Al Jazirah NewsPaper Friday  07/11/2008 G Issue 13189
الجمعة 09 ذو القعدة 1429   العدد  13189
بين الجمال والثقافة
د. محسن الشيخ آل حسان

حكمة الله شاءت أن تكون النساء جميعا (أجمل من الرجال)، وتشاهد أي فتاة (عربية) فتتمنى إن لم يخلق الله لك الأجفان كي لا تغمض عينيك وأنت تشاهد المذيعات في القنوات الفضائية.

والجمال له علاقة بالنجاح العملي في أي مجال من المجالات بما في ذلك (إدارة الشركات المحلية والعالمية) وتأثير الجمال أكبر مما يتوقع البعض، بينما المثقفات والمثقفين المحرومين من الجمال حالهم صعب في إيجاد أي وظيفة حتى بمرتبة (فراش أو حارسة) وأهمية الجمال تبرز أكثر في وسائل الإعلام، ليس في التليفزيون فقط بل حتى في الوسيلتين (المحجبتين) الإذاعة والصحافة.

ويقول خبراء اختيار المذيعات والمذيعين في التليفزيون عن شروط الشكل الخارجي لقارئي وقارئات النشرات الإخبارية والرياضية والاقتصادية حتى أولئك (الأراجوزات) اللاتي يطرحن أسئلة (قبيحة أو سخيفة) للفوز بجوائز مالية تصل إلى مائة ألف دولار، أقول حتى هؤلاء لا بد وأن يتم اختيارهن بمواصفات تجذب المتصلين والمتصلات... وفي نظر خبراء الإعلام الغربيين أن قارئ أو قارئة الأخبار المثالية هو أو هي من تقف في المنتصف بين الجمال والقبح، فلا هو بالجميل للغاية فيصرف الانتباه عن محتوى النشرة ولا هو بالدميم الذي ينفر المشاهدين عن متابعة النشرة، ويجب أيضا ألا يكون قارئ النشرة ذا علامة بارزة في شكله الخارجي، كأن يكون أصلع أو كريم عين أو له ذقن طويل أو شنبات قصيرة... قارئو وقارئات النشرات الإخبارية يشترط فيهم الشكل المقبول فقط، لا أكثر ولا أقل (هذا في القنوات الغربية). وفي قنواتنا الإخبارية (العربية) يتسابق المسئولون فيها لاستقطاب أجمل المذيعات لقراءة نشرات الأخبار، وينتشر المندوبون في جميع الأقطار العربية لتبني (المواهب الجميلة) وتدريبهن... يقول أحد أصدقائي والذي يملك (خفة الدم): أستمتع برؤية مذيعات قنواتنا العربية، وأنتظر موعد نشرات الأخبار بلهفة، وبمجرد ظهور النشرة الإخبارية، أضع صوت التليفزيون على الصامت وأستمتع بحركة شفاههن ونظراتهن وابتساماتهن، أما الأخبار فاقرأها من الشريط الإخباري الذي يمر أسفل الشاشة: (فالمهم هنا الجمال وليس الخبر، وهو ما حذر منه خبراء الإعلام).

والحديث عن قارئات الأخبار يقودنا إلى مقدمات البرامج حيث إن كل برنامج له خصوصيته، بعضها لا يحتاج إلا لوجه الجميل أساساً كبرامج (الفن والفنانين) ولولا جمال حليمة بولند الصارخ وكذلك جمال زينب العسكري لما قامت الدنيا ولم تقعد إعلاميا عن أخبارهما الخاصة.

أحب أن أشير هنا إلى أن خبراء الإعلام والفن لم يستبعدوا (القبح) من اختياراتهم لبرامج (الكوميديا).. ولولا قبح (إسماعيل يس يرحمه الله) لما تربع على عرش الكوميديا المصرية العربية ولسنين طويلة. وأين الثقافة يا قنواتنا العربية؟

الرياض


Farlimit@farlimit.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد