Al Jazirah NewsPaper Friday  07/11/2008 G Issue 13189
الجمعة 09 ذو القعدة 1429   العدد  13189
عن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومديرها
محمد بن سكيت النويصر

كان الملك عبدالعزيز - غفر الله له- مؤسس هذا الكيان يعرف كيف يختار الرجال ليقوموا بأعمال لا تناسب سواهم، فقد أدرك بحكمته وحنكته كيف يختار هذا الرجل، وذاك للمنصب الذي يسنده إليه، فيترتب على ذلك نجاح من قام بذلك العمل وفق ما يتحلى به من قدرات ومواهب، عرفها المؤسس - رحمه الله - ببعد نظره وحنكته، فبذلك عرف كيف يختار الرجل المناسب في المكان المناسب، وهذه الصفة والسجية كانت في أبناء المؤسس - رحم الله الأموات وغفر للأحياء- وأنتم يا خادم الحرمين الشريفين بحمد الله أديتم ذلك، وهذا الواقع يشهد على ذلك؛ فأوامركم الكريمة التي تصدر بين الحين والآخر بتعيين القيادات ذات الكفاءة في مناصب قيادية بالدولة لا تأتي إلا بعد روية وبعد نظر منحكم إياه ربّ العزة والجلال فيحمد الناس ذلك ويجدون من المسؤول كل التجاوب وحُسن الأداء، كل ذلك بتوجيهاتكم السديدة وقيادتكم الحكيمة وسمو ولي عهدكم الأمين - حفظه الله وسدد إلى الخير خطاكم.

ومن ذلك اختياركم لمعالي الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مديراً لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والذي بحمد الله كان موفقاً فهو - وفقه الله - ابن الجامعة وأحد مسؤوليها من قبل حيث تتلمذ في المعهد العلمي في محافظة البكيرية، ثم أكمل دراسته الجامعية في فرعها بالقصيم آنذاك وعمل مسؤولا في الفرع لفترة من الزمن، ثم وكيلاً للجامعة بالرياض عدة فترات، فكان الرجل المناسب في المكان المناسب عندما صدر أمركم الكريم بتوليته إدارتها، فراح يعمل جاهداً على ترجمة رغبتكم السامية وما تطمحون إليه من قيام هذه الجامعة العريقة بما أوكل لها من مهام، وذلك من خلال المرسوم الملكي الكريم الذي تضمن تحقيقها لعدد من الأهداف الخيرة، ويرنو ويأمل أن يكون عند حسن ظن ولاة الأمر الذين منحوه هذه الثقة الغالية في إسناد إدارة الجامعة إليه، فشمَّر عن ساعد الجد والاجتهاد، وبحمد الله رغم مرور فترة قصيرة على توليه لإدارتها فقد لمس كافة منسوبي الجامعة، بل كل محبيها -وما أكثرهم- لمسوا كثيراً من الجهود التي راح -وفقه الله وأعانه- يسعى لتحقيقها سواء منها ما يتعلق بجلب عدد من الكفاءات ذات القدرة العالية على العطاء والبذل والإخلاص - كذلك نحسبهم والله حسيبهم- وأسند إليهم القيادات المهمة في الجامعة أو في التجديد والتطوير في مناهجها الدراسية بكلياتها وفروعها (المعاهد العلمية) التي حظيت برعاية خاصة منه، وبناء على التوجيه السامي الكريم باستمرار إشراف الجامعة على المعاهد العلمية وفق ضوابط ومرئيات تساير من خلالها مدارس التربية والتعليم حتى يجد فيها الطالب الملتحق بها ما يجده زميله في مدارس التربية والتعليم، وبذلك يتحقق له المشاركة في بناء الوطن الغالي متسلحا بالعلم الشرعي وملما بالعلوم العربية والاجتماعية والعلوم الأخرى التي يحتاجها طالب اليوم، مع التأكيد على الثوابت التي قامت عليها الجامعة.

وها هي الجامعة تشق طريقها في هذا العالم المتطور والمتجدد من خلال افتتاح كليات علمية كالطب والهندسة، إضافة إلى الكليات العلمية الموجود فيها؛ ككلية الحاسب والمعلومات وكلية العلوم وكلية الطب والتي افتتحت هذا العام 1429 - 1430هـ ومعالي مدير الجامعة في حرصه واهتمامه بهذه الجامعة وتطويرها إدارياً وفنياً يشاركه في ذلك فريق متكامل من الكفاءات العاملة بجد ونشاط من منسوبيها وممن يلتحقون بها بين الحين والآخر، الجميع يهدفون إلى دفع مستواها في كل المجالات، ولتكون جامعة إسلامية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى؛ إسلامية في مناهجها وأدائها وتربيتها وتعليمها وإعداد جيل مؤمن بربه يدين بالإسلام الكامل الشامل بلا غلو ولا إفراط ولا تفريط، جيل يسمع ويطيع لولاة أمره، ويحب وطنه العزيز (المملكة العربية السعودية) حباً يسكن في سويداء القلوب. جيل يؤمن إيماناً كاملاً بأن دين الإسلام هو الدين الصالح لكل زمان ومكان، يؤمن بأنه الدين الوسط، جيل يبتعد عن كل ما يعكر صفو العطاء والبذل لوطن يستحق البذل والعطاء.

جيل ينظر إلى المستقبل المشرق لهذا الوطن العزيز على كل مسلم ومسلمة، ويقدر لهذا الوطن قدره ويجد ويجتهد في المساهمة في بنائه وتطوره وفق شريعة الإسلام السمحة وفق الاحتياجات في هذا العالم المتجدد المتطور في عصر لغة الكمبيوتر والحاسوب في عصر التقنية الحديثة التي تجدد وتتغير في سرعة مذهلة. والجامعة بمعالي مديرها وفرق العمل معه يدركون هذا ويسعون إلى أن تكون بحجم هذا التجديد والتطور، والظروف بحمد الله ملائمة والإمكانات بفضل الله متاحة، والإخلاص بمشيئة الله سجية للعاملين بها بدءاً برباعها معالي الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل وانتهاء بالكفاءات العاملة بها، بإدارتها، ومعاهدها العليا، بكلياتها، بمعاهدها العلمية والتي تنتشر في أرجاء الوطن، بل يوجد عدد منها خارج الوطن.

إنني لو استزدت القلم في الحديث عن جامعة الإمام وإدارتها الجديدة لم يقف عند حد معين، ولكن قليل من كثير لعله يفي بالغرض ويسلط الضوء على ما تعيشه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من نقلة في عطائها وأسلوب تعاملها وإعدادها لأبنائها من الطلاب والطالبات المنتسبين لها، ويكفي الجميع فخراً أنها تحمل اسم المؤسس للدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - الذي ناصر الدعوة الإسلامية وقال بواجب الإمام المجدد المصلح محمد بن عبدالوهاب -غفر الله له - خير قيام، فكان له النصر والعزة والتمكين ويكفي الجامعة شرفاً وعزة أن توسم باسمه -رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

حقاً.. سيدي خادم الحرمين الشريفين لقد أعطيت القوسِ باريها، فوفقكم الله وسدد إلى الخير خطاكم وأمدكم بعونه وتوفيقه. لكم منا - أبناء شعبكم- الحب والولاء والوفاء والسمع والطاعة وللوطن العزيز المملكة العربية السعودية أن يكون في سويداء القلوب وتضمه محاجر العيون.. كل ذلك لأغلى وطن.

- مدير المعهد العلمي في محافظة الرس



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد