Al Jazirah NewsPaper Wednesday  19/11/2008 G Issue 13201
الاربعاء 21 ذو القعدة 1429   العدد  13201
أنت
حوار الأديان والثقافات.. منع التصادم
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي

ليس الحوار مجرد وسيلة لإقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك.. أو تصحيح قناعاته وتعديلها.. وليست غايته الجدال الذي لا يزيد فيه الحوار عن أن يكون تمرينا مهاريا ليس إلا.. فغاية الحوار الإفهام.. لعل أن تكون نتيجته التفاهم لا التصادم.

فالحوار المقصود والمطلوب هو الحوار الذي يلقي الضوء على مجالات التكامل والمساحات المشتركة للعمل والتعاون بين أطرافه.. والمخاطر التي سوف يواجهونها إذا تصادموا.. والفرص الهائلة التي يقدمها الوفاق لكافة الأطراف لو تعاونوا.

الأديان والمذاهب والأفكار والفلسفات والعادات والتقاليد والمفاهيم والقيم والرغبات والمصالح والأمزجة والتعاملات الإنسانية كافة فيها من أوجه الاختلاف والتناقض والتنافر الشيء الكثير الذي من الممكن أن يقود إلى التصادم.. لكن السير بالحياة ورفاه المجتمع لا يتم ولا يصير إلا بالعمل على تفادي الاصطدام مهما كان الثمن.. فالتصادم بحد ذاته معيق وتكلفته قد تكون محقاً كاملاً لمقدرات أجيال من المجتمع الذي تعرض لهذا الاصطدام.

في السياسة يبرز على الساحة في وقتنا المعاصر مشهد أمريكا مع العراق كمثال صارخ على مدى التأثير التدميري للتصادم.. فقد أتلف البقية الباقية من قوى المجتمع العراقي حتى انتهى بها إلى وضعها المأساوي الذي تعيشه اليوم.. ثم عجل بانهيار السوق المالية في أمريكا وجر معها بقية العالم وكلف البشرية أكثر من نصف ما تملك.. أما نتيجته الظاهرة اليوم فهي مشاعر الكراهية والثأر التي تأججت بين فسطاط الشرق وفسطاط الغرب.

وفي السياسة أيضا.. فإن مشهد سلامة بلادنا من تبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر يعتبر مثالاً سعيداً على الفعل التنموي لعدم التصادم.. وهي نتيجة لإدارة رشيدة حمت البلاد والعباد من شر حرب انتقام كانت هي الهدف المنطقي والواقعي له.. وهذا امتداد لحالة السلم والأمن التي عاشها مجتمع المملكة طوال ثمانين عاما.. وتجنب خلالها المجتمع السعودي كل الحروب المحتملة في منطقة كانت المملكة بما تمثله من مكانة دينية وتأثير اقتصادي وموقع جغرافي وواجهة قومية هي الهدف لكل حسود أو غيور أو عدو أو طالب ثأر.

واليوم أصبح السعوديون هم دعاة الحوار والآخذون بزمام المبادرة في هذا الأمر.. برؤية وفكر وعزم راعي الحوار الوطني ورائد الحوار العالمي.. الذي يرى أن الحوار هو الحصن وهو الوسيلة لتنمية مستدامة.

رعاك الله يا خادم الحرمين الشريفين وحماك.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5913 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد