Al Jazirah NewsPaper Friday  07/11/2008 G Issue 13189
الجمعة 09 ذو القعدة 1429   العدد  13189
مؤكدين أن القضايا العربية ليست ضمن أولوياته
خبراء: أوباما لن يغير الاستراتيجية الأمريكية تجاه العالم

القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد حسين

وضعت الانتخابات الأمريكية أوزارها وأعلن رسمياً فوز المرشح الديمقراطي باراك حسين أوباما بمنصب الرئيس الـ44 في تاريخ البيت الأبيض، وهدأت حالة القلق والترقب التي سادت العالم كله خاصة المنطقة العربية المتعاطفة شعبياً وإعلامياً مع المرشح ذي الأصول الإفريقية والإسلامية خاصة أن الكثيرين في العالم العربي يعتقدون أنَّ مُجرد وصول أوباما إلى البيت الأبيض سيكون أفضل من أن يبقى الجمهوريون في الحكم تعاطفا تارة ونكاية في الجمهوريين تارة ولكن السؤال المهم الآن: هل أوباما هو الرئيس الأفضل للمنطقة العربية والجواب من الخبراء والمحللين السياسيين كان يشير بوضوح إلى أن ما حدث في أمريكا يؤكد أن التغيير قادم وأن مشاريع الجمهوريين الداخلية والخارجية قد سقطت وأن خروج القوات الأمريكية من العراق بات ممكناً ولكنهم حذّروا من الإفراط في السعادة بفوزه لأنه في النهاية جزء من السياسة الأمريكية الخارجية وهو مؤمن بأمن إسرائيل ومساند وداعم لها، مشددين على ضرورة أن يكون للعرب مشاريعهم السياسية والاستراتيجية دون التعويل على الخارج أياً كان شكله أو توجهه الأيديولوجي وذهب بعض الخبراء إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يرى أن ميل العرب نحو أوباما أكثر من ماكين هو إدراك مذهل في سذاجته للسياسات التي اعتمدها المرشحان وبخاصة تلك المتعلقة بفلسطين والعراق والسودان وسوريا وإيران.

البداية من الدكتورة منار الشوربجي مديرة مركز الدراسات الأمريكية بالجامعة الأمريكية في القاهرة التي توضح أن مواقف أوباما المعلنة وطريقة إدارته لحملته الانتخابية ترشحه لأن يكون كأي رئيس ديمقراطي سبقه فلا مانع عنده من أن تظل سياسة بلاده ذات طابع (إمبراطوري) في الخارج وإن أدارها بشكل مختلف بالقطع عن الجمهوريين، بينما يسعى داخليًا للبقاء في منصبه في أمريكا (المحافظة) بما يعنيه ذلك من تقديم تنازلات مختلفة لقوى اليمين الأمريكي.

وأشارت إلى أن الذكاء السياسي لأوباما كان سبباً في فوزه فهو أدرك أن قطاعات واسعة تريد ليس فقط التغيير في السياسات وإنما في طريقة صنعها أصلاً فتعهد بأن يسعى للحد من الصراع السياسي في واشنطن والقضاء على الاستقطاب السياسي الذي يشل البلاد وعلى ذلك فإن استخدام أوباما تلك الأساليب نفسها يطرح تساؤلات عميقة بشأن قدرته فعلا على الخروج من أسرها في بعد فوزه.

وتلفت الشوربجي النظر إلى أن الأخطر هو استعداد أوباما التام واللا محدود لأن ينحني أمام أية عاصفة لئلا تؤثر على مستقبله السياسي ففي أثناء الحملة مثلا كان أوباما مستعدا على الدوام للتخلي عن عدد من الشخصيات والرموز التي تعرضت للانتقاد.

الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات يرى أن أوباما كذبة كبرى أراد بها صناع السياسات في الولايات المتحدة (اللوبيات) غسيل وجه أمريكا الذي شوهه بوش الابن وما حدث لا يزيد عن كونه تجديداً شكلياً للإيحاء بأن هناك أمريكا جديدة قد ولدت من رحم الأزمات السابقة.

وأشار سيد أحمد إلى أن كذبة أوباما سوف تنجلي عما قريب عن شكل السياسات الاستراتيجية الأمريكية التي قد يحدث فيها تحور شكلي ولكن لن يحدث فيها تحول استراتيجي فيما يخص العرب والمسلمين.

وأضاف مدير مركز يافا أن فوز أوباما لن يفيد العرب من قريب أو بعيد في قضاياهم ومطلوب من العرب وضع مشاريع قوية حتى يجبروا أوباما وغيره على النظر إلى قضاياهم بطريقة مثلى.

وبالنسبة لتأثير فوز أوباما على تأخير الحل العسكري ضد سوريا وإيران قال سيد أحمد: إن عدم استخدام الحلول العسكرية ضد سوريا وإيران سببه حسابات العسكرية الأمريكية وليس فوز أوباما حيث إن إقدام أمريكا على ضرب إيران سوف يكلفها المزيد من الخسائر كما حدث في العراق وربما بطريقة أكثر.

وخلص سيد أحمد إلى أن أوباما سوف يغير من أساليب السياسات وطرق تنفيذها ولكنه سوف يبقى على الأهداف الاستراتيجية الأمريكية.

فيما اعتبر الدكتور وحيد عبد المجيد مساعد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن سياسات أوباما تجاه الشرق الأوسط لم تتضح بعد وأن كل ما قاله مجرد رسائل وتكتيكات انتخابية وأضاف عبد المجيد أن أوباما كغيره من رؤساء الولايات المتحدة ملتزم بأمن إسرائيل، مشيراً إلى أن النقطة الأهم في هذه المسألة هي الأدوات التي سيستخدمها للوفاء بالتزامه، وإن كان هذا الالتزام لا يفرض عليه ارتداء القبعة اليهودية وأضاف عبد المجيد أنه لا يجزم بكون أوباما الأصلح للمنطقة العربية فهو مثله مثل غيره له عيوبه ومميزاته لكنه اختيار شاب أسود مهاجر وليس من أصل أمريكي هو نموذج للعالم لا بد أن نحتذي به.

وأعربت الدكتور هالة مصطفى رئيس تحرير مجلة الديمقراطية عن دهشتها للسعادة في الشارع العربي لفوز أوباما في حين إنه لم يهتم بالعرب بشكل خاص كما أنه لا يضع في قمة أولوياته ولا آخرها القضايا العربية وفسرت التعاطف العربي مع أوباما بأنه جاء كرها في سياسة بوش الذي يعتبر جون ماكين المرشح الجمهوري امتدادا له وشددت هالة مصطفى على ضرورة أن يستخدم العرب الدبلوماسية المطلقة التي يعتمد عليها أوباما حيث إن اللغة التي يستخدمها هي لغة بعيدة عن الصدامية، وهذا الأسلوب لا بد أن يتبعه العرب.

وعن توقعاتها للمناخ السياسي قالت الدكتورة الدبلوماسية والهدوء ستسودان الأيام القادمة فأوباما صاحب اتجاه مختلف في خطاباته التي كان يلقيها في جولاته الانتخابية والتي تنبئ بسياسة جديدة متبعة تعتمد على دبلوماسية الحوار والبعد عن العنف والصدام وعن زيارته وتأييده المطلق لإسرائيل قالت هالة مصطفى ان تصريحات أوباما في إسرائيل تعبر عن خط الحزب الديمقراطي فيما يتعلق بالشرق الأوسط موضحة في هذا الشأن أن سياسة أوباما لن تختلف كثيراً عن سياسة سابقيه إلا في التفاصيل.

فيما أكد الدكتور عصام العريان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين أنه لا يرى أن أوباما هو الأصلح للقضية الفلسطينية رغم ما ظهر من الفلسطينيين أنفسهم الذين دعوا الأمريكيين على شبكة الإنترنت إلى التصويت لأوباما، مؤكدا أنه لابد أن نعتمد على أنفسنا في حل قضايانا العربية وأضاف أن سياسات أمريكا أياً كان شكل الإدارة التي تحكم البيت الأبيض تعمل لصالح إسرائيل ولا اعتقد أن هناك رئيساً أمريكيا يمكنه فعل ذلك وقد وضح منذ البداية أن كلا المتنافسين يختلفان في كل شيء ويتفقان على تأييد ودعم إسرائيل.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد