Al Jazirah NewsPaper Saturday  22/11/2008 G Issue 13204
السبت 24 ذو القعدة 1429   العدد  13204
مجتمع بلا مخدرات

لكل مجتمع ظواهره وأمراضه الاجتماعية التي يعاني منها، سواء كانت تلك الأمراض من صنع واقع ذاك المجتمع أو من قبل المتربصين بأمنه واستقراره. وتتفاوت أساليب العلاج والتعامل مع هذه الظواهر بحسب قدرات المحيط وقناعات الأفراد والتفافهم حول السلطات المعنية بذلك. وآفة المخدرات التي أطلقت وزارة الداخلية لمكافحتها حملة مؤخراً تأتي ضمن المهددات الرئيسة للأمن الاجتماعي والسلم الأهلي؛ لما لها من تكوين وتركيبة خاصة من ناحية الأشكال والطبيعة؛ فهي مرتبطة بشكل مباشر بكل الظواهر الاجتماعية الأخرى كالبطالة والفقر والإرهاب والقهر والإحباط الاجتماعي. وعلى النقيض من ذلك هي مرتبطة أيضاً بحالات الرفاهية لدى الطبقات المخملية، حيث يوجد لها في سلم القيم المعرفي لدى ثقافة العوام تسميات ومصطلحات تكاد تكون أقرب إلى المبررات إن لم نقل التسويق كالكيف والمزاج وغيرهما من التسميات التي توضح أن المسألة ذات عدة جوانب، من أهمها حصانة القيم إلى جانب القناعة والفهم، خصوصاً لدى دهماء المجتمع ومراهقي المراحل التربوية.

لا نجانب جادة الصواب إن أكدنا أن آفة المخدرات بكل ما ينطوي تحت عنوانها العريض هي مشكلة اجتماعية تحتاج إلى تكاتف الأفراد مع السلطات من أجل الحد من آثارها السلبية، ولعل ما قامت به الصحافة السعودية من جهد تُشكر عليه من خلال تخصيص صفحات كاملة تكشف وتفضح الجوانب المخفية لهذه الآفة، هو من أهم الأدوار المطلوبة لإنجاح مثل هذه الحملة التي أطلقتها وزارة الداخلية.

ولمكونات التنشئة الاجتماعية أيضاً دورها المطلوب في ذلك، ونعني بها الأسرة والمدرسة؛ فكلنا يعرف أن أوقات الامتحانات لدى الطلاب هي من أهم المواسم لدى تجار الترويج والتدمير الذين لا يردعهم رادع ديني أو أخلاقي عن اصطياد الشباب والطلاب بحبائل هذه المخدرات والمنبهات منها خصوصاً.

لقد ضرب المجتمع السعودي أروع الأمثلة في تكاتفه مع قيادته في مكافحة آفة الإرهاب وشاهد العالم أجمع كيف كان الإجماع الشعبي على نبذ هذه الظاهرة، وهو ما نتمنى أن يتحقق في مكافحة المخدرات أيضاً وبنفس النجاح والإبداع, لكي نضمن مستقبلاً اجتماعياً مشرقاً تنطلق مقومات حمايته وحصانته من القناعة والوعي والإدراك قبل كل شيء؛ فيصبح العقل هو المكافح والمتصدي.

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد