Al Jazirah NewsPaper Monday  24/11/2008 G Issue 13206
الأثنين 26 ذو القعدة 1429   العدد  13206
الرئة الثالثة
مثل رائع في القدوة الحسنة!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

الأخ الصديق الأمير تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن لؤلؤة ثمينة في عقد هذا الكيان الجميل.. لا يحتاج مني إلى إشارة أو إشادة أو مديح؛ فهو في غنى عن ذلك، لكنّ ما صنعه سموه احتساباً لحب هذا الوطن، وتقديراً له يستحق أكثر من إشارة وإشادة ومديح، وإنْ كنتُ أجزم بأنه لمثل ذلك كاره، لأنه مِمّنْ يفعلُ بصمت ويدعُ فعلهَ يتحدث عنه!

* *

* دعوني الآن أنتقل بالحديث إلى لبِّ موضوعِ هذا اليوم فأقول: قبل أسبوعين تقريباً كانت الرياض على موعد مع فارسها الأشمّ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، وهو يرعى الاحتفالَ الأول لجائزة (سعفة القدوة الحسنة).. التي احتضنها فكرةً، وأنْبتَها فلسفة، وأخرجها مشروعاً إنسانياً وحضارياً المواطنُ الوفيُّ لبلاده الأمير تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن، وقد سهر سموه طويلاً وبذل كثيراً كي تخرج هذه الجائزة عملاقة معنى ورمزاً وتنفيذاً، ولتزفَّ إلى الوطن في تظاهرة رائعة يقودها أمير البر والبناء، سلمان بن عبد العزيز!

* *

* فكرةُ هذه الجائزة.. عذبةُ المعنى كصاحبها؛ لأنها نبعتْ من قلب عذبِ المقاصد، مشحون بحب هذا الوطن، ولا شيء سواه، أراد بهذه الجائزة أن يُوقظ وعيَ الناس، المتفائل منهم و(المتشائل) والمشكِّك في قدرة هذا الوطن على الإنجاز ليسمعهم ما يلي:

* *

أولاً:

لا تنظروا إلى نصف الكأس الفارغ لتحكموا على وطنكم إرادة وقدرة وإنجازاً، انظروا إلى النصف الملآن منه لتجدوا ما يسر العين فرحاً، ويبهج القلب ثقةً، ويثلجُ الفؤاد تفاؤلاً، حتى وإنْ لمْ يتحقَّقْ كلُّ المراد!

* *

ثانياً

هناك منّا مَنْ يعمل في صمت فداءاً لهذا الوطن، فيشقى بعمله، ويضحي في سبيله، ويبذل ما في وسعه من أجله إلى حد الإبداع، مثلما أن هناك من يعمل مجتهداً فيخطئ مرة ويصب أخرى، وهناك من لا يعمل أبداً فلا يخطئ ولا يصيب ولا يدرك شيئاً!

* *

ثالثاً

أن بلادنا ليست (المدينة الفاضلة) التي تغنت بها مصنفات الفلاسفة الأولين والآخرين، ولكنها جزء من هذا العالم تتأثر به سلباً وإيجاباً، وينالها ما ينالُ سواها من نتوءات السلوك الإنساني وانحرافاته، لكن هؤلاء يشكلون فئةً قليلة أمام غلبة فئة أكثر عدداً، يغلف أداء معظمهم الصمتُ، ونحن من فرط جهلنا بهم نظن أنهم لا يحسنون صنع شيء!

* *

* وأضيف إلى ما ذكر سلفاً أن هناك العاقَّ منا في حق نفسه ووطنه وأهله، بذلاً وانتماءً، وهناك منا الفاسد ذمةً وتعاملاً مِمّنْ يخلط الوسيلة بالغاية، فلا يرى الحقَّ حقاً ولا الباطل باطلاً، بل يسعى في مسار معاكس لقواعد وضوابط وأصول العمل السويّ الشريف؛ ليشقى في النهاية بنفسه.. وتخسره البلادُ مواطناً صالحاً!

* *

وبعد..

* فقد سُنّتْ جائزة (سعفة القدوة الحسنة) لتقول للمحسنِ أحسَنْتَ، ولتزيد المتفائل بقدرات هذا البلد تفاؤلاً، وليزداد هو بذلك ولاءً وانتماءً. وما أكثر المحسنين خدمةً لهذا الوطن.. والناس عنهم إما غافلون أو متغافلون أو لاهُون بالخوض في السلبيات والمعوقات التي لا يخلو منها أيُّ مجتمع إنساني، وقد جاءت هذه الجائزة كي تكرِّس في أفئدتنا درساً مفيداً بأنّ مجتمعنا لم يزلْ بخير، وسيبقى كذلك أبداً بإذن الله، ما دمنا نتعَاملُ مع شؤون حياتنا بصدق وصراحة وشفافية، تعاملاً يتبينُ من خلاله الخبيثُ من الطيب من العمل، والمحسنُ والمسيءُ من الناس، فيثاب الأول ويردع الآخر. وشكراً أيها المواطن الإنسان تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن؛ فقد صنعت بهذه الجائزة أروع مثالٍ ل(القدوة الحسنة) في مجتمع ينشد الخير ويحضُّ عليه ويعملُ من أجله!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5141 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد