أوباما بأنه (سلاح دمار شامل)، لما يتوقعه من ردة فعل اجتماعية عنيفة من قبل المعارضين لفكرة أن يحكم أمريكا رجل أسود!.. أو حتى نصف أسود!.

ولذلك، فإن قدرة أوباما على إدارة الحكم في أمريكا ستكون عاملا حاسما في مكافحة العنصرية، لأن فشله في حل قضايا أولئك الذين انتخبوه والذين لم ينتخبوه أيضا، قد يعني عودة إلى الوراء بالنسبة للسود في أمريكا، أما نجاحه فسيعني خطوة أخرى كبيرة نحو الأمام قد لا تكون أقل أهمية من فوزه في الانتخابات!.






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد