Al Jazirah NewsPaper Monday  24/11/2008 G Issue 13206
الأثنين 26 ذو القعدة 1429   العدد  13206
الصراع العربي - الإسرائيلي بين المصطلح والواقع

هل أصبحت إسرائيل مشكلة دولية معاصرة؟.. تساؤل يصرخ في عقل كل فرد محايد وضمير كل جانب إنساني مستقل، فمنذ قيام هذه الدولة التي نشأت على الإرهاب وعصابات التطرف والمنطقة لم تنعم بمرور عقد واحد بلا حروب ونزاعات، ولعل في تشعب صراع إسرائيل ما يوضح مدى عدوانيتها وكيفية اعتمادها على سياسة الضربات الاستباقية وكسر العظام وحنق الشعوب، فمع أن القضية الأساس هي القضية الفلسطينية، يحفل سجل إسرائيل برصيد ضخم من الاعتداءات والحروب مع الدول المجاورة لها وما يمر خلال تلك الحروب من انتهاكات وقتل جماعي وهتك لحقوق الإنسان المتشدق بها المجتمع الدولي والمتحضر منه التي تدعي إسرائيل أنها تتبع الأيديولوجية العصرية.

قد يقول قائل إن الصراع العربي - الإسرائيلي وكما هو مدون في سجل القضايا الدولية المعاصرة، يصنف بذلك كإحدى المشكلات الدولية المعاصرة. ولكن الحقيقة عندما نحاول أن نتلمسها نجد أن الكيان الإسرائيلي هو المشكلة الدولية المعاصرة وليس الصراع الثنائي بين العرب وإسرائيل, والدلائل على ذلك كثيرة وموجودة، بدءاً من نشأة الدولة العبرية وحتى وقتنا المعاصر, فقد رفض الإسرائيليون جميع مشروعات السلام والتسوية في المنطقة وفي مقدمتها مبادرة السلام العربية وغيرها من أطروحات التسوية التي جاءت برعاية ممن يصنفون على إنهم حلفاء تل أبيب الاستراتيجيون, كما أن الارتباك الاجتماعي حول السلام الذي يضرب بين ظهراني المجتمع الإسرائيلي خير دليل على ما نحن بصدده من حديث، فالإسرائيليون فيهم مَن لا يزال يعيش في أوهام دولة إسرائيل الكبرى، وغالبية ساسة تل أبيب اتخذوا قضية السلام والتسوية بمثابة البورصة النشطة والمربحة في مجال المزايدات السياسية والحزبية، حتى أن التعامل مع السلام ومقتضياته بات يخضع بشكل كبير للمزاج الإسرائيلي العام المسيس.

كل هذه المعطيات والثوابت تثبت أن مكمن الإشكال في المنطقة ليس فحوى الصراع من ناحية التنظير الأكاديمي الذي تطلق عليه الدراسات مصطلح (مشكلة دولية معاصرة)، بل إن مكمن الداء هو في جزء من هذا الصراع الذي ضرب عرض الحائط بكل القرارات الدولية وعرقل كل مشروعات السلام والتسوية ليخلق إشكالية طال أمدها وأطلقت عليها الصراع العربي - الإسرائيلي وعرفت إجرائيا بمشكلة دولية معاصرة تجمع بين إسرائيل والعرب تحت عنوان الصراع، ويتساوى فيها الضحية والجلاد على الأقل في نطاق التعريف والمصطلح.










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد