Al Jazirah NewsPaper Friday  07/11/2008 G Issue 13189
الجمعة 09 ذو القعدة 1429   العدد  13189
يرددون.. (المعاق معاق العقل وليس الجسد)!!
بدران الدوسري

من طبيعة المجتمع العربي كثير الكلام قليل الفعل (فلاسفةٌ في الحوار جُهّال بالتطبيق) .. تجد لدينا فلاسفة ومفكرين من أعلى الدرجات؛ لكنهم مُنظِّرين فقط.

لهذا السبب تطورُنا بطيء كبطء (السلحفاة) إلى حد أن أصبح الغرب يُفصّل ونحن نلبس (منكم وإليكم)

وحتى على صعيد المعاقين لم أسمع بمنتج للمعاق قد صنع في مجتمع عربي.. لا غرابة في ذلك ابداً ما دام المجتمع يردد هذه المقوله ولا يطبقها:(المعاق معاق العقل وليس الجسد)

وأقصد في ذلك كل الجوانب التي تخص المعاق والأمثلة كثيرة ..منها:

المعاق إنسان طبيعي له عقل لكن الأداء الوظيفي لديه متفاوت من إعاقة لإعاقه؛ فلو تكلمت عن الدراسة تجد أن أعضاء هيئة التدريس يجهلون كيفية التعامل مع المعاق، وذلك من خلال فرض الواجبات عليه بالرغم من حالته الواضحة أمامهم، معللين بأننا نعاملك كإنسان سوي.. عليك ما عليهم .. أهذا يعقل؟

فالبلاد الغربية يتعاملون من المعاقين (بالعقل وليس الجسد).. ونحن ما زلنا نردد ( المعاق معاق العقل وليس الجسد) ولا نطبق.

مثال آخر.. حينما يكون لدى المعاق موهبة معينة يريد صقلها .. مثلاً:

قد يكون محترفا في التعامل مع الكمبيوتر، وحين يتقدم لوظيفة في هذا المجال تجد أنهم يفضلون (السليم) عليه؛ الذي قد يكون أقل كفاءة منه بحجة أن العمل لا يتناسب مع حالته، ولو أنه تعامل معهم من خلف الشاشات دون أن يعرفوا بأنه معاق لانبهروا منه.. وهذا يعكس المقولة لتنطبق عليهم:( سليم الجسد معاق العقل)

مثال آخر أيضًا .. الزواج .. فلو طرحت هذه الفكرة على شخص ما؛ لوجدته يقول: لا مانع فالمعاق إنسان مثلنا وهذا حقٌ من حقوقه. لكن ما أن يجزم المعاق ويُظهِر لشخص أنه يود الزواج من أخته او ابنته تجد أن وجهه قد تغير وكأن مصيبةًً قد حلت, وتتفاجأ أن لسانه الذي كان يتحدث به بكل فلسفة قد ألجم ولم تعد تسمع إلا (تأتأة) ومحاولة البحث عن مخرج طوارئ!!

ألم تقل كبقية الناس بأن (المعاق هو معاق العقل وليس الجسد) لماذا في وقت الجد يتغير كل شي؟

كم كنت أتمنى أن نحفظ أقاويل او مصطلحات ونطبقها على ارض الواقع؛ كي نواكب التطور ونكون من أوائل الركب وليس من أواخرهم.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد