Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/11/2008 G Issue 13190
السبت 10 ذو القعدة 1429   العدد  13190
الوعد الكارثة
فهد الحوشاني

على استحياء تناولت وسائل الإعلام العربية ذكرى وعد بلفور ذلك الوعد الذي أعطى فلسطين لشعب كتب عليه التشرد ونتج عن ذلك كارثة عانى منها الفلسطينيون والأمة العربية بكاملها.. كل ما نحن فيه من تخلف وفرقة يعود لذلك الوعد الذي أدخلنا في حروب وصراعات واستنزاف لكل قوانا حتى انصرفت كثير من الدول عن التنمية لتكون القضية الفلسطينية هي شغلها الأول، الفلسطينيون أحيوا ذكرى الوعد المشؤوم بمطالبة بريطانيا بالتعويض وهذا أمر في غاية الأهمية فلو أن الرسالة الفلسطينية أصبحت رسالة عربية تطالب على مدار العام بريطانيا بأن تحل مشكلة هي أساسها ومنها انطلق الوعد والدعم ليكون الاحتلال والاغتصاب للأرض والتشريد للشعب الفلسطيني! بريطانيا هي أساس المشكلة وليس أمريكا التي جاء دورها فيما بعد لاستكمال المشروع البريطاني والزيادة عليه ورعايته حتى كبر وترعرع وما تزال!

في ذكرى الوعد العرب بحاجة إلى أن يحملوا المسؤولية التاريخية على بريطانيا التي بكل براءة تشارك في اللجنة الرباعية وغيرها من لجان محاولة بذل مساعيها (الخيرة) في حل هذه المشكلة التي هبطت على رؤوسنا ولا يعرف من دبر مكيدتها! لذلك ينطبق عليها المثل (يقتل القتيل ويمشي في جنازته)!

ولقد قرأت البيان المقتضب للجامعة العربية التي أصدرته بمناسبة الوعد الفاجعة وإليكم جزءا منه:

(إن هذا الوعد تسبب في تشريد الشعب الفلسطيني واستلاب أرضه والمساس بهويته الوطنية وحقه في الاستقلال) إلى أن يقول: الأمر الذي يستوجب من (المجتمع الدولي) و(دول العالم) تحمل المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني. ولا أدري من هو ذلك (المجتمع الدولي) الذي لا تسمع له (طاري) إلا في قضايانا العربية وفي بياناتنا الاستجدائية! مجرد إنشاء وتعبير وجمل مستهلكة ولم يحمل بريطانيا أية مسؤولية مع أنها لا تنكر وعدها ولا تستعيبه لهذا فهي لم تتبرأ منه ولم تعتذر للفلسطينيين على فعلتها! والحقيقة لأي توقع من الجامعة إلا مثل هذه البيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع! بعكس بيان السيد بلفور والذي كان مباشرا وصريحا ومحدد الأهداف ويعني ما يقول وكان السيد بلفور للأسف الشديد (قول وفعل) بينما العرب وجامعتهم مازالوا مجرد (قول) ومشكوك في صحته!!



alhoshanei@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد