Al Jazirah NewsPaper Wednesday  19/11/2008 G Issue 13201
الاربعاء 21 ذو القعدة 1429   العدد  13201
مركاز
الأضواء: الحارقة والمحرقة!
حسين علي حسين

لا توجد حياة اجتماعية مليئة بالسعادة والبؤس والمؤامرات وربما المقالب، مثل حياة أبناء المجتمع الفني؛ ففي هذا المجتمع ضرب تحت الحزام، حتى الأقوياء يدافعون بضراوة عن مكانتهم عندما يلمحون صوتاً ربما يشكل في أي وقت منافساً لهم، وقد قيل الكثير عن ممارسات لفنانين كبار، مثل: أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وعبدالله الرويشد ومحمد عبده تجاه خصومهم، بل إن العديد من الفنانين من عديمي الموهبة أو الذين يقفون على البرزخ لا يتوقفون عن اتهام الكبار بعرقلة خطواتهم نحو القمة، لكن في النهاية يظل الكبير كبيراً، بموهبته أولاً وأخيراً، أما أفعاله فهي له، رغم أن رذاذها قد يصيب من حوله، وأبرزهم زملاؤه ومن يترسّمون خطاه من المواهب الجديدة!

وقد قيل الكثير عن إلغاء دور (عباس النوري) من مسلسل (باب الحارة)، كما أن هناك الكثير من الفنانين الذين تقطع عنهم الأنوار والصوت حالما يصعدون على المسرح لأداء وصلة غنائية، بل قيل الكثير عن فناني مسرح يتعمدون مضايقة من يعتقدون بأن مساحة أدوارهم أكبر، بحركات لا يلتفت لها إلا المعني بها من الفنانين والفنانات، وهناك العديد من الفنانين لُفِّقت لهم التهم، وبعض هذه التهم قد تمسّ أمن الدولة التي يقيم فيها الفنان أو يزورها، لذلك كثيراً ما نسمع عن قطع رجل وصوت فنان أو فنانة من دخول بلد معين، ولو بحثت عمن وراء الوشاية لوجدته زميلاً أو زميلة!

أما قصص الغرام والانتقام في حياة الفنانين والفنانات فهي مثل الهم على القلب، ومن يقرأ مذكرات كامل الشناوي ومحمد التابعي وغيرهما من المتخصصين في رصد حياة الوسط الفني سيجد الكثير، وأبرزها أن الفنانين والفنانات لا يمر يوم إلا وأخبار زواجهم وطلاقهم وخلافاتهم الزوجية تملأ أعمدة الصحف والمجلات المتخصصة، بل إن هذه الرغبة المحمومة في إقامة العلاقات العاطفية كثيراً ما تسببت في مآس غريبة وعجيبة، فالفنانة اللعوب قادرة على إخراج رجال أعمال وسياسة عن وقارهم وهيبتهم الاجتماعية، فتجد الواحد من هؤلاء يصرف الملايين لتكون المطربة أو الراقصة أو الممثلة في عهده، وهذه الشخصية قادرة على التكشير عن أنيابها إذا وجدت عقوقاً أو عدم اعتراف بالجميل، ومن يتأمل قضية المطربة (سوزان تميم) سيرى بروفة لما يحدث خلف كواليس بعض رجال الأعمال والسياسة والاقتصاد الذين لا يقاومون رغباتهم أو نزواتهم التي لا تخرج إلى العلن إلا في مرات نادرة عندما تفوح الرائحة؛ إما بقتل أو موت أحدهم، وإما لاختلاف على ثمن أو قيمة العلاقة المحرمة!

وفي الكثير من الأوقات تجد أن حياة هؤلاء الفنانين والفنانات تتحول إلى قطعة من البؤس، بعد حياة الصخب والمؤامرات والأنياب والأظافر، هناك الآن فنانات وفنانون لا يجدون قوت يومهم، أو سقفاً يأويهم، وليس ببعيد قصة الفنانة صباح، وتلك التي تلقب بسارة برنارد الشرق حتى تلك الراقصة والممثلة المزواجة كانت في آخر حياتها تعيش على معونة بعض المعجبين بفنها حتى وفاتها!!

لا تحسدوا الفنانين على حياتهم؛ فهم يحترقون مرتين، مرة من الأضواء اللاهبة في الاستوديوهات وأمام هواة البحث عن المعلومة أو الفضائح، ومرات من الطامعين والناقمين، وفي الغالب يكونون ضحايا لهذا الحريق الذين سعوا فيه بكامل إرادتهم، بل إن هناك من دفع من جيبه وصحته وسمعته ليحظى بهذه الأضواء الحارقة المحرقة!!

فاكس: 012054137


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5137 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد