Al Jazirah NewsPaper Friday  07/11/2008 G Issue 13189
الجمعة 09 ذو القعدة 1429   العدد  13189
نبض المداد
أمطرنا بفضل الله ورحمته
أحمد بن محمد الجردان

ها هي الأرض قد اهتزت وربت ودبت فيها الحياة من جديد فصرنا نرى اثر رحمة الله مباشرة بعد نزول المطر في أنفسنا قبل الأرض التي نمشي عليها، وهو اثر كله روعة وجمال ونضارة وفيه آيات بينات يرى فيها العقلاء شاهداً حياً يشهد بقدرته جل وعلا على إحياء الأرض بعد موتها، ويثبت لمن أنكر البعث أن الله سيبعث كل الناس بعد موتهم قال تعالى {فَانظُرْ إلى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

يا لها من رحمة عظيمة عندما نرى ذلك العناق الحار بين قطرة المطر الطاهرة والأرض العطشى!!، إنها رحمة من رحمات الله التي وسعت كل شيء!!، ها هو المطر به تنتشر الرحمة وبه يزول القنوط من تلك النفوس التي خبت فيها جذوة الإيمان وذبلت في رحابها شجرته المباركة وإلا فالمؤمن لا يقنط من رحمة الله بل هو في رخائه بين جناحي الرجاء والخوف وحال ضرائه يرجح الرجاء على الخوف إنه الأمل بالله جل وعلا!!.

حينما نركض مرددين (أمطرنا بفضل الله ورحمته) ونحن فرحون بعطاء الله الذي أنزل علينا السماء غيثا مدرارا لا يركض فرحا به الفقراء فقط بل يركض فرحا به الناس أجمعين كبيرهم وصغيرهم، غنيهم وفقيرهم، لا لشيء إلا لأن المطر بشرى وحياة ونماء ورخاء وعطاء من الله لا يمكن أن تحجبه قوى البشر عن ضعيفهم ليفرح به وحده بل هو عطاء من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء!!.

حري بنا أن نشكر المنعم جل وعلا الذي أنزل علينا رحمة من رحماته وذلك بأن لا نجعل هذه النعمة سببا لمعصيته، وحري بنا أيضاً أن نسأله المزيد من فضله من خلال شكره فبالشكر تدوم النعم فمن الناس من يبارز الله بمعصيته بعد أن أكرمنا الله بهذه الأمطار تجده يعصي الله بترك الصلاة أو بتأخيرها خلال نزهاته البرية، وكذلك بتبرج بعض النساء وخصوصا في البراري قرب مخيمات أهلهن إضافة إلى تعمد البعض تصوير النساء وهن غافلات بحجة تصوير هذه الأمطار والربيع ومما يعصى الله به وهو الأخطر والأعظم أن ينسب البعض هذه الأمطار للنجم الفلاني أو الفصل الفلاني ونحو ذلك ولا ينسبها إلى قضاء الله وقدره وأمره جل وعلا، هذه لمحة عابرة عن بعض صور مبارزة الله بعصيانه نسأل الله العافية والسلامة.



amaljardan@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد