Al Jazirah NewsPaper Thursday  13/11/2008 G Issue 13195
الخميس 15 ذو القعدة 1429   العدد  13195
المنشود
فرط الحركة، المرض المحيِّر!!
رقية سليمان الهويريني

يعد فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال اضطراباً سلوكياً وعصبياً، فلا يستطيع التحكم في أفعاله ولا التركيز في الأعمال المسندة له. فهو مرض عصبي نفسي يستلزم العلاج.

وتختلف أعراضه وحدته والسلوكيات الناتجة عنهما من طفل لآخر؛ إلا أن عدم التركيز والتشتت والاندفاع والعصبية تعد روابط قوية بين هؤلاء الأشخاص، فتؤدي بالطفل إلى الكلام والتصرف بصورة غير لائقة دونما تفكير بالعواقب.

وتختلف البنات عن الأولاد في السلوك؛ حيث يميلون للنشاط الزائد وضعف القدرة على التحكم في الحركة، بينما البنات يظهر لديهن ببطء في الإنجاز.

والطفل المصاب قليل الرضا والاقتناع والقبول، وسريع الملل من الألعاب التي تستدعي الدقة والتركيز الذهني مع ميله للألعاب المحسوسة. وبرغم أن مستوى الذكاء لديه طبيعي، إلا أن هذا النوع من الأطفال يواجه صعوبات في مدرسته بسبب ضعف التركيز وقلة الانتباه.

ويبدو عليه عدم التناسق الحركي فهو كثير التعثر بما حوله. ويلحظ عليه الفوضوية وتدخله بشؤون الآخرين وكثرة السؤال والجدال عن الموضوع ذاته، وافتقاده للمهارات الاجتماعية، ومزاجيته وعناده في تعامله مع الأشخاص، فلا ينسجم مع أقرانه لتحكمه فيهم وفرض سيطرته.

ورغم اكتشاف هذا المرض إلا أنه يصعب تشخيصه حيث لا يوجد فحص أو تحليل يمكن الاستناد عليه لتحديد الاضطراب وحدته، ويكتفي عادة بجمع البيانات ومعرفة التاريخ التطوري للطفل وسلوكه من خلال الملاحظة الشخصية للاستدلال عليه وإجراء اختبارات تقييميه حسب حالة الطفل. وهنا ينبغي اللجوء إلى مختصين في هذا المجال حتى يمكن تشخيصه بصورة سليمة لتداخله مع اضطرابات أخرى تحمل ذات الأعراض بيد أنها تختلف في السمات كالاكتئاب والقلق واضطراب الشخصية.

وفرط الحركة لا يصيب الأطفال فحسب، أو يتوقف عند سن معين. فقد أثبتت الدراسات استمرار المعاناة لدى فئة كبيرة منهم، مما يسبب ضعف الذاكرة والنسيان والإحباط والفشل بسبب عدم القدرة على تنظيم الوقت وسرعة الملل وتغير الآراء والتردد باتخاذ القرار إضافة إلى صعوبة إقامة علاقة زوجية أسرية أو الاختلاط مع المجتمع بسبب ضعف التحكم في السلوك. ويرغب بعض الأشخاص في تخريب الممتلكات وتحدي السلطة ومخالفتها وكثرة المشاجرات واقتراف السرقة وإدمان الكحول والمخدرات ومحاولة الانتحار. وعادة ما يكون العلاج النفسي والاجتماعي ناجعا مع هذه الفئة حيث تؤدي الجلسات ثمارها مع البعض من خلال الحوار والمناقشة ومقابلة من هم في نفس ظروفهم بهدف الدعم النفسي وتقليل مشاعر الوحدة. ولابد من إحاطة الشخص بأبعاد مشكلته وطلب مساعدته لعلاج نفسه.

أما الأطفال فإن العلاج الدوائي يساعد على تحفيز الانتباه وكبح الاندفاع والحركة. وتختلف الفاعلية من طفل لآخر مع ضرورة تطبيق برنامج سلوكي في البيت والمدرسة يتم من خلاله توجيه الطفل وتعديل سلوكه وإرشاده بأسلوب تربوي بعيدا عن تعنيفه أو توبيخه أو السخرية منه أو ضربه، ومعاملته كطفل مريض وليس شقيا ومشاغبا.

وإن القلب ليتألم حين يرى الاضطرابات والأمراض كالتوحد وفرط الحركة والإعاقات المتعددة تفتك بالأطفال فتجعل ابتسامتهم باهتة وقلوبهم متعبة!!

rogaia143@hotmail. Com
ص. ب260564 الرياض 11342






لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد