Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/11/2008 G Issue 13190
السبت 10 ذو القعدة 1429   العدد  13190
الحوار أولاً وما بعده يليه

مع التصعيد الإسرائيلي في غزة، وفي خضم ما يدور بالعالم من أحداث سياسية جسام ومهمة يتصدرها انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعول عليه البعض في تحريك عملية السلام الجامدة، في ظل كل هذه المعطيات والوقائع على أرض الحدث يأتي موعد اجتماع الإخوة الفلسطينيين في القاهرة من أجل المصالحة ملغماً بعدة عراقيل ومعوقات بها من الخطورة ما يكفي لتهديد مصالحهم العليا وتجريداتهم الوطنية، التي كان من المفترض إبعادها عن أية مساومات أو مناورات حزبية وتنظيمية.

فها هو موعد الحوار يحل وقد استبقته بعض أطياف الواقع الفلسطيني بالاتهمات والتهديدات المعتادة، والتي وصلت حد تحميل القاهرة والرئاسة الفلسطينية مسئولية فشل هذا اللقاء حتى من قبل أن يبدأ, والتهديد بمقاطعته.

ليس هناك جديد في اتهامات كبيري القوم، ونعني بهم حركتي فتح وحماس اللتين لا تكفان عن تبادل الاتهمات بالقيام بحملات اعتقال وأخرى مضادة لها، وليس من خبر في أن تعيد حماس من حين لآخر مطالبة مصر بلعب دورها بالشكل المطلوب من وجهة النظر الحمساوية، ولم يكن هذا المؤتمر هو الأول ويبدو أنه لن يكون الأخير من أجل مصالحة فصائل السلاح الفلسطينية، كل هذه المعطيات أصبحت من يوميات الواقع الفلسطيني المعتاد، ولكن الأمر الآن يتعدى قامة فتح وحماس ويتجاوز أيديولوجيات التحزب إلى مصلحة وفلسفة وقضية وطن بات يحتاج إلى كلمة سواء من أجل أن تطرح قضاياه على طاولة الحل الدولي خصوصاً في ظل المخاض السياسي الذي شهدته كل من تل أبيب وواشنطن اللتين تعتبران طرفي الحل للقضية الفلسطينية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط.

يتوجب على كل الفصائل الفلسطينية التي استبقت عقد مؤتمر القاهرة بالاتهمات والتهديد بالمقاطعة الأخذ بعين الاعتبار أن المساعي المبذولة من أجل لمّ شمل الكلمة الفلسطينية هي أكبر وأعظم من أن تعرقل من أجل اعتقال كوكبة من فوضويي السلاح وديماغوجيا النضال، وأن ضروريات الوطن والمرحلة تحتم على كل الأطراف الحرص على الالتقاء والنقاش والتحاور والحرص على إيجاد ذاك المشروع الوطني الحلم الجامع لكل المكونات السياسية، وجعل هذا الهدف -ونعني به الحوار- هو الأهم والأكبر داخل العين الفلسطينية، وأن ما بعده يليه ويندرج كتابع له في الترتيب والأهمية، سواء كان على الصعيد الخاص بالاعتقالات أو التنافس على المشاركة والسيطرة التي طالما أدخلت قضية الشعب والوطن في متاهات لا نهاية لها.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد