Al Jazirah NewsPaper Wednesday  19/11/2008 G Issue 13201
الاربعاء 21 ذو القعدة 1429   العدد  13201
حملات التوعية.. درهم وقاية خير من قنطار علاج.. الأميرة هيفاء بنت فيصل لـ«الجزيرة»:
حملة «الحياة وردية» برهنت على جهود بنك الرياض في خدمة المجتمع

الرياض - الجزيرة

درهم وقاية خير من قنطار علاج. هو أحد الأمثلة التي تعتبر جزءاً من ثقافتنا الشعبية، والتي عرفها مجتمعنا المحلي قبل أن ينفتح على العالم وتتطور مفاهيمه الاقتصادية، ويصبح هذا المثل في مفهومه الاقتصادي أقرب إلى ما يعرف حالياً (بالقيمة المضافة)، حيث إن كل درهم واحد يصرف على الوقاية من الأمراض تساوي قيمته قنطار، والقنطار يساوي أكثر 440 كيلو.

ولذلك فان الحملات التوعوية للتحذير من الأمراض التي قد لا يدرك البعض مدى خطورتها على صحة الإنسان، ساهمت في التوفير على الاقتصاد الوطني ملايين الريالات من خلال التوعية بالأساليب الوقائية من تلك الأمراض، والمساهمة في الكشف المبكر عنها قبل تفاقمها، ولعل من أبرز تلك الحملات التوعية التي حققت صدى جيداً مؤخراً، الحملة التي نفذتها جمعية زهرة لسرطان الثدي، للكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي تحت عنوان: (الحياة وردية).

وركزت الحملة على التعريف بسرطان الثدي وكيفية الوقاية منه واكتشافه مبكراً، أيضاً تم تسليط الضوء على خطوات الفحص الذاتي للثدي وآلية عمل الأشعة المناسبة بحسب عمر المرأة.

وقد ساهم عدد من الجهات في القطاع الخاص لدعم هذه الحملة، ومن أبرزها مساهمة بنك الرياض، والذي شارك بدعم الحملة كراعي ذهبي، وكذلك شارك بركن خاص في مقر الحملة.

وأكدت سارة بالعبيد، مسئولة خدمة المجتمع في بنك الرياض، أن المشاركة أتاحت للبنك التعريف بإنجازاته في دعم الأنشطة والفعاليات التي تساهم في خدمة المجتمع، وكذلك المنتجات والخدمات المميزة التي تلبي احتياجات النساء بكافة فئاتهن، وتواكب طموحاتهن.

ووجهت شكرها للجمعية والقائمين عليها لتعاونهم المستمر والمثمر مع إدارة خدمة المجتمع في بنك الرياض، لتحقيق الحملة لأهدافها التوعوية، والتي سيكون لها أثر جيد على صحة المرأة في المستقبل، من خلال تكثيف التوعية بأساليب الكشف المبكر عن المرض والوقاية منه.

ولتسليط الضوء على الحملة والنتائج التي حققتها ودور الجهات الراعية في نجاح الحملة، استضفنا صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت فيصل بن عبد العزيز رئيسة مجلس الإدارة لجمعية زهرة لسرطان الثدي، وبسؤال عن هدف الحملة قالت إن الحملة لتوعية النساء بأهمية الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، والذي هو الهدف الأساسي لتأسيس جمعية زهرة لما رأيناه من نقص المعلومة التوعوية لدى معظم النساء في المملكة، وأضافت: (لأننا في بداياتنا أقمنا خلال العام الماضي حملة توعوية في مدينة الرياض فقط ولتوسع نشاطاتنا خلال العام الماضي، اتفقنا على وجوب عمل حملة توعوية كبرى في جميع مناطق المملكة بدون استثناء نستهدف بها المراكز التجارية والجامعات والكليات والمراكز النسائية، للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من النساء، مع وجود بعض الورش الميدانية في بعض المناطق للإجابة عن الأسئلة والاستفسارات التي تخص سرطان الثدي).

وأوضحت الأميرة هيفاء إن إستراتيجية الجمعية تهدف إلى تقديم برامج مدروسة من الناحية التنفيذية والمالية وطلب الدعم من القطاع الخاص أو فاعلي الخير.

وعن قيام بنك الرياض بالرعاية الذهبية إيماناً بدوره الاجتماعي قالت الأميرة هيفاء بنت فيصل إن مجلس إدارة جمعية زهرة يقدر ويشكر مبادرة بنك الرياض ورعايته لهذه الحملة التوعوية الكبرى والتي برهنت على جهود بنك الرياض في خدمة المجتمع السعودي للارتقاء بما هو أفضل مستقبلاً. وقالت أتمنى بأن يكون هناك تعاون دائم بين الجهتين للارتقاء بمستوى الثقافة التوعوية لدى النساء في المملكة.

من جهتها أوضحت السيدة هنادي العوذة المدير العام لجمعية زهرة لسرطان الثدي إن الجمعية تقدم برامج التوعوية طوال العام وتستقبل طلبات المحاضرات وورش العمل من جميع مناطق المملكة ليتم جدولتها وتنفيذها حسب الوقت المطلوب. وقالت: (في شهر أكتوبر (الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي) ننظم حملة توعوية كبرى ومكثفة لتسليط الضوء على أهمية الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي مع تنظيم بعض النشاطات الاجتماعية المصاحبة لذلك).

وعن دور القطاع الخاص عامة وبنك الرياض خاصة في دعم أنشطة جمعية زهرة لسرطان الثدي قالت العوذة إن القطاع الخاص هو شريان غالبية الجمعيات الخيرية في دعم أنشطتها ونحن في جمعية زهرة نقدّر دور القطاع الخاص في تحقيق بعض مشاريعنا ونثمن هنا دعم بنك الرياض لحملة (نحو حياة وردية) والتي يمكن أن أقول بأنه البنك الوحيد الذي بادر في معرفة تفاصيل الحملة للمشاركة بها.

وأشارت المدير العام لجمعية زهرة إلى انه تم تأسيس محل (لمسة زهرة) في مقر الجمعية وبالتعاون مع سيدة الأعمال فهدة الكريديس (عضو عامل في جمعية زهرة) لتوفير جميع الاحتياجات اللازمة لمريضات سرطان الثدي أثناء وبعد العلاج وهذا المحل والذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط يخدم يومياً العديد من المريضات ومن مستشفيات مختلفة من اللواتي دخلهن محدود وتتكفل الجمعية بمساعدتهن.

لافتة إلى البدء بجلسات نفسية مجانية للمريضات لمساعدتهن وتأهيلهن للمشاركة في مجموعات دعم المرضى إذا احتاجت لذلك.

وقالت هنادي العوذة إن ردة الفعل كانت كبيرة بعد الحملات التي تقيمها الجمعية وكمية الاتصالات التي تستقبلها بخصوص كيفية الفحص والمراكز المخولة لذلك في جميع مناطق المملكة، وأشارت إلى أن الجمعية في صدد تجهيز اتفاقية مع العديد من المستشفيات الأهلية لتوفير برنامج الفحص الشامل بسعر مخفض جداً للنساء.

وكذلك الانتهاء من الدراسة الإستراتيجية لتأسيس مراكز فحص شامل في جميع مناطق المملكة بحسب توزيع تعدادها السكاني لتقديم الفحص الشامل للثدي للنساء مجاناً.

ولتكتمل الصورة حول النتائج التي يمكن أن تحققها الحملات التوعوية، استضفنا إحدى الناجيات من المرض، السيدة منيرة الرويّة، عضو في جمعية زهرة لسرطان الثدي.

وبسؤال عن كيفية تعرفها على جمعية زهرة والبرامج المقدمة قالت: (عندما فتحت جمعية زهرة أبوابها فتحت معها قلوب الكثيرات لدخول الفرح، حولت الخسارة إلى نصر، لم تكن مجرد جمعية خيرية ننتمي لها كمتطوعات ومختصات، احتوت الجميع، الناجيات من المرض والخائفين من المرض وبوابة لبذل العطاء). وتابعت: (بداية معرفتي بالجمعية بواسطة الدكتورة سعاد بن عامر رئيسة البرنامج الوطني للتوعية بسرطان الثدي بمستشفى الملك فيصل التخصصي).

وبينت منيرة الرويّة أن البرامج التي قدمتها الجمعية كثيرة منها الحملات التوعوية في المدن الرئيسة والتخطيط لتشمل جميع مناطق المملكة وأنشطة بحثية ومشاركات مع مراكز عالمية وورش عمل في مدارس وجامعات ومراكز اجتماعية، بالإضافة لمشاريع يجري العمل لإنشائها الآن مثل برنامج إعادة تأهيل مراكز انتظار المريضات في مراكز الأورام وبرنامج الدعم النفسي والاجتماعي للناجيات من المرض.

وبسؤال عن رؤيتها عن دور القطاع الخاص في دعم برامج التوعية في الجمعية قالت إن القطاع الخاص عليه مسئولية اجتماعية ودور كبير في دعم برامج مكافحة سرطان الثدي بالتعاون مع الجمعية في مد جسور التعاون والمساعدة في البرامج التوعوية وتنفيذ حملات التثقيف الصحي للمجتمع.

ولفتت منيرة الرويّة إلى أن تجربتها مع المرض كانت مصاباً.. فأصبحت عنواناً لمحبة الله، وقالت: (بدايتها رضا بما قدر الله ورحلة علاج مليئة بالشجون، ونهايتها شفاء كامل بحمد الله).

ووجهت نصيحة للنساء بالحرص على القيام بالفحص الذاتي الشهري واستشارة الطبيب عند أي تغير غير طبيعي بالثدي أو بالجسم عموما، إجراء أشعة الثدي للسيدة بعد بلوغها الأربعين.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد