Al Jazirah NewsPaper Friday  07/11/2008 G Issue 13189
الجمعة 09 ذو القعدة 1429   العدد  13189

بين التقليد والقدوة الحسنة
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف

 

من المصادفة الحميدة أنه عندما هممت بالكتابة تحت هذا العنوان بعد صلاة فجر يوم الأحد 26-10-1429هـ أن وجدت داخل أحد الدفاتر ورقة معنونة بهذا الموضوع: (القدوة أم التبعة) للدكتورة الأديبة نورة خالد السعد الكاتبة المشهورة قد نشر بصحيفة الرياض يوم الثلاثاء 5-11-1421هـ بصفحة 18 وهذا الموضوع يندد بمن خلع لباس الحشمة من مذيعات وموظفات بالمستشفيات وغيرها..، وتحث بنات المجتمع الإسلامي أن يسرن وفق هدي الشريعة المطهرة، مواجهات التحديات بقوة العقيدة السمحة والثقة بالنفس نابذات التبعية والتقليد الأعمى المجانب للذوق السليم وللصواب والمسار الأمثل في هذه الحياة، وأعتقد أنه سبق أن كتبت لها رسالة شكر وتقدير لمشاعرها الطيبة المخلصة -جرياً على عادتي حينما أعجب بقصيدة أو موضوع هادف كهذا..، - والحقيقة أن الدكتورة نورة تستحق كل تقدير، والدعاء لها بصلاح العقب، وسعادة الدارين جزاء تسخير قلمها كثير الجريان على تلك الأعمدة الصحفية التي يمتاز أسلوبها بجزالة الألفاظ، وسمو المعاني في توجيه النشء بالتمسك بعرى الشريعة المثلى، والسير في هذه الحياة سيرا معتدلا ومشرفا، والداعي لطرق مثل هذا الموضوع ما لاحظناه في الآونة الأخيرة من تزايد الجري وراء سراب المدنية أو ما يسمى بموضة العصر ومواكبة أهله على حد زعمهم بتقليد فئات من البشر الخارجي عن مجتمعاتنا في ملبسهم وتطويل شعورهم، وحتى في مآكلهم وأوقات نومهم وبالتفنن في اختيار الأسماء غير المستحسنة لمواليدهم ذكورا وإناثا، أما علموا أن من حق الأبناء على والديهم غير المستحسنة لمواليدهم ذكوراً وإناثاً، أما علموا أن من حق الأبناء على والديهم أن يحسنوا أسماءهم، وإذا حاول بعضهم النصح لهم والتوجيه ردوا بأنها مجارات للزمن وتطوراته..! فالزمن هو الزمن لم يتغير ولم يطرأ عليه شيء من التغيير: ليل ونهار يتلاحقان وشمس وقمر يتناوبان في إضاءة هذا الكون العريض مع سائر كواكب النجوم اللوامع: التي وصفها الشاعر لبيد بن ربيعة بالبقاء والديمومة إلى قيام الساعة وغيرها من الأجرام السماوية حيث يقول:-

بلينا وما تبلى النجوم الطوالع

وتبقى الديار بعدنا والمصانع

فكل في فلك يسبحون يسيرها الخالق جلت قدرته كيف شاء، فاندفاع بعض الشباب إلى الاتصاف بصفات غير محمودة ظناً أنها تجملهم وتظهرهم بمظاهر لائقة مثل استعمالهم القمص الملونة (وهافات) السراويل و(الجنزات)، ويلحق بها القبعات التي هي من مستلزمات العمال وأصحاب الحرف على اختلاف أعمالهم..، فتلك تعطي مظهرا قد تنبو العين منه..، ولا سيما إذا صحب ذلك (كشة) من الشعر المتطاير أو المحزوم منه..!، فالله جميل يحب الجمال، فلماذا الابتعاد عن ارتداء الملابس الساترة المألوفة في الشعب السعودي، وليس كل الشباب نعني فأكثرهم يتصف بلباس الحشمة والوقار، كما أن بعض الفتيات: صغيرات وكبيرات لا يقللن كراهية وتشويها لأجسادهن، ومظاهرهن العامة في محاكاتهن لنساء الغرب ومن سار في ركابهن بإبراز مظاهر الفتنة بأشكالها المتعددة، وتشويه وجوههن بألوان مختلفة، ولقد أجاد الشاعر المتنبي حيث يقول:-

حسن الحضارة مجلوب بتطرية

وفي البداوة حسن غير مجلوب

حيث تخلين عن الأشياء الطبيعية كالكحل - الأثمد- والديرم، وعدم استعمال ورق السدر..، كما أن تكرار استعمال (الاستشوارات) في تجفيف وتسريح الشعر قد يؤثر صحيا ولو على المدى في قابل الأيام..، ويقال: إن بعضا منهن هداهن الله يبرزن معظم أجسادهن بشكل لافت للأنظار ولا سيما في مواسم الأفراح ومناسبات الأعياد، ولظروف قد تقع وتطرأ كحريق مفزع، أو فقد عباءاتهن أو معاطفهن، فكيف بحالهن أمام بوابات المكان وهن بتلك الصفات المخجلة، -هدى الله بناتنا وبنات المسلمين وأضفى عليهن جلباب الستر والحشمة-، فالواجب على الشباب والشابات الاعتزاز بلباس الحشمة والعفة، وما أجمل ما نراه ممن ينتسب إلى العلم وأهله من طلاب المعاهد العلمية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم وحلقات المساجد فقد جمعوا بين سماحة المحيا واللباس اللائق بمظهرهم فالقرآن الكريم إذا سكن الصدور أضاءها بهجة، وهيبة واستقامة، ووقاهم من الجنوح -بإذن الله- وأخيراً يقول الإمام الشافعي:

صن النفس واحملها على ما يزينها

تعش سالما والقول فيك جميل

حريملاء فاكس 015260538


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد