Al Jazirah NewsPaper Friday  07/11/2008 G Issue 13189
الجمعة 09 ذو القعدة 1429   العدد  13189
أوباما.. أهنئك.. وأخشى عليك
عثمان بن عبدالمحسن العبدالكريم المعمر

قلة هم أولئك الذين لم يشهدهم قطار الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكنت من الذين يخشون أن تتغير نتائج هذه الانتخابات في اللحظة الأخيرة ولا يفوز بها الأجدر، لكن أمريكا قالت كلمتها مدوية هذه المرة للتغير والإصلاح وترميم ما يمكن ترميمه من التركة الثقيلة التي سوف يورثها بوش لأوباما، ورأينا تطبيقاً عملياً للديمقراطية الحقة، وبزغ فجر جديد في أمريكا، حيث لم يكن لأحد أن يتخيل أو يصدق حتى عهد قريب وصول رجل من ذوي البشرة السمراء ويوصم بأنه من أصول إسلامية إلى سدة رئاسة أعظم دولة في العالم ولها تاريخ طويل في اضطهاد واحتقار السود من أبنائها ووصمهم بالغباء. حقاً لقد أثبتت أمريكا أنها أم الديمقراطيات في العالم. عندما كنت أدرس في الولايات المتحدة الأمريكية كنت دائماً ما أقول للأمريكان إنني أغبطكم لأنكم شعب عملي لا تتركون مجالاً لأحد في بلدكم يريد شق طريقه في الحياة إلا ويسرتم له السبل لتحقيق تطلعاته، وإذا انسد أمامه طريق تُفتح له طرق أخرى للنجاح، وهذا ما حقق لبلادكم التقدم العلمي والتقني، وبززتم أقارنكم الأوروبيين وتجاوزتموهم وفزتم بقصب السبق عليهم؛ لأنهم ما زالوا حبيسي البيروقراطية والإتيكيت، أما فيما يتعلق ببلدان العالم الثالث أو العالم النامي فهم لم يتجاوزوا بعد مرحلة الحبو إلا في القشور والمظاهر التي لا تسمن ولا تغني من جوع. حقاً لقد قال الشعب الأمريكي كلمته في مظهر أثار إعجاب العالم ولفت انتباهه إلى عظمة الديمقراطية الأمريكية، ومع إعجابي بشخصية الرئيس أوباما وكرزميته إلا أنني لا أستطيع أن أتمالك نفسي من القلق والخوف عليه، خوف عليه أولاً من عبء التركة الثقيلة التي سوف يتركها له سلفه في كل مناحي الحياة، وقلق عليه ثانياً من أن تدبر له مكيدة من جهات أمريكية متنفذة تتأبط شراً بكل رئيس قوي، ولاسيما إذا كان من أصول غير آرية وموصوم بأنه ذو أصول إسلامية. أوباما.. أهنئك مرة أخرى، وكان الله في عونك.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد