Al Jazirah NewsPaper Thursday  13/11/2008 G Issue 13195
الخميس 15 ذو القعدة 1429   العدد  13195
ثقافة السلام

الثقافة بطبعها تنتقل من جيل إلى جيل باعتبارها موروثاً قيمياً لا يموت. وهذا الموروث الثقافي ليس جامداً، وإنما هو متطور كونه يتأثر بالمتغيرات من حوله. ولذلك فإن حقن الثقافة بمفردات التعصب والتشدد وكراهية الآخرين وصبهم في قوالب جامدة سيخلق جيلاً قابلاً للانفجار في وجه المخالفين له في القيم والتوجهات.

ولذلك، فإن كثيراً من الظواهر الاجتماعية الخطيرة كالنازية، والصهيونية، والعنصرية، والإرهاب هي نتاج لثقافات ملغمة بقيم عدائية.

ولذلك، فإنه من أجل مكافحة مثل هذه الظواهر الخطيرة، لابد من إنشاء ثقافة عالمية محبة للسلام، ونابذة للصراع الذي يغتصب الحقوق ويعتدي على الآخرين بغير وجه حق. وهذا ما يريده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من وراء إطلاقه لمبادرة الحوار بين أتباع الحضارات المختلفة. وقد أكَّد عليه في خطبه في المناسبات المختلفة.

ومن أجل تطبيق هذه المبادرة الإنسانية السامية، يجب على مختلف المؤسسات الدولية والإقليمية والمحلية المختلفة، وخاصة تلك المعنية بمكافحة العنصرية والإرهاب، أن تنفذ ما يخرج به المؤتمر الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة لبحث مبادرة المليك للحوار، من توصيات تهدف إلى وضع هذه المبادرة على أرض الواقع.

وهذا يتطلب وضع آليات محددة، وخطط واضحة، لعل أهمها إعداد خطة تنشئة ثقافية في مختلف الدول تهدف إلى خلق ثقافة سلام وبيئة صحية منفتحة على الآخرين.

ولقد وعد أمين عام منظمة الأمم المتحدة بأن يقوم شخصياً بمتابعة نتائج المؤتمر، لتفعيله دولياً. وهذا ما نرجوه لأن التنفيذ قد يواجه صعوبات من قبل أولئك الذي يقتاتون على الصراعات الحضارية والدولية بين الشعوب، وبالتالي، كان لابد من وجود تصميم على أعلى مستوى لتنفيذ هذه المبادرة.

لقد أثبت مبادرات الملك عبدالله في هذا المجال أنه قائد صاحب رؤية عالمية، تهدف إلى استقرار العالم، وتجنيبه آفات الحروب. ويبقى على قادة العالم الآخرين، ولاسيما قادة الدول الكبرى أن يسيروا على هذا الخطى لصالح شعوبهم أولاً وشعوب العالم أجمع.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد